أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس















المزيد.....

الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 571 - 2003 / 8 / 25 - 03:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تحضرني في هذه اللحظات حكمة عظيمة للحكيم الصيني كونفوشيوس * :

ان الحاكم الظالم أخطر على الناس من النمر المفترس..

لقد كان هذا الحكيم الصيني الذي لازالت ملايين البشر تعبده يعي بالتأكيد ما يقول،ولم تأتي كلماته الحكيمة من فراغ،بل جاءت من وحي الدنيا وتجارب الحياة.وهذه الحكمة الرائعة تنطبق على عالمنا الضائع ما بين أحلام الفتى الأمريكي المهووس، القابع في البيت الأبيض، وأحلام العجوز الإسرائيلي المثخن بالدماء والعظام،الجالس على عرش مملكة صهيون في فلسطين المحتلة، حيث الاحتلال الذي  جعل الحياة جهنم والجحيم حياة المظلومين من العرب أبناء فلسطين المحتلة.

 و بوش الابن ليس سوى النمر الذي ظلم الآخرين،لأنه أفترس أفغانستان ولازال النمر الذي يفترس العراق،ويحاول التهام العالم كوجبة لذيذة،تهدأ من جشعه. ومع أن العراق كان محكوما أيضا من قبل النمور المحلية مثله في ذلك مثل أفغانستان ألا أن الناس مقتت تلك النمور بغض النظر عن أصولها.

 يجيء أرييل شارون في نفس المرتبة الوحشية والمكانة المفترسة،لأنه وحش كاسر بطباعه وأفعاله،

 فهو الآخر مجبول بدماء الأبرياء ومعجون بالرجس العقائدي الصهيوني الذي يشبه رجس عتاة الإرهابيين في أوروبا،ابان عصر الحروب والظلمات والمذابح.

  لقد بنا النمر المفترس شارون ، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، مجده ومركزه وسمعته على تلال من العظام والجماجم الفلسطينية،فكان ولازال بطلا للمذابح العديدة التي قادها أو شارك بها ضد العرب والفلسطينيين. وشارون مثله مثل الكثيرين من جنرالات وقادة كيان الصهاينة،متعطش للدماء،حاقد على الآخرين،يكره العرب ويمقتهم،لا يطيق رؤية الفلسطينيين،يتمنى أن تفترسهم الوحوش الضالة،كالنمور والفهود والنسور والأسود،وهو بطبيعته يشبه إلى حد كبير تلك الوحوش الكاسرة،وخير دليل على ذلك جرائمه والمجازر التي ارتبطت باسمه كمجزرة صبرا وشاتيلا سنة1982 وقبلها عدة مذابح ومجازر في مدن وقرى ومخيمات فلسطين.

 وبالرغم من كل تلك الجرائم التي ثبت تورط شارون في بعضها،ألا أن العالم الذي نعيش فيه لازال يتعامل معه ومع المجرمين الآخرين من اليهود وكأنهم مجرمون من أجل العدالة أو الخير،وكأن هناك إجرام وعدالة من أجل الخير،نعتقد أن الأجرام الحقيقي يكمن في كلمات بوش عندما استقبل شارون وقدمه في البيت الأبيض على أساس أنه رجل سلام.

أما حكومات أوروبا التي تهاب اليهود ولوبياتهم في بلادها،لازالت أيضا تغض النظر عن كل التجاوزات والجرائم التي يقوم بها أي يهودي إسرائيلي. بل أكثر  من ذلك  يستقبلونهم كرؤساء وقادة ووزراء،ورجالات سلام ومحبة، ومنهم من يقدم نمر مفترس وقاتل محترف وجزار مقرف كشارون على أساس انه رجل سلام. هنا بالذات يكمن العجز،وتكمن الجريمة،ويكمن منطق الظلم والحاكم الظالم،هذا الذي يتحول لنمر مفترس،يشارك القاتل الطعن بالضحية بعد أن كان شاركه وساعده في سلبها حقوقها.

هذا فيما يخص أعداء العرب من الصهاينة والأمريكان،أما فيما يخص العرب أنفسهم فلغاية الآن لم نجد من بين حكامهم حمامة سلام واحدة،تنشر الأمن والسلام والمساواة بين الشعوب العربية،فكل الأنظمة العربية غير ديمقراطية حتى بالحد لأدنى.لكن عندما يتعلق الأمر بالأعداء والغزاة والمحتلين والتنازلات عن الوطن والسيادة والكرامة،نجدهم حمامات سلام بيضاء،ناصعة البياض،ووديعة إلى أقصى الحدود.

 لماذا لا يوجد أنظمة حكم ديمقراطية في بلاد العرب؟

لأن حكام تلك البلاد من النمور المفترسة،من الظالمين ولو بأشكال متباينة ومختلفة، ولا يوجد بينهم من يفكر بجوع الناس وعطش الشعوب للحرية والتعبير عن رأيها والإدلاء بدلوها في السياسة والدين وأحوال الدنيا. فالحاكم العربي يتصرف وكأنه ملك الغابة،له وحده تعود القرارات والتشريعات،وفي حال وجدت برلمانات ومجالس تشريعية أو نيابية فأنها تكون صورة طبق الأصل عن النمر الأول أو الأكبر.

حتى أن حياة أي إنسان في تلك البعاد معلقة بقرار أو كلمة من الحكام، فالحاكم الذي غالبا ما يكون البرلمان على شاكلته، هو الآمر الناهي، والمجالس البرلمانية تتحول لعبء على المجتمع والشعب يضاف لباقي الأعباء التي تتألف منها مؤسسات الحكم والدول في بلادنا العربية

لكي لا نتهم بالسوداوية والظلامية وبأننا نظلم الحكام،نعيدكم أيها القراء قليلا إلى الوراء،أتذكرون معاهدات السلام العربية الإسرائيلية،التي وقعتها مصر والأردن والسلطة الفلسطينية؟

كلكم تذكرونها بالتأكيد،هل قام زعماء تلك الدول أو قادتها بعرض تلك الاتفاقيات على شعوبهم لأستفتاءها وأخذ رأيها قبل التوقيع على معاهدات سلام تخص تلك الشعوب؟

بالتأكيد لا،فلا الشعب المصري أستشير في ذلك ولا الأردني0الذي أوجرت أراضيه الزراعية والخصبة لمدة 99 عاما للإسرائيليين)، ولا حتى الفلسطيني المعني الأساسي بالصراع، الذي ضيع الجهلة والسفهاء تضحياته فذهبت هباء.هذه الحكومات التي تفعل ذلك وهي ترى على الجهة الأخرى كيف أن عدوها أو شريكها في المفاوضات والاتفاقيات يقوم بأجراء الاستفتاء وعرض المشاريع على الشعب ومن ثم على ممثلي الشعب في البرلمان. حكام العرب يرون ذلك ويعرفونه لكنهم يقومون بعمل الشيء المعاكس في بلادهم،ومنهم من يعتبر نفسه ديمقراطيا أكثر من حكومات النرويج أو السويد. وهنا بالذات ينطبق القول المأثور وتنطبق الحكمة الصالحة،على هذه الفئة من الساسة والقادة " اثنان لا يغيران رأيهما :

 أعقل الناس،وأسخف الناس. اعقل الناس لثقته بعقله،وأسخف الناس لضعف عقله". وحكامنا بالتأكيد سيجدون مكانتهم في الشق الثاني من حكمة الفيلسوف والحكيم الصيني كونفوشيوس.

 

* كونفوشيوس ( 551 – 479 ق . م ) ويلقب بالمعلم والحكيم والملك غير المتوج،ولد في مدينة" تشوفو"  في أمارة " لو"  بمقاطعة" شانتونج"  الصينية وكانوا يسمنونه " كونغ – فو – تسو " ثم حرف ألى كونفوشيوس ويعتبر من زعماء الصين الروحيين والدينيين وله معابد تقدم فيها القرابين والأضاحي.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود
- شهداء الصحافة بين نارين
- صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة
- الضحك على الذقون
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...
- الهدنة بين الموت والفناء
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس