أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الكحط - أنوار عبد الوهاب والفن الملتزم














المزيد.....

أنوار عبد الوهاب والفن الملتزم


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 08:24
المحور: الادب والفن
    


في أمسية جميلة أستضافت فيها رابطة المرأة العراقية في ستوكهولم يوم الأحد 16 أكتوبر2006 الفنانة العراقية القديرة أنوار عبد الوهاب، حضر الأمسية جمهور من النساء العراقيات، وقدمت الضيفة السيدة هيفاء عبد الكريم بكلمات رقيقة وأوقدت شمعة لهذهِ الفنانة التي قدمت الكثير للفن العراقي الأصيل والملتزم.
مسيرةٌ طويلة هيّ حياة أنوار عبد الوهاب، ومن (( عمري سبع سنين وكليبي مهموم)) وكأن تلك الكلمات تحكي قصة حياة هذهِ الفنانة المفعمة بالحيوية والعطاء، بدأت رحلتها في الحياة وسط المتاعب، وسط عائلة تحب الثقافة والفن، عائلة أرتبطت بقضايا الناس وهمومهم ومصير الوطن، أصدقاء الفقيد والدها محامون وفنانون ومن المسرحيين كذلك وأدباء ومن الشخصيات السياسية، فكان طريقها وعراً لكنها تحملته بتأنِ وصبر كبيرين.

ومنذ طفولتها غنت وأحبت الغناء، أنتبه لها القريبون منها من الأهل ومن ثم المعلمات في المدرسة، فغنت وأجادت وشقت طريقها بعالم الفن رغم الصعوبات وتهديد الأقارب الذين لم يروق لهم أن تكون أنوار فنانة، حيث التقاليد البالية تقف أمامهم، وعندما أختارها الفنان يوسف العاني لتمثل دور تماضر في مسرحية الفقيد غائب طعمة فرمان بعد أن ألتقاها وهي تلك الشابة البسيطة الناعمة السمراء، قال ((وجدتها أنتي تماضر التي ابحث عنها))، أخذت أنوار النص لتقرأه في البيت وهناك بكت وهي تقرأ النص متأثرةً بهِ ومثلته ووقف الجميع منبهراً من حسن الأداء وكأنها ممثلة محترفة وهي الهاوية ليس إلا، أنها لم تدرس المسرح ولكنها مثلت أدوارا مميزة وصعبة وأجادتها، منها مسرحية هملت تقول ((أنني كنت لا أعتمد على التكنيك بل أعتمد على الشعور الداخلي، أنسى أنني أنوار، أحس بأنني بروفيل وأكاد أطير بشخصها من على خشبة المسرح، لقد منحني المسرح أشياءاً كثيرة وعملت مع العديد من الفنانين وعملت مع فرقة المسرح الحديث، كسبت جمهوراً كبيراً، ولكنني وجدت صعوبة الجمع بين الغناء والمسرح فتفرغت للغناء وتلك كانت غلطتي الكبيرة التي أعترف بها))، وفي عالم الغناء غنت للعديد من المؤلفين والملحنين وكانت رسالتها واضحة في الفن عموماً وفي الغناء خصوصاً فأبتعدت عن الأبتذال فقدمت الأغاني الهادفة الملتزمة، بل أفادتها كثيراً سفرتها إلى برلين لتستمع لأول مرة في حياتها إلى غناء الأوبرا، من خلال جارتها الألمانية فأنبهرت بهِ وأصرت على تعلم هذا الفن الراقي والرفيع الذي يحتاج إلى الكثير من الصبر والتحمل والمران الطويل، ولكنها كانت قد قررت تعلمه وإتقانه، وهكذا كانت خطواتها بعد ذلك أكثر رصانة وأكثر جمالاً في عالم الغناء فتطور أدائها وتمرنت حنجرتها وأخذت تتحكم بصوتها ونَفَسها بشكل أكبر لتؤدي أصعب الألحان بأسلوبٍ عذبٍ مميز.

الفن مرآة المجتمع وهو أرقى قضية في المجتمع، هكذا تعبر أنوار عن مفهوم الفن لديها فكانت بسيطة في حياتها تحب الأشياء الحقيقية ولا تحب الزيف، وكانت أغانيها الحزينة جزء من ذلك الحزن العميق المتوارث لشعبنا، غنت منذ السبعينات وأعتزلت سنة 1989 حيث أنحط الفن كما إنحطت القيم في مجتمعنا بفعل السلوك المشين للنظام الدكتاتوري وأزلامه، كانت تشعر بالغربة حيث لم يعد هنالك مكان للفنان الملتزم بالفن الأصيل والديمقراطي، ففقدت جمهورها الحبيب وهجر الأصحاب الوطن، ومن بقي منهم بين مطارد وخائف، منعوا أغانيها وحاربوها بكافة الوسائل وطاردوها، وحتى جمهورها الذي أحبها يخشى الأقتراب منها، أضطرت لمغادرة الوطن وهناك في الأردن أهملها الجميع فعيون النظام تتربص هناك أيضاً للمبدعين الملتزمين.

وأخيراً لجأت إلى السويد التي وصلتها منذ خمس سنوات وهنا تقول أنوار ((لقد أستفدت هنا كثيراً أشعر بأنني أصبحت أنقى وأكثر إنسانية وعقلانية بل وأكثر ديمقراطية. ولكن ما يحزنني بأنني لم أستطع أن أقدم شيئاً لفني الذي أعشقه، ولم تتح لي الفرصة الصحيحة لأقدم أكثر))...تحدثت الفنانة أنوار كثيراً وردت على أسئلة الحاضرات وبعد أستراحة قصيرة عادت لتقدم في الأمسية بعض من أغانيها القديمة ولكنها الأغاني الأصيلة التي لازلنا نرددها ونتذكرها ونطرب لها، فأطربت الحضور الذي طالبها بالمزيد ودعناها على أمل أن نسمعها تغرد من جديد.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب شيوعي لا ديمقراطي ليبرالي...!
- التعليم المفتوح والدول النامية
- وداعاً أم سلام، وداعاً أيتها الشيوعية الباسلة
- المناطحة الوطنية
- فنانة ثاقبة البصر في زمنٍ أعمى- ناهدة الرماح إنسانةٌ رائعة
- من مناضلي الصحافة الشيوعية في العراق:
- بول بريمر نَجَسَكم
- الله يطوّل سبحة ريّسنا ويقصر عمر حكومتنا
- في ذكرى أربعينية الشهيد أبو فرات
- واقع المرأة العراقية اليوم ومسألة الديمقراطية
- كُلَهُم غربان


المزيد.....




- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الكحط - أنوار عبد الوهاب والفن الملتزم