أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا














المزيد.....

أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 587 - 2003 / 9 / 10 - 03:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

بينما كان العالم العربي مشدودا لشاشات التلفزة الفضائية لمشاهدة عملية تفجير بناية من ثمانية طوابق في مدينة الخليل الفلسطينية المحتلة، كان على الجهة الأخرى من ساح المواجهة ،فدائي فلسطيني ،مقاوم استشهادي من قلب فلسطين الجريحة،يفجر جسده الطاهر بين مجموعة من جنود الاحتلال العنصري.  وبهذا يكون الرد الفلسطيني جاء في أوانه وزمنه ووقته المطلوب، جاء الرد الفلسطيني على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، المستمرة، فكان قويا ومدويا، في قلب تل أبيب، وقرب قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي وسط مجموعة من الجنود الإسرائيليين،الذين كانوا ينتظرون الباص على أحد المواقف الخاصة بهم،وهذا بحد ذاته زاد من ذهول المراقبين والمعنيين في الكيان الإسرائيلي.

 

تأتي هذه العملية في يوم دامي سقط فيه ثلاثة شهداء فلسطينيين من الخليل، من بينهم طفلة عمرها 13 عاما. وقد تمت عملية تدمير المبنى الفلسطيني ذو الطوابق الثمانية عبر تفجيره بلا رحمة،وبدون رادع. هذا العمل الإسرائيلي يعتبر عملا مشينا وإرهابيا ،خارج عن القانون ومنافي للقوانين الدولية التي تحمي المدنيين في مناطق النزاع أو الحرب،وتحت الاحتلال،وهو يكشف للناس طبيعة هذا الكيان العنصري،ألاستئصالي،الصهيوفاشي،الذي يمارس كافة أنواع البشاعة والهمجية ضد شعب أعزل يخضع للاحتلال الدموي ،غير الحضاري ،منذ عشرات السنين.

 

تجيء عملية تل أبيب لتؤكد من جديد أن المقاومة الفلسطينية قادرة على اختراق العمق الإسرائيلي وتوجيه الضربات المؤلمة للاحتلال،ولتؤكد أيضا أن الشعب الفلسطيني لن يكون طيعا ولا لعبة بيد شارون وبوش واعوانهما في المنطقة وخارجها. وتأتي العملية لتقول للذين تعاونوا مع الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية لازالت قوية وتستطيع أن تدخل العمق الإسرائيلي، وتوجه ضرباتها القوية للمؤسسة العسكرية الفاشية التي تحكم البلاد بلباس ديمقراطي، سرعان ما تكشف ألوانه الحقيقية، مع أول زخة مطر أو شتاء .

 لقد تم ضرب هذا الجيش الصهيوني في عقر قواعده العسكرية في تل أبيب،فأثبتت المقاومة الفلسطينية بأن كل احتياطات وإجراءات الأمن والعزل والحواجز التيارة وغيرها لم تستطع،ولن تستطيع منعها من تنفيذ العمليات ضد الاحتلال العنصري البغيض.

 

 كما أن العملية الأخيرة تأتي بالرغم من الجدار العازل، ومن الحصار المشدد الذي يفرض على كل الأراضي الفلسطينية منذ فترة طويلة،والذي تم تعزيزه بعد اغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب، وتعزز أكثر وأكثر بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ احمد ياسين وإسماعيل هنية قبل أيام قليلة. وهذه العملية قلبت حسابات السلطات الإسرائيلية لأنها جاءت سريعة وفي العمق ،وحيث لم يكن يتوقعها أي إسرائيلي حتى أكثرهم تشاؤما. لذا فأن الاحتلال سوف يحاول الرد عليها بعملية قد تؤدي لمصرع الكثير من المدنيين الفلسطينيين،خاصة إذا ما تذكرنا بأن إسرائيل لا تهتم بحياة المدنيين ولا تعيرها أي اهتمام،وهي تحاول قتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين،من اجل الضغط على المواطنين الفلسطينيين،بغية تركيعهم وإجبارهم على التخلي عن المقاومة،ولنا عبرة في المجازر العديدة التي نفذتها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في لبنان والأردن وفلسطين نفسها.

 

 لكن هذا لن ينجح لأن الشعب الفلسطيني تبنى خيار المقاومة بعدما قامت إسرائيل نفسها بنسف كل خيارات السلام،فهي نفسها نسفت سلام الشجعان الذي كلف القيادة الرسمية الفلسطينية ورقة التوت الأخيرة،وحكومة أبو مازن أنفاسها الأخيرة وحياتها القصيرة،وهي نفسها أفشلت كافة المشاريع التي طرحت أو شهدتها المنطقة منذ أوسلو وحتى يومنا هذا، وهي نفسها لا تريد السلام حتى بشكله المبتور،شكله العقيم الذي يعطيها الأفضلية وأغلبية الأراضي الفلسطينية،بينما لا يعطي الفلسطينيين سوى الفتات القليل.

 

نعتقد أن الجانب الفلسطيني مطالب ومنذ هذه اللحظات بأخذ الحيطة والحذر وتعزيز الحماية حول قياداته الوطنية والإسلامية،من الرئيس المحاصر ياسر عرفات حتى الشيخ الملاحق المقعد أحمد ياسين.لأن الصهاينة سوف يحاولون توجيه ضربة قوية لقائد ما من قادة الشعب الفلسطيني حتى يعيدوا الثقة لقطعانهم التي تلقت ضربة قوية وصفعة مؤلمة، سوف لن يستفيقوا منها في القريب العاجل.

 وبانتظار ما سيحدث في الساعات القريبة والأيام القادمة، على الفلسطينيين أن يجهزوا أنفسهم لجولة جديدة من الاستحمام في بحار الدم،فليس لدى الحكومة الإسرائيلية من لغة تخاطبهم بها سوى لغة القتل والدمار والاعتقال والاغتيال والقصف والتفجير والاحتيال.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون
- عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين
- العرب في الوقت الضائع
- رحلة ألى المخيم - الحلقة الثانية
- في ذكرى رحيل الفنان الكبير ناجي العلي..
- الله ينجينا من أشباه السادات
- رحلة إلى المخيم 1
- للحرية مهر وللمقاومة النصر ..
- إسرائيل تفتح أبواب جهنم السبعة
- الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس
- سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود
- شهداء الصحافة بين نارين
- صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة
- الضحك على الذقون
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا