أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الكحط - وداعاً أم سلام، وداعاً أيتها الشيوعية الباسلة














المزيد.....

وداعاً أم سلام، وداعاً أيتها الشيوعية الباسلة


محمد الكحط

الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 11:05
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


هي الفقيدة الرفيقة خيرية مريوش مسلم وهي صبرية وهي أم سلام وهي أسماء أخرى في محطات مختلفة أقتضتها رحلتها النضالية، وهي ليست قائدة ولا مفكرة ولا أديبة، بل هي إنسانة بسيطة وشبه أمية، هي أخت المناضلين، عربي مريوش ودلي مريوش، ولدت في الناصرية سنة 1928، وفي بداية حياتها ومنذ طفولتها إرتبطت بالعمل النضالي، كونها من عائلة مناضلة وطنية عرفت بعدائها للأستعمار والحكومات الملكية المتعاقبة ومن ثم النظام الدكتاتوري العفلقي.
أم سلام أرتبطت روحيا مع أخيها دلي مريوش هذا المناضل العنيد بصموده، وكانت كظله لا تفارقه وعندما ضاقت به السبل في الناصرية وأضطر إلى مغادرتها هرباً من جلاوزة وأعين السلطات الملكية في الخمسينيات متوجها للأختفاء في بغداد أنتقلت معه وهي الفتاة الأمية البسيطة، التي بدأت بالكاد تتهجى الحروف وتقرأ المناشير والبيانات الحزبية، لكنها أرتبطت فطريا بهذا الحزب منذ بداية حياتها ولم تفارقه حتى الممات، وكانت ساعية البريد الحزبي الأولى في أصعب وأحلك الظروف، عرفتها البيوت الحزبية السرية وعرفها قادة الحزب منذ الخمسينيات وحتى الآن وكانت مستودع أسرار أمين ومؤتمن، تحملت أقسى الظروف والحرمانات، وقامت بالعديد من النشاطات الحزبية والنضالية الصعبة والخطرة وأنقذت أخيها دلي وهربته من سجن نقرة السلمان بملابس الشرطة في الخمسينيات في العهد الملكي ومن ثم هربته إلى كردستان سنة 1963 بعد الانقلاب الفاشي الأسود بعد أن دبرت له ملابس ملازم بالجيش العراقي، تحملت المطاردات والتشرد، وتعرضت لإعتقالات متعددة، وكانت في إحدى المرات تحت رحمة المجرم ناظم كزار يعذبها بيديه، ولكنها خرجت من كل تلك المحن مرفوعة الرأس وقوية كالفولاذ الذي لا يلين بسهولة، تصلب عودها النضالي في أصعب ظروف الحزب والحركة الوطنية العراقية السياسية والنضالية. وبقي هذا التعلق والحب الفطري بحزبها الشيوعي العراقي واستعدادها للتضحية في سبيله إلى آخر أيام حياتها.
بعد الهجمة الدكتاتورية في نهاية السبعينيات على مناضلي الحزب الشيوعي العراقي غادرت الوطن متوجهة إلى بلغاريا، سميت هناك بالرفيقة أم سلام و تعرف عليها العديد من الرفاق، عرفوا طيبتها وعلموا من أي معدنٍ هذه الإنسانة، بل هذهِ الجندية المجهولة التي كانت تتنقل من مكان إلى آخر كخلية النحل توزع البريد والمناشير والبيانات وتوصل أخبار الحزب إلى السجناء والمعتقلين، لقد أحبها الجميع لما لمسوه منها من حب وحنان وتضحية، لم تسمح لها الظروف النضالية أن تُكوّن عائلة وأطفال فكان الجميع أبناءها وعائلتها، وهناك في بلغاريا لم تجد نفسها ولم تتحمل الغربة فعادت إلى الوطن في نهاية الثمانينات وبقيت في العراق حتى وفاتها يوم 28 تموز 2006، عن عمر يناهز ال78 سنة، وكانت في آخر أيامها تعاني من المرض، وفي عيد رأس السنة المندائية الأخير ((العيد الكبير – الكرصة-))تحسنت صحتها قليلا، فأخذت تغني عدة أغاني وطنية لمن حولها وكانت أجمل تلك الأغاني والتي تمجد نضالها البطولي أغنية ((مكبعه ورحت أمشي يمه بالدرابين الفقيرة....مكبعه ورحت أمشي يمه وآنه من ديره على ديره...وزعت كل المناشير كل المناشير وخبرهم....وعيني ما تيهت ما تيهت دربهم...)) وكأن هذه الأغنية لها هي لا لغيرها وأظن أنها تستحق أكثر من أغنية وأكثر من تمثال يمجدها، يمجد هذه الأنسانة العراقية المناضلة هذا النموذج البشري الرائع.
نداء لمن يعرف هذه الأنسانة وعمل معها، عليه واجب الكتابة عنها ليعرفها الجميع ولتعرفها الأجيال اللاحقة وليعرفوا أية بسالة وأي تأريخ مجيد صنعته المرأة العراقية.



#محمد_الكحط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناطحة الوطنية
- فنانة ثاقبة البصر في زمنٍ أعمى- ناهدة الرماح إنسانةٌ رائعة
- من مناضلي الصحافة الشيوعية في العراق:
- بول بريمر نَجَسَكم
- الله يطوّل سبحة ريّسنا ويقصر عمر حكومتنا
- في ذكرى أربعينية الشهيد أبو فرات
- واقع المرأة العراقية اليوم ومسألة الديمقراطية
- كُلَهُم غربان


المزيد.....




- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...
- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد الكحط - وداعاً أم سلام، وداعاً أيتها الشيوعية الباسلة