أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الكحط - الديانات السماوية وتحريم إراقة الدماء














المزيد.....

الديانات السماوية وتحريم إراقة الدماء


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 1975 - 2007 / 7 / 13 - 05:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أظن أن هنالك ديناً سماوياً يحلل سفك دم إنسان لمجرد الأختلاف بالمعتقد أو الرأي، وما نراه اليوم من إجرام على أرض الرافدين وهي مهد الرسل والأنبياء والأولياء لا يمت بأيةِ صلةٍ من قريب أو بعيد إلى الإسلام ولا لأية ديانة أو معتقد، بل هو شذوذ وبعيد عن كل ما هو إنساني أو له علاقة بالبشر وطباعهم، أنها وحشية ما بعدها وحشية أن يذبح إنسان بالسكين من الوريد إلى الوريد لا لجرمٍ أرتكبه أو لذنبٍ أرتكبه.
في محاضرة للترميذا الدكتور عصام الزهيري عن تاريخ الديانة المندائية ومعتقداتها وأهم ما تمتاز به عن الديانات الأخرى و واقع أبناء الطائفة اليوم في العراق والمهجر.
تحدث الترميذا الزهيري عن منشأ وبدايات وجذور ومعتقدات وطقوس وتقاليد ولغة الديانة المندائية حيث هي أقدم وأعرق الديانات المعروفة وكتابهم المقدس الكنزا هو الكتاب الأول، كما تحدث عن نبيهم الأول آدم وعن مفهوم وفلسفة الحياة والموت لديهم، ونشأة الكون والمراحل التي تعرضت فيها البشرية للفناء جراء الطاعون والفيضان والحرائق، كما تطرق إلى النكبات والكوارث والإضطهاد الذي تعرض لها أبناء هذه الطائفة وهذه الديانة عبر التاريخ. يحدثنا عن السفر العظيم ليس عن الديانة المندائية وحدها بل عن تاريخ البشرية بأجمعه، كما تطرقت المحاضرة إلى مواضيع عدة والتي كانت بحاجة إلى وقت أطول للأستفاضة فيها، كالماء هذا السر الكبير في حياة المندائي والتطهر والتعميد به والذي يستمد منه المتعمد طاقته، وأرتباطهم العظيم ببلاد الرافدين فقد ذكرت أسماء دجلة والفرات في كتبهم، ففي طقوس التعميد يوجد الترتيل بالعبارة التالية (( الصغيرُ أنا بين الأثير بين الكائنات السماوية، وطفلٌ أنا بين شعاعات الضوء، كبرتُ ونميتُ وأصبحتُ عظيماً لأنني شربتُ من ماء الفرات))، وهذا ما يفسر حبهم وتعلقهم بوطنهم العراق حيث أرض الحضارات ومسقط رأس الأنبياء والرسل والأولياء. كما تطرق إلى فكرة نشوء الحياة والكون في دينهم والتي هي قريبة من النظرية العلمية عن نشؤ الكون من الأنفجار الأول، وحتى نشوء الأرض ومراحلها من الغازية وتحولها إلى السائلة ومن ثم الصلبة فهي مذكورة في كتبهم منذ القديم.

ما لفت نظرنا هو تحريم الذبح حتى للحيوانات، وعلى من يقوم بذبح دجاجة من أجل الغذاء، مثلاً عليه أن يكون مطهراً نظيفاً يستغفر ربه عشرات المرات ويؤدي طقوس عديدة قبل وبعد عملية الذبح ويشترط أن تكون السكينة حادة وأن تمرر مرة واحدة وبسرعة على رقبة الدجاجة، رأفةً بها وكي لا تتعرض إلى الآلام لفترة طويلة، وبعد الذبح علية أن يتنظف ويؤدي المناسك الخاصة، أما الإنسان فله منزلة مبجلة وعظيمة وروحه مقدسة، لقد أطلعنا على أمور تثير الدهشة من ديانة تعتبر من أقدم وأعرق الديانات وتحترم الروح البشرية وحتى الحيوانية بهذهِ الدرجة الغريبة، وأظن الأديان التي جاءت بعدها كانت أكثر أحتراماً وتقديساً للروح البشرية، فالإسلام حرم قتلها إلا بالحق والديانات الأخرى كالمسيحية واليهودية كذلك تحرم القتل للإنسان بدون سبب.
فمن أين جاءت هذهِ الجماعات المجرمة التي حللت سفك دماء البشر بهذه البساطة وبهذا البرود الإجرامي، وعلى أية أسس أستندت...أسئلة تثير الدهشة والأستغراب، لكن مدرسة البعث العفلقي الإجرامية خَرَجت ونظمت الآلاف ممن لا يعرفوا غير روح الإجرام وأنتهاك المقدسات وكل ما نراه اليوم هو من تلك المدرسة، وهؤلاء تلامذتها النجباء الذين أنضووا للأسف تحت عباءة أحزاب دينية وغير دينية لتكون ستراً لنزواتهم وجرائمهم وليعملوا براحتهم وينفذوا ما يخططون له، ووراء كل منهم أناس يحمونه هنا وهناك فشبكات النظام المقبور متنوعة ولازالت تعمل ، بل وجدت أرضاً خصبة وهناك من يدعمها من دول الجوار ومخابرات الدول الأخرى ولكل منهم أهدافه ونواياه التي يعمل لأجلها والضحايا هم أبناء بلادي من الفقراء والبسطاء والمخلصين من أطباء فضلوا البقاء لإداءِ عملهم الإنساني وصحفيين وكوادر علمية مخلصة لوطنها وشعبها، تركتهم الحكومة يواجهون المخاطر لوحدهم وأحتمت هي بالمنطقة "السوداء" تحيط بها قوات الاحتلال والحمايات الخاصة كي يحافظوا على مقاعدهم من أن يحتلها أحد غيرهم، ولينتفعوا بمزايا السلطة والجاه، أما الشعب العراقي فها هي دمائه تسيل غزيرةً في الشوارع، وفي المنازل، فليس هنالك مكان آمن، فقط في المنطقة "السوداء"، ولا أدري إلى متى سيظل الأمن مفقوداً والحكومات تتوالى ولا أعرف ما هي أولى مهامها، وأين وعودها، أليس الذين يسقطون كل يوم ببشر ومواطنون عراقيون، أم أنهم لعب أو دمى. الجثث المغدورة تلم وتحصى أعدادها يومياً وبشكل مفزع ومؤلم، والحكومة تحصي الأعداد فقط دون تحقيق دقيق ومتابعة جدية ولو كانت هنالك تحقيقات جدية لتابعت الخيوط المشتركة لهذه الجرائم والتي تتكرر كل يوم وبنفس الأسلوب وبنفس الأماكن وبالتالي من السهل التوصل إلى الجناة إذا لم تكن مجموعات من السلطة نفسها مشتركة في هذه الجرائم، ولا أدري هل أن مجلس النواب يسمع بهؤلاء الذين يموتون غدراً وترمى جثثهم في الشوارع أم لا...؟ الأسئلة المحيرة كثيرة والناس تعبوا بل سيصيبهم اليأس إن لم يصبهم بعد، فهل هنالك من سينقذهم من هذه المحنة؟



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المرأة والتكنولوجيا-
- المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون
- عشرون عاماً على الجريمة النكراء، حدثان وحّدهما التأريخ والدل ...
- مناضلان من الرعيل الأول
- ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي
- الشعر وأستذكار بناء قاعدة بهدينان والخطوات الأولى في أمسية أ ...
- مبدعون في الغربة ستار الساعدي
- هل ستسمح أمريكا بإعدام الطاغية...؟
- ستوكهولم: أمسية شعرية إحتفالية
- تجمع من أجل معرفة مصير الرفيق شاكر الدجيلي
- الثقافة الوطنية العراقية في إقليم كردستان
- المسلسل الذي أستحق المشاهدة عن جدارة (الفِرية)
- أنوار عبد الوهاب والفن الملتزم
- حزب شيوعي لا ديمقراطي ليبرالي...!
- التعليم المفتوح والدول النامية
- وداعاً أم سلام، وداعاً أيتها الشيوعية الباسلة
- المناطحة الوطنية
- فنانة ثاقبة البصر في زمنٍ أعمى- ناهدة الرماح إنسانةٌ رائعة
- من مناضلي الصحافة الشيوعية في العراق:
- بول بريمر نَجَسَكم


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الكحط - الديانات السماوية وتحريم إراقة الدماء