أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - حتى أنتِ يا دبي ...














المزيد.....

حتى أنتِ يا دبي ...


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 597 - 2003 / 9 / 20 - 06:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

ستنال دبي خيبتها بعد زمن طويل من الاستقلالية والتألق،وهذه الخيبة جاء بها العلم الجديد الذي يرفرف للمرة الأولى في سماء الأمارة العربية الجميلة، حيث لم يكن أي إماراتي يحلم بما رأته عيناه في المكان الذي ستقام به اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقض الدولي التي تنظم في الأمارات العربية المتحدة ،وتحديدا في دبي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين،أي في 23 و24 أيلول / سبتمبر  الحالي.

 المؤسف في القضية برمتها ليس رفع علم إسرائيلي في دبي أو في أبو ظبي،أو فوق قاعة المؤتمرات وفي مركز الإعلام التابع لها، بل انضمام الأمارات للدول العربية والإسلامية التي تقبل مجبرة أو بخاطرها ورضاها ، أن يرفع علم إسرائيل فوق أراضيها وبأن يشارك قادة صهاينة من حكومة إسرائيل بأعمال مؤتمرات تقام على أرضها. أما وأن العلم الإسرائيلي قد رفع فوق قاعة المؤتمرات فقد نقول أن هذا طبيعي بعدما وافقت الإمارات على ذلك،لكن أن يرفع في مركز الإعلام  فهذا يعتبر استخفافا بالصحافة والإعلام العربيين وبالإعلاميين والصحافيين العرب المشاركين في تغطية هذه القمة العالمية،فمن يا ترى سيتحمل مسئولية هذا الاستخفاف بعروبتنا وقوميتنا ؟

في الاجتماع المذكور والذي سيبدأ بحضور إسرائيل بوفد قد يكون على رأسه نتنياهو، سوف يتم بحث ومناقشة سبل ضبط تدفق الأموال الى "المنظمات الإرهابية" وكذلك سبل إعادة اعمار "العراق وأفغانستان". ومعروف أن إسرائيل تدعى تلقائيا الى مثل تلك الاجتماعات الدولية التي يحضرها مندوبون عن 184 دولة. وهذه المرة تشكل مشاركتها سابقة فريدة من نوعها لأنها المرة الأولى التي يعقد فيها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اجتماعاتهما في بلد عربي،مما سيشكل إحراج كبير لدولة الإمارات العربية المتحدة،المعروفة بمواقفها القومية النزيهة و المتوازنة. وسوف تكون الأمارات على المحك وتحت المجهر لأنها بقبولها عقد المؤتمر على أراضيها قبلت بشروط الأقوياء،ومنها أن إسرائيل ستحضر وأن علمها سيرفع فوق قاعة المؤتمرات، وغير ذلك من الشروط التي تمس القلوب العربية والعقول القومية. لقد أصبح وضع الإمارات صعبا منذ الآن،وسيزداد صعوبة لأنها في موقف لا تحسد عليه.

كيف ستتصرف الأمارات يوم يأتي نتنياهو أو غيره من القادة الإسرائيليين،ومن سيقوم باستقبالهم والترحيب بهم ومرافقتهم ألى قاعة المؤتمرات وغيرها من الأمكنة ؟ هذا ما سنراه قريبا. وهذا ما سيحدد بدقة طبيعة الموقف الإماراتي ونوعية السياسة الإماراتية  في المرحلة القادمة.

تعود هذه الردة العربية الرسمية المترافقة مع شلل شعبي عربي لزمن ما بعد توقيع اتفاقيات أوسلو بقليل بين جماعة أوسلو من الفلسطينيين وجماعة أوسلو من الإسرائيليين، فصبحان الله وصبحان أوسلو الصغيرة ،الهادئة ،المسالمة والباردة،التي صار لها جماعات وأهل في الشرق العربي وفي شرق المتوسط. فمنذ اتفاقيات أوسلو وما تلاها أصبحت بعض الدول العربية تستقبل إسرائيل بكل رحابة صدر،وتقبل بها حين تأتي لتشارك في اجتماعات إقليمية ودولية تقام في تلك البلدان العربية،مثلا حضرت إسرائيل مؤتمر شرم الشيخ للأمن ومكافحة الإرهاب، ومؤتمرات أخرى عقدت في  قطر و البحرين وعمان و في مؤتمرات أخرى عديدة،كل هذا تحت شعار مساعدة الطرف الفلسطيني،فكيف تتم هذه المساعدة وبأية أشكال،هذا هو السؤال الذي يؤرقنا ويحيرنا.

 كل هذا حدث ويحدث بسبب الاستسلام العربي الرسمي لحالة الركوع والخنوع التي سادت العالم العربي بعد توقيع اتفاقيات أوسلو وما تلاها من هزائم عربية سياسية وعسكرية. كل هذا كان بإمكان العرب منعه وصده لو أنهم كانوا فعلا يغارون على مكانتهم ووجودهم كأمة مستقلة حرة وواحدة. لكن للأسف فهؤلاء العرب لم يتبقى من وحدتهم أي شيء باستثناء الجامعة العربية التي تجمعهم بعجزهم وسوء علاقاتهم ببعضهم البعض. وخير شاهد على ذلك، وأفضل دليل على العجز العربي المشترك ما حل بالعراق وما يحل بفلسطين، شعب كامل مسجون ومحاصر ومعزول على أرضه بسبب كيان احتلال،كان  بدوره يعاني من حصار عربي دام لسنوات طويلة، كان يجب أن يكون محاصرا و معزولا ومسجونا في المنطقة العربية،لكن الذي نراه  العكس تماما،فبدلا من أن يحاصر العرب إسرائيل لأنها كما الجزيرة الصغيرة في المحيط الكبير،تقوم هي بحصارهم وإذلالهم وتركيعهم الدولة تلو الأخرى،فكانت البداية مع مصر أكبر دول العرب وليست النهاية مع قطر أو موريتانيا. لكن لكل بداية نهاية ونهاية الشلل الشعبي العربي أصبحت قريبة وأقرب من أي وقت مضى، فالشعوب العربية لن تستطع البقاء محايدة أو مشلولة،وهي ترى بأم عينها كيف تقوم إسرائيل بالتوغل في البلاد العربية،وكيف تقوم بعض تلك الدول العربية بإعادة علاقاتها مع إسرائيل وكأن ما يحدث في فلسطين لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد. الشعوب العربية هي العامل الوحيد الذي يستطيع تغيير المعادلة فمتى سينهض هذا العامل الذي يشبه المارد النائم ويقوم بتغيير الخريطة وتبديل الطريق والطريقة.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الفيتو و حق الدفاع عن النفس
- أبو عمار ليس وحده
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات
- نصائح مجانية للسيد احمد قريع
- أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا
- الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون
- عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين
- العرب في الوقت الضائع
- رحلة ألى المخيم - الحلقة الثانية
- في ذكرى رحيل الفنان الكبير ناجي العلي..
- الله ينجينا من أشباه السادات
- رحلة إلى المخيم 1
- للحرية مهر وللمقاومة النصر ..
- إسرائيل تفتح أبواب جهنم السبعة
- الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس
- سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود
- شهداء الصحافة بين نارين


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - حتى أنتِ يا دبي ...