أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عن خطاب بوش في الجمعية العمومية















المزيد.....

عن خطاب بوش في الجمعية العمومية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 603 - 2003 / 9 / 26 - 02:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 / أوسلو

24-09-2003

كيف يستطيع رئيس اكبر دولة في العالم أن يدعو الشعوب للانقلاب على معتقداتها وخيانة أوطانها والقبول بالاحتلال والظلم والتبعية؟


بعد سماعي لبعض ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تذكرت يوم الثلاثاء الموافق الحادي عشر من ديسمبر سنة 2001. ففي ذلك اليوم و بناء على طلب من إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، عزفت الأناشيد الوطنية في كافة البلدان الحليفة والصديقة لأمريكا، وذلك بمناسبة مرور ثلاثة أشهر على عمليتي نيويورك وواشنطن ومن اجل إحياء تلك الذكرى، أي ذكرى الذين سقطوا في العمليتين. كان هدف أمريكا من ذلك توجيه رسالة واضحة بأن العالم لن ينسى تلك الهجمات. والجدير بالذكر هنا أن الأناشيد عزفت في نفس التوقيت الذي تمت فيه مهاجمة مبنى غرفة التجارة العالمي في نيويورك.

أما الآن وبعد أسبوع على الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي ضد اتخاذ قرار دولي يلزم إسرائيل و يمنعها من المساس بشخص الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أو إبعاده عن أرض فلسطين - وهو الفيتو الأمريكي رقم 77 دفاعا عن إسرائيل وضد العرب والفلسطينيين وقضايا الحرية في العالم – يقف الرئيس الاميركي ليلقي خطابا مدويا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة يقول فيه، وبشكل تهديدي وعلني، أن بلاده ستعمل على إحداث تغييرات في المنطقة العربية، وأنه على الدول العربية التوقف عن تمويل المنظمات الإرهابية ودعمها وأن تتحرك بحزم من أجل السلام. بوش يعني بالإرهاب والإرهابيين المقاومة والمقاومين في فلسطين وجنوب لبنان والعراق وغيرها من المناطق. كما انه يعني بالسلام استسلام الأمة العربية قاطبة للمشروع الأمريكي الاستعلائي المتحالف مع المشروع الاستئصالي الصهيوني ممثلا بإسرائيل ووجودها في شرق المتوسط.

ولم يكتف بوش بمواعظه السلمية العتيدة بل تطاول على الشعب الفلسطيني كله عندما اعتبر أن القادة الفلسطينيين خانوا الشعب الفلسطيني، داعيا الفلسطينيين إلى الإقتداء بالعراقيين، وهو يعني بالعراقيين مجلس الحكم العراقي الذي يأتمر بإمرة بريمر، الحاكم الفعلي والوحيد للعراق المحتل. ويعتبر بوش أن العملية الجارية في العراق "لإنشاء مؤسسات ديمقراطية يجب أن تكون نموذجا يقتدي به آخرون ومن بينهم الشعب الفلسطيني". فعلا هذا الرئيس غشيم في السياسة ومتوغل في أللا فهم لأنه لازال عاجزا عن فهم العقلية العربية عامة والعقلية الفلسطينية خاصة. فالقوة والاحتلال منذ 1948 وحتى يومنا هذا لم تستطيعا تركيع الشعب الفلسطيني وتذويبه في العالمين، ولم تتمكنا من استئصال النضال الوطني الفلسطيني الملتهب، هذا الذي لم يترك بابا ألا ودقه من أجل حل عادل ومشرف للقضية الفلسطينية، وكانت كل الأبواب تغلق بوجهه من قبل أمريكا وإسرائيل، ولازالت الأبواب الرئيسية مغلقة بقرار من بوش المتهادن والمتحالف والمتعاون مع شارون وقادة إسرائيل.

بأي حق وبأي منطق يأتي بوش ليعطينا مواعظ في السلام الأمريكي و مكافحة الإرهاب؟ فبدلا من مراقبة إسرائيل ومنعها من تطوير الأسلحة المحرمة دوليا وامتلاكها وتصنيعها بلا مراقب، تقوم أمريكا بدعم إسرائيل ومشاريعها وحمايتها وتقديم الأموال والتقنية وكل ما يساعد إسرائيل على التفوق على جيرانها، وبنفس الوقت تريد منع الفلسطيني من حماية نفسه والدفاع عن حريته وحياته وانتزاع حقوقه التي أقرتها كل الشرائع والقوانين،كما تقوم بتهديد ومحاصرة وتضييق الخناق على كل دولة عربية أو إسلامية تحاول تطوير قوتها النووية للدفاع عن نفسها في زمن العالم النووي بقيادة الولايات المتحدة. والعالم لازال يذكر أن أمريكا أول دولة في التاريخ استعملت السلاح الذري والنووي ضد الشعوب وقتلت في لحظة واحدة عشرات آلاف البشر في هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين.

الشعوب العربية لازالت تقاوم وترفض الخضوع لعملية تدجينها كي تقبل فكرة بوش الجهنمية، هذه الفكرة السخيفة؟ فكيف يستطيع رئيس اكبر دولة في العالم دعوة الشعوب للانقلاب على معتقداتها وخيانة أوطانها والقبول بالاحتلال والظلم والتبعية؟ هذا كلام غير عقلاني لرئيس يكاد يكون بلا عقل ويتحدث بلا فهم وبلا وعي.

فبوش في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة قال أن "الشعب الفلسطيني يستحق أن تكون له دولة ملتزمة بعملية إصلاح وتقاوم الإرهاب وتعمل على إحلال السلام". تصوروا يقول يستحق، وكأنه هو الذي يحدد الحق و من يستحق ومن لا يستحق، وكأن الحقوق والحقائق والتاريخ والماضي والحاضر والوجود والانتماء والأرض والجذور لا تعني شيئا للرئيس بوش، هذه الأرض هي أرض الفلسطينيين وبلادهم وبيت أجدادهم وآباءهم وأبناءهم، هم فيها منذ القدم ومنذ بدء الخليقة، فدولتهم كانت موجودة وستعود بعد أن تتم عملية طرد الاحتلال وزوال الاستيطان الصهيوني عن بلادهم فلسطين، حيث دولتهم وكيانهم. وهذا الشعب الذي يناضل من أجل حريته وإقامة دولته المستقلة الحقيقية ألتزم بالسلام العادل والشامل وعمل كل ما يستطيع من أجل تحقيق السلام والابتعاد عن لغة السلاح والمقاومة، لكن إسرائيل ربيبة أمريكا واصلت نفس سياستها الدموية العدوانية العنصرية السابقة، فواصلت الإرهاب المنظم والرسمي المدعوم أمريكيا والمسنود بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي.

بعد كل هذا يأتي بوش ويقول أن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد الإرهاب الفلسطيني والعربي والإسلامي، وأنها ملتزمة بالسلام،أي سلام هذا الذي يراه بوش وحده ولا نراه نحن؟

هذا السلام غير موجود ولن نجده مادام أمثال بوش وشارون وبيريز وباول وغيرهم من أللا منطقيين وغير العقلانيين، موجودون في هرم القيادتين الإسرائيلية والأمريكية. وفي هذه المناسبة الحزينة ندعو جميع الفرق لتنشد موسيقى تعبر عن موت القيم وفناء العدل واندثار السلام في زمن بوش، وليكن العزف في وقت واحد في كل العالم وذلك تعبيرا عن حزن العالم على ما يحل به من ويلات وحروب ومصائب ليس في فلسطين والعراق وأفغانستان، فحسب بل في كل المعمورة.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش ليس أحسن حالا من شارون
- عملية تبادل الأسرى والعبء الثقيل
- السلام الاصطناعي قصير العمر
- حتى أنتِ يا دبي ...
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات
- نصائح مجانية للسيد احمد قريع
- أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا
- الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون
- عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين
- العرب في الوقت الضائع
- رحلة ألى المخيم - الحلقة الثانية
- في ذكرى رحيل الفنان الكبير ناجي العلي..
- الله ينجينا من أشباه السادات
- رحلة إلى المخيم 1
- للحرية مهر وللمقاومة النصر ..


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عن خطاب بوش في الجمعية العمومية