أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - في غفوة قرب معرض الجزائر














المزيد.....

في غفوة قرب معرض الجزائر


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند الاستعداد لزيارة معرض المنتوجات الجزائرية، أصبت بعغوة من وعثاء السفر. فكانت المشاعر العميقة تجاه الجزائر الأصيلة. جزائر الشعب.

"قبل مدة وأنا أتأمل في المقارنة بين جيلنا وجيل طفولة اليوم. تذكرت يوم أقرت العائلة أن يتسع مجال حركتي، أنا اليافع، من الخط المستقيم ما بين البيت والمدرسة، نحو المكتبة البلدية في مركز المدينة.

وحتى لا أطيل، أتذكر أني اخترت كتابين صغيرين: "مذكرات الرئيس أحمد بنبلة"، و"كيف تتعلم العبرية في خمسة أيام". أرجعتني مذكرات الرئيس بنبلة إلى مساحة حلم متخيل. كانت قراءة الكتاب بالتأكيد بعد 19 يونيه 1965. تاريخ الانقلاب على الرئيس. وقد انقسم في حينه الرأي العام المغربي حول حرب الرمال التي دشنت الهوة المغاربية الممتدة إلى اليوم. وكان الموقف إيديولوجي من الحرب قبل أن يكون سياسيا وطنيا. لأن خط الفصل بين نفوذ الشرق ونفوذ الغرب تم رسمه بالضبط في 1963. فقد استعاد المغرب العربي وحدته الهوياتية إن صح التعبير. بعدما تمكنت الثورة الجزائرية من تعرية الجمهورية الرابعة الفرنسية مما تبقى من نقط ضعفها، استكمالا لما بدأته "ديان بيان فو" في نفس السنة 1954 (7ماي و1نوفمبر).

من تفاصيل مذكرات كتاب الرئيس بنبلة إعجابه بمحمد بن يوسف، محمد الخامس. بالنظر إلى انتماء الرئيس إلى الغرب الجزائري. كان الرئيس قد أطيح به وانتقل إلى "بطل بلا مجد" رغم اشتراكه في قيادة ثورة المليون شهيد. وشاءت الصدف أن كانت قراءة الكتب توصل إلى السجن لأنها كانت تجري مرفوقة بتفسير مجسد للأوضاع على يد أساتذة أجلاء أمثال عبد الله الرجراجي ومحمد الحمومي وأمثالهما.....مما أوجد الكثير من جيلي بين جدران المعتقلات والسجون. وداخل أسوار اغبيلة. كنت أتشرف بتقليد موقف الثورة الجزائرية الصامدة التي أفشلت خريطة دوغول، وفرضت الوحدة الترابية للجزائر، بغض النظر عن خريطة علال الفاسي. فتمسكنا معا بتموقعنا اليساري وبوحدة التراب الوطني المغربي. معتبرين أنفسنا ورثة يسار الوسط الذي امتد من ابن يوسف الذي غاب عن الساحة في أوج عطائه العالم ثالثي في سن 52 عاما، بداية 1961. مثل الغياب الغامض لعبد الناصر بعده في نفس العمر (52 عاما).

وضمن القراءات من داخل سجن اغبيلة سنتي 1975 و1976، كتاب "الاستقصا...." لخالد الناصري السلاوي. وقد عزز في الانتماء لمدينة المناضلين والشرفاء واليهود معا...ما قرأته حول دور الشريف الوزاني من إصلاح ذوات البين كلما تنازعت القبائل فيما بينها في منطقة تلمسان...هذا الارتباط بين الزاوية الوزانية والغرب الجزائري كان مجسدا وما زال في اسم "لالة زواوة". التي تطمئن في قبرها في الزاوية الثالثة الفاصلة مابين ممثل شريف الأغلبية مولاي عبد الله الشريف وممثل المستضعفين مول السقف مولاي التهامي.

كان الجزائري الطيب الصانع الأنيق لحلوى "ميل فوي" والذي سمى حفيده محي الدين على اسم والد رمز الثورة الجزائرية الأولى عبد القادر بن محي الدين. كانت صورة الأمير عبد القادر معلقة على الجدار وبقيت كذلك....حتى بعد استقلال الجزائر. أنا نسيت أسم الرجل النبيل الصموت. لكن مقهاه الصغير، كان قبالة مقهى الحليمي وبجوار الثري الأول في وزان ساعتها: لاصاما. كنا نشتهي "ميل فوي". وبقيت إلى حين لا غلاصيال تشبه في ما كانت تصنع ما كان يصنع.

كان المغاربة ينعتون بل يسمون إخوانهم أحبابهم أحباءهم الجزائريين "الواسطيون". كان الجزائري يسمى "واسطيا". كانت النوسطالجيا لعروبة الجزائر تلغي كل النعرات القبلية المرتبطة بالثقافة المتعصبة المنغلقة. ولما كان راديو الجزائر يصدح بأناشيد الثورة كانت الحماسة تملأ جوانحهم. بغض النظر عن الاصطفاف الايديولوجي. ولا يدري أحد كيف سعى المغاربة في المدينة المذكورة أعلاه إلى احتضان قبر لامرأة من بين صلحاء البلد بنفس إسم المعاهدة بين المغرب وفرنسا بعدما تحمل المغاربة آثار الاحتلال الفرنسي للجزائر: للا مغنية. قرب منزل عبد السلام زنيند، سفير المغرب في العراق سابقا.

في عز الخلاف السياسي بين النظامين، لم يمس مغربي جزائريا بشعرة من سوء أدب. لم يفقد المغاربة صوابهم الأصيل. ومن عجيب المودة والخط الواصل أن يمتد الإعجاب بمحمد بن يوسف من أحمد بنبلة إلى عباسي مدني الذي شبه محمد السادس بجده!!

أنا من حيث فلسفتي الشخصية في الحياة من أنصار التحليل الايديولوجي الذي سبر عبره فريديريك أنجلز أغوار " الدولة والأسرة والملكية الخاصة" في تطبيقاتها السياسية والاقتصادية. لكنني مقتت دور أنجلز نفسه الذي انحاز إلى أودونيل وهو يزحف بجيشه الاستعماري على الساحل المغربي من سبتة نحو تطوان في حرب خريف 1859 وشتاء 1860. لذلك، وقد حمل المغاربة شعلة القضية الجزائرية في جوانحهم، فلن يكونوا صادقين فيما ادعوا ويدعون إن هم أقروا منطق دوغول وخريطته الخاسئة. سواء تعلق الأمر بالجزائر بالأمس أو المغرب اليوم. ونتمنى أن لا يلتقي منطق التفتيت الترابي للكيانات السياسية بنفس منطق دارفور وشمال العراق وباسك اسبانيا. ما دامت الجزائر الحكومة ساندت سكان تيمور الشرقية للانفصال عن اندونيسيا وصمتت الجزائر الحكومة عن مطالبة سكان أكبر جزيرة في العالم (غرين لاند= الارض الخضراء) عن الاتحاد الاوربي والدنمارك....لان الهزل لا يكون سوى مع الضعفاء في الجنوب وغير ممكن مع الأقوياء في شمال القارة......فنتمنى ألا يصاب المغرب العربي بمزيد من أوهام دون كيشوط النابليونية......"

الآن، نهم بزيارة معرض الأشقاء في السلم. أما كلام الحرب فقد سئمه العرب والعجم جميعا.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمل وباقة ورد لمحمد بوكرين
- !!محبط أخوك لا بصل
- الانتخابات المقبلة في المغرب لن تجدد النخبة السياسية
- ما هي دلالات السعي لتحسين موقع اليسار المعارض ؟؟؟
- أعطاب أمام القطب الاقتصادي/شمال المغرب ودور النخب في تخريب ا ...
- هل يعيد مركز النظام الرأسمالي إنتاج النظام الفاشي في محيطه ا ...
- الثورة البوليفارية أو ثقب الأوزون في سماء العولمة
- الجبهة النسائية ....وإنتاج قيم المواطنة وتكافؤ الفرص
- هل يمتلك العقل السياسي المغربي مفتاح التواصل مع النواة الصلب ...
- هل تكفي الانتخابات الموريطانية والحكم الذاتي المغربي؟
- الاستحقاق المهني بين النصوص واللصوص
- المسألة الترابيةأي رأي للمجتمع في مستقبل القضية؟
- الانتخابات المقبلة هذه الماكيط، فأين الروح؟
- حول الحالة الثقافية التعددية المتشظية الجريحة
- معضلتنا في السياسة الأمنية؟ حالة المغرب
- الإصلاح الدستوري في المغرب: هل يمكن تلقيح الفصل التاسع عشر ب ...
- متفجرات الحقيبة السياسية
- تكريم العقل .....تخصيب لرحم الحرية
- قاتل أعداءك بسلاح الحب
- عقوبة الإعدام بين الترتيب الدولي للمغرب ورسالة فيكتور هيغو ح ...


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - في غفوة قرب معرض الجزائر