أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون















المزيد.....

الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 586 - 2003 / 9 / 9 - 02:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قرأت في جريدة أمس السبت عن اجتماعات الاتحاد الأوروبي في أيطاليا بيرلسكوني،وعن آراء وزير خارجية ايطاليا فرانكو فارنوني، وموقفه العدائي من الفلسطينيين، والمتحمس جدا ضد حركة حماس بشكل خاص  وضد الفلسطينيين بشكل عام،وبنفس الوقت وأثناء قراءتي للجريدة،عادت بي عقارب الساعة ألى الوراء، حيث الذكرى والزمان الذي مضى، وألى ما بعد حصار بيروت الشهير سنة 1982 . فتذكرت كيف أن ايطاليا كانت في الثمانينات من أهم أصدقاء العرب والفلسطينيين في أوروبا والعالم،وتذكرت يوم خروجنا جرحي من حصار بيروت،و كيف استقبلنا الشعب الطلياني العريق بالورود والدموع والتضامن،وكنت شخصيا من بين الجرحى الذين تلقوا علاجهم في مدينة بولونيا الإيطالية الجميلة،هذه المدينة التي كانت مدينة لليسار الإيطالي،بقيادة الحزب الشيوعي الطلياني،هذا الحزب التاريخي،الكبير و العريق،كانت تعرف ببولونيا روسا،أي بولونيا الحمراء.

 بعد قضاء عشرة أشهر من العلاج في مشافي بلاد المعكرونة والسباغيتي، عدت إلى بلادي العربية بانطباع أن الطليان كانوا عربا أكثر من بعض العرب،وكانوا يعاملوننا وكأننا من طينة أخرى،كانوا يحترموننا ويريدوننا أن نعود لبلادنا وفي عقولنا أجمل الذكريات والكلمات عن هذا البلد الكبير والعريق،عراقة روما والبندقية وباري  وفلورنسا،حيث الحضارة والتاريخ والثقافة وحسن الجوار.

 لكن ايطاليا التي أحببنا ونحب لم تعد هي نفس البلاد التي عشنا فيها وشعرنا بأننا بين أهلنا وناسنا وأصدقاؤنا من الأوروبيين، فقد تغيرت سياسة البلد بقدوم المليونير التمثيلي، بيرلسكوني، الذي أصبح رئيسا للوزراء بماله وإعلامه وكرة القدم، عبر نادي ميلان العريق الذي يملكه هو نفسه.

أختار بيرلسكوني أن يكون مع الخطأ ضد الصواب،مع الكذب ضد الحقيقة،مع الفساد ضد الإصلاح،مع الظلم ضد العدل، مع الإرهاب اليهودي " نسبة للديانة " المتمثل بكيان إسرائيل و ضد الكفاح الوطني الفلسطيني المتمثل بالمقاومة الفلسطينية،ووقف مع أمريكا ضد العراق، بل أنه وقف معها ضد أوروبا نفسها،وها نحن نراه اليوم هو وحكومته، كيف يقودون الحملة الأمريكية الصهيونية ضد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس الفصيل الأساسي في هذه المقاومة،لا بل عامودها الفقري.

 هل أصبح الشعب الفلسطيني مطالبا بالاستسلام والاستغناء عن حقوقه العادلة والتسليم بما تريده إسرائيل ومعها أمريكا وكذلك دول الاتحاد الأوروبي؟ إذا كان المطلوب محاصرة الشعب الفلسطيني وتركيعه من أجل الاستسلام والتوقيع على صك بيع بلاده وحقوقه لكيان دخيلا وغريب وسرطاني خبيث،فهذا ما لم يحصل،لأنه لا يوجد لدى الشعب الفلسطيني من يوقع على هذا الصك أو على بياض. وهنا يجب أن تعلم الإدارة الأمريكية أنها أخطأت وورطت معها الاتحاد الأوروبي في نفس الخطأ.

مثلما انتقلت عدوى فيروس سارس القاتل من الحيوان إلى الإنسان، فقد انتقلت عدوى العداء للشعب الفلسطيني من الحيوان الأمريكي المفترس إلى الإتحاد الأوروبي المنتكس،ونعني بالمنتكس هذا الموظف الأوروبي المرتهن للسياسة الأمريكية،والذي ينفذ التوجهات الإسرائيلية،الذي يجلس في سدة الحكم ويأخذ قراراته على مزاجه،بدون العودة للشعب،ويمارس هواياته حسب إرادته، فيترجم أقوال أسياده في البيت الأبيض وفي كنيست إسرائيل لأعمال تمس بالمصلحة الوطنية لبلدان أوروبا، وبالعلاقة التاريخية بين الشرق العربي والغرب الأوروبي، ويمارس أعمالا تخالف رأي الشعب وموقفه من الأحداث والقضايا في العالم. فمواقف رؤساء وزراء بريطانيا وأسبانيا وايطاليا خير دليل على ذلك، لأنهم وبالرغم من معارضة شعوبهم لحرب أمريكا في العراق ،إلا أنهم أرسلوا جيوشهم لمشاركة أمريكا في الحرب العدوانية.

 هذا كله يحدث في زماننا الحالي لأن مرض السارس السياسي أصبح فتاكا،إذ أنه يفتك بأمم عريقة وبلاد كبيرة في أوروبا والعالم،فكيف تقبل دول عظيمة مثل فرنسا وألمانيا وايطاليا بأملاءات حكومة شارون وأوامر إدارة بوش،وكيف يوافق الاتحاد الأوروبي على أن يكون دوره مثل دور الكلب السلاقي، الذي يعمل وفق أوامر وإشارات الأسياد من الصيادين، ومن الذين يصطادون في الماء العكر،وينجسون المياه الطاهرة.

على كل حال فالشعب الفلسطيني صاحب قضية عادلة وكفاح مشروع ضد كيان عنصري ،استئصالي استعماري بغيض، جاء الى بلاد العرب الفلسطينيين من أجل تحقيق أحلام وطموحات توسعية دينية مريضة،مبنية بأساسها على ما جاء في نظرية الحركة الصهيونية، التي تعود الفكرة الأساسية فيها لشعوذات التلموذ وأسفار الموت والإرهاب التي تعطي بحسب كهنة وحاخامات التلموذ، اليهودي أفضلية في العرق والجنس والحقوق والواجبات،لأنها تعتبره فردا مختارا ومميزا وعنصرا من عناصر الشعب الذي بحسب رأيهم أختاره الله عن باقي شعوب الأرض. يعني هم أبناء الشعب المختار أما الآخرين من الشعوب والأمم والديانات الأخرى،هؤلاء مجرد حيوانات غير جديرة بالحياة.

هنا بالضبط صدق المستعمرون والدجالون من كهنة السياسية الصهيونية العنصرية،صدقوا لأنهم استطاعوا فعلا تسخير أمريكا لخدمة مشروعهم الأستئصالي ،الاستعماري، وها هم يسخرون الاتحاد الأوروبي لنفس الغرض و بنفس الطريقة و نفس الأسلوب، الذي اتبعوه ويتبعوه مع المسخرين من الدول والشعوب والأحزاب والحكومات والمؤسسات والمنظمات والجمعيات، وحتى مع بعض الرؤساء والملوك والقادة والكتاب والشعراء والمثقفين. فيا لبؤس هذه الحكومات وتلك الدول التي تقبل بهكذا سياسة عنصرية، وبهكذا تبعية مهينة ومشينة لدولة عنصرية.

كلما مرت الأيام يتضح للمجتمع الدولي مدى لا حضارة  وعنصرية وحتى سادية الذين يدعون أنهم خير البشر وأفضل الشعوب،لأننا نراهم كيف يتفنون في التعامل مع شعب أعزل ، محاصر،مسجون في وطنه وأرضه المحتلة،عبر التنكيل والتعذيب والأجرام المنظم،ولا يوجد غرابة في ذلك مادام الذي يحكم إسرائيل ويسيطر عليها هي الأصولية السياسية اليهودية بقيادة شارون ومن هم على شاكلته. ورغم هذا كله،لازالت الإدارة الأمريكية تتبنى مواقف إسرائيل،وتجبر دول العالم كلها على السير في نفس الطريق، حتى دول الاتحاد الأوروبي وتابعياته في أوروبا الشرقية، الذين كانوا يتفرجون على الدم الفلسطيني المستباح، أصبحوا الآن يشاركون في الحرب على الشعب الفلسطيني بطرقهم الخاصة،و يعقدون مؤتمراتهم ويكافئون القاتل على جرائمه والإرهابي على إرهابياته اليومية المستمرة. بعد كل هذا أليس الاتحاد الأوروبي بالفعل موظف صغير عند شارون ؟



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين
- العرب في الوقت الضائع
- رحلة ألى المخيم - الحلقة الثانية
- في ذكرى رحيل الفنان الكبير ناجي العلي..
- الله ينجينا من أشباه السادات
- رحلة إلى المخيم 1
- للحرية مهر وللمقاومة النصر ..
- إسرائيل تفتح أبواب جهنم السبعة
- الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس
- سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود
- شهداء الصحافة بين نارين
- صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة
- الضحك على الذقون
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..


المزيد.....




- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...
- حزب الله يقصف مستوطنة ميرون ومحيطها بوابل من الصواريخ
- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون