أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - الاستحقاق المهني بين النصوص واللصوص














المزيد.....

الاستحقاق المهني بين النصوص واللصوص


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال هذا الأسبوع يكون أحد القطاعات بصدد النظر في المرآة، على مستوى تقريب الأدمغة من الأفكار المودعة في الرفوف. وذلك عبر ما تركه قدماء الصينيين كشكل للترقية المهنية منذ 2500 سنة مضت، بما يسمى نظام الامتحانات.

في كل مباراة تتحرك الإرادات، سواء السياسية أو الإدارية أو الاجتماعية. وتلتقي في سياق التطبيق لمرامي...إما أنها تنفيذ لاتفاق بين الفرقاء، لجعل المباراة ممرا آخر لتحسين لأوضاع الأجور المحزنة في القطاع العام. أو تصبح تحريكا لمواجع عبر تفاصيل مساطر القبول والرفض، مبدئيا أو عمليا...من جانب المعنيين...

علما أن السياق السابق واللاحق للمباراة ملفوف بالتناقضات التي تتولد باستمرار مع التحولات السريعة في وسائل الإنتاج ومقاييس المردودية وسلم الجودة وما تلفضه ماكينة الاشتغال الإداري من ضحايا في جميع المستويات. لا فرق إلا في الاعتبار الفردي، عند تقدير الفارق بين المؤهلات ومدارج الاستحقاقات...

إن لحظة المباريات المهنية لحظة قرف مضاعف. كونها لحظة الالتجاء للنصوص القانونية المنظمة للمهن والأشغال والتقويمات والتقارير ...و....و...في الوقت الذي يصبح المعيش اليومي نبضا لدرجات الكرامة الملموسة للناس من حيث الأوجه المادية والمهنية والاجتماعية تكاد تفصل في الصورة العامة كحالة شلل نصفي شامل في الوضع...حيث تركن النصوص في الرفوف....إذ لا أثر للقوانين في الدفع بالناس نحو الأفضل.. وتصبح ضمن ما يغرف بالمعارف الميتة التي لا تفيد العقول..ونحن نعلم كم يصاب الشباب المتخرج بالخيبة من فرض الهوة الفاصلة بين الميكانيزمات العملية لتنظيم الحياة وبين الأطر القانونية المنظمة للقواعد العامة والاستثناءات..

نعم فالمباراة لحظة قرف..مضاعف كونها تتطلب المزيد من التلفيف النظري المجرد قصد تجديد التحنيط لليومي....فتتراكم مادة ومستجدات التكوين المستمر، والتي غالبا ما تأتي نتاجا للمجتمع الدولي بكيفية متقدمة ورفيعة المستوى العقلاني....بما ينمي الحس النقدي لدى المتكونين عبر التهيؤ للتباري...لكن السياق المعولم نفسه، وهو يجرف المؤسسة العمومية والقطاع العام، "يقطر بالليقة" ما تبقى من فرص للاندماج المهني، ومن خلاله الاندماج الاقتصادي الاجتماعي..ومن خلالهما تنمية الثقة في النظام السياسي أصلا.

إن البنية الإدارية للاندماج المهني في القطاع العام أصبحت منعزلة وواحدة من الواحات والجزر حيث تفتح "شروط الخوزيرات" أمام من وقعوا على عقد بيع أنفسهم للخدمة العمومية بالمؤبد وبثمن "الخردة". مما ينقل إلى خشبة المهزلة القطاع العام بمختلف هرمه الإداري...في الوقت الذي تفشى المجتمع الموازي، المبني على العلاقات العامة والمضاربات المالية ومن زاوية الثروات العقارية كل ما تنخفض ضمنه القيمة المعرفية...


ولسوف يتأكد المترددون بصدد هذه الخلاصة عندما يجدون إحصائيات الأبناء، تضع تنامي الاستحقاق المالي وتوسع الأعمال من بين الفئات التي ألغت من حسابات التعلم والتكوين الأصلي والمستمر معا وربط الشأن الاقتصادي بالشأن العلمي مثل ما يحدث في الغرب....إذ سيجد المتفحص تنامي الشركات والمقاولات في الميادين العقارية حيث تفشي الأمية، وحيث استعمال المال....في قطاعات لا دور فيها للترقية المهنية ولارتباط بمستجدات الوضع في القطاع المعني على الصعيد العالمي.....


فقد أصبح الانتماء للقطاع العام موضوعا للسخرية وبرهانا على البلادة والتخلف...وهذا ليس فقط إمعانا في مجرى الليبرالية المتوحشة الموجهة من طرف البنك الدولي والرأسمال الأمريكي...بل انحدارا في عالم الأمية المسيطرة على المال من نوافد الأموال السوداء....والمضاربات...إلى درجة الامتثال في الثقافة العالمية اليوم لازدواجية التحكم الإلهي في السماء وتحكم المال في الأرض...في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن مجتمع المعرفة والإعلام...في حين نستطيع أن نثبت الصيغة المغربية الدارجة لهذه العبارة، بضم الميم في المعرفة ومفهوم التعليمات الفوقية التي تطلب مجرد الانضباط في صيغة "وبه الإعلام والسلام".

إن التناقضات الطافحة فوق السطوح المهنية تترك القطاع العام ذلك الجزء المصاب بفقر الدم من حيث توزيع الثروات الوطنية...مقابل الاستماتة لجنود مجهولين ومعلومين، لولاهم ودونهم تنهار القطاعات المعنية....

في حين تنتشر خدمات ومؤسسات كالفطر، يقضي ميزان القوى منحا للمقاولات الأجنبية ضمن مبررات تهوى مباشرة عند الممارسة. مثل ما حدث في صفقات التدبير المفوض/المفوت لفائدة فيفاندي انتيرناسيونال الفرنسية...على امتداد الدار البيضاء والرباط وطنجة...أي في المحور الاقتصادي الأكثر حيوية في المغرب...في حين...هاجر أجود المهندسون والتقنيون ذي الخبرة الميدانية في الماء والكهرباء، إلى كندا وفرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا...

مما يعني أن ماكينة المصالح تطحن الطاقات الحقيقية وتذروها هباء في مهب الرياح خارج السياق......بهذا المعنى، يصبح الاستحقاق المهني خارج سياق المنطق المعقول....وبالتالي، يتأجل العمل بمقولة التنمية البشرية إلى زمن مقبل آخـــــر. بينما يعيث لصوص المال فسادا في ثروات البلاد وفي الطاقات المختزنة لدى الناس.....ليستمر النظام الاقتصادي الاجتماعي...دائرا بعجلات لا علاقة لها بالعلوم والثقافة، بل لتتجوف التربية من مجموع القيم التي تدعو إلى تنظيم الاستحقاقات بالجودة العالية....فينهمر مطر المنافع....فوق تربة الأمية...والمضاربة..



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة الترابيةأي رأي للمجتمع في مستقبل القضية؟
- الانتخابات المقبلة هذه الماكيط، فأين الروح؟
- حول الحالة الثقافية التعددية المتشظية الجريحة
- معضلتنا في السياسة الأمنية؟ حالة المغرب
- الإصلاح الدستوري في المغرب: هل يمكن تلقيح الفصل التاسع عشر ب ...
- متفجرات الحقيبة السياسية
- تكريم العقل .....تخصيب لرحم الحرية
- قاتل أعداءك بسلاح الحب
- عقوبة الإعدام بين الترتيب الدولي للمغرب ورسالة فيكتور هيغو ح ...
- من أجل أفق آخر للعلاقات المغربية الجزائرية
- ضعف القدرة التوقعية لدى القيادات الحزبية
- سلوك النخب السياسية موقع اللقاءات الموازية في صناعة الاختيار ...
- بين روحانية رمضان وجمالية الجسد
- خلق الحدث السياسي
- مقاربة الإصلاح في أميركا اللاتينية
- الوجه السلبي من البونابرتية في السياسة الخارجية الجزائرية
- المغرب:الانتقال من من بناء -القوة- إلى بناء الثقة
- تحت سقف الاستراتيجية الديمقراطية أي دور لحزب العدالة والتنمي ...
- فوق نفس الرقعة: ربح العرب الضامة وربحت أمريكا الشطرنج
- 2006-1996 عشر سنوات بعد الاصلاح الدستوري في المغرب أي أفق


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - الاستحقاق المهني بين النصوص واللصوص