أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد النمري - ماهيّة -الصحوة- الإسلامية















المزيد.....

ماهيّة -الصحوة- الإسلامية


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قيام الشيخ محمد متولي الشعراوي بتوزيع الحلوى على السابلة إحتفاءً بسقوط القدس في أيدي الصهاينة في الثامن من حزيران 1967، باعتباره دليلاً على إنهزام المشروع القومي النهضوي وسقوط القائد جمال عبد الناصر، مثل الإرهاصة الأولى لما درج شيوخ ودعاة التأسلم بوصفه " الصحوة " الإسلامية . وهو ما يشير إلى أن الإسلام كان سابتاً لا حراك فيه حين كانت الشعوب العربية في اشتباك عنيف متواصل مع الإمبريالية الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية دفاعاً عن السيادة القومية والإستقلال الوطني، لا بل كانت الأسلمة أحد الأسلحة التي استخدمتها الإمبريالية ضد نهوض الشعوب العربية؛ ويندرج في هذا السياق محاولة اغتيال عبد الناصر من قبل الإخوان المسلمين في المنشية/الإسكندرية 26 أكتوبر 1954. عمل الإخوان المسلمون وفي مقدمتهم سيد قطب ومحمد متولي الشعراوي ويوسف القرضاوي ضد المشروع النهضوي العربي وقائده عبد الناصر فكانوا العون الأكبر بعد إسرائيل للإمبريالية الدولية التي فشلت فشلاً ذريعاً في حربها على مصر متمثلة بالعدوان الثلاثي في 29 أكتوبر 1956 . بعد أن حقق المشروع النهضوي العربي الناصري خطوات هامة على طريق النجاح كانتصاره على العدوان الثلاثي كان عليه أن يفكك المشروع الإسلاموي، مشروع الإخوان المسلمين فتم ذلك بإعدام سيد قطب وهروب محمد متولي الشعراوي إلى السعودية ويوسف القرضاوي إلى قطر كما اختفى الأخوان المسلمون عن مسرح السياسة العربية ولم يعد لهم صوت مهما كان خافتاً .

تعالى النهوض القومي خلال الفترة الممتدة من 1956 إلى 1967 وكان من دلائل ذلك الثورة العراقية في تموز 1958 والمراسيم الإشتراكية لعبد الناصر 1961 وانقلاب يسار البعث على السلطة اليمينية في دمشق في شباط 1966 وقيام حكومة الأتاسي ـ زعيّن ـ جديد بملاحقة شركتي النفط آي بي سي(IPC) والتابلاينTapline) ) لتحصيل مبالغ ضخمة من الرسوم المتحققة عليهما لحساب سوريا وهو ما أدى إلى قطع خط التابلاين قرب الشيخ مسكين في جنوب سوريا وما استدعى من تهديدات لسوريا من جانب ملك السعودية فيصل. بعد أسابيع قليلة حشدت إسرائيل قواتها على الحدود السورية مهددة سوريا بعدوان عسكري واسع مما استدعى عبد الناصر إلى الطلب من المراقبين الدوليين الإنسحاب من الحدود المصرية الإسرائلية وتحشيد الجيش المصري على الحدود كإجراء ضروري لمنع إسرائيل من الإعتداء على سوريا. وهكذا كانت المواجهة الخديعة في الخامس من حزيران المشؤوم وبداية الإنهيار للمشروع النهضوي الناصري وهو ما احتفى به محمد متولي الشعراوي بتوزيع الحلوى على السابلة، ذلك المشروع القومي الذي كان قد ألغى تماماً المشروع الإسلاموي في كل أنحاء العالم العربي .

ما يلزم الوقوف عنده طويلاً في هذا السياق هو أن هزيمة المشروع الناصري لم تكن بسبب الخلل أو العيب في المشروع بحد ذاته في مواجهته للمشروع الصهيوني الإمبريالي وإنما بسبب الخلل والعيب في مركز الثورة العالمية في موسكو الذي كانت إحدى أذرعه الرئيسة هي المشروع الناصري وحركة التحرر الوطني العربية، خاصة وأن الإتحاد السوفياتي كان قبل أقل من أربع وعشرين ساعة من العدوان قد تكفل بسلامة مصر طالما أنها امتنعت عن القيام بالضربة الأولى ضد إسرائيل وهي الكفالة التي كانت في موازاة الكفالة الأميركية لأمن إسرائيل طالما أنها لا تقوم بالضربة الأولى. نستعيد هذه الوقائع من التاريخ الحديث كي نؤكد أن هزيمة المشروع الناصري التي تمت في الثامن من حزيران 67 لم تكن في مواجهة المشروع الإسلاموي بل في مواجهة المشروع الصهيوني الإمبريالي تلك الهزيمة التي كان وجهها الآخر ما سمّاه أصحابه ب " الصحوة الإسلامية " . كان عبد الناصر خلال نضاله المرير لتحقيق مشروعه القومي النهضوي قد تعثر بعقبة كأداء هي المشروع الإسلاموي ، فكان عليه أن يزيح تلك العقبة من طريقه فكان إعدام سيد قطب وهو صاحب الفكر الأكثر رجعية بين قادة المشروع الإسلاموي ومطاردة زعماء الإخوان المسلمين الآخرين .

بذور الهزيمة كان قد بذرها الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي نيكيتا خروتشوف عام 1959 حين طالب المؤتمر العام للحزب الشيوعي السوفياتي باعتماد سياسة الفصل بين ثورة التحرر الوطني العالمية من جهة والثورة الإشتراكية العالمية من جهة أخرى ، تلك البذور التي نمت وأثمرت ثمارها المرة الأولى بطعم هزيمة حزيران 1967 ، تلك الهزيمة المفصلية ليس في التاريخ العربي فقط بل وفي تاريخ العالم أيضاً ، وهي الهزيمة التي ألبسها المتأسلمون مثل محمد متولي الشعراوي ويوسف القرضاوي لبوس الصحوة الإسلامية .

صحا المتأسلمون في الثامن من حزيران على حلم جميل طالما انتظروه ، حلم هزيمة المشروع القومي الذي سيحل محله مشروعهم، المشروع الصحوي الإسلاموي . إلا أن هذا الحلم " الجميل " غير قابل لأي تفسير على الإطلاق إذ أنه معيب بعيبين لا سبيل إلى إصلاحهما ولا إلى تجاوزهما ـ العيب الأول وهو عزلة المشروع الإسلاموي التامة عن حركة التطور العالمية . فالمشروع القومي الذي كان قد بدأ مع بداية القرن الماضي لم يكن ليحقق أية نجاحات قبل خروج الإتحاد السوفياتي من الحرب العالمية الثانية كأقوى قوة في الأرض اعتمدت عليها حركات التحرر الوطني في العالم في مطالبتها بالتحرر والإستقلال منذ ما بعد الحرب 1946 إلى العام 1972 . في مقابل هذا التلاحم العضوي بين الثورتين الوطنية والإشتراكية، والذي كان سر نجاح حركة التحرر الوطني، ليس لحركة التأسلم أية امتدادات خارج ذاتها. أن الصداقات التي تعقدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع دول مثل كوبا وفنزويلا إنما هي سطحية وهشة وغير قابلة للتجربة والامتحان. الحركة الإسلاموية معزولة تماماً عن حركة التطور العالمية ولذلك ليس من أفق لنجاحها في الأمد المنظور. أما عيبها الثاني فهو أن ضبابية مشروعها الدنيوي ليس أقل من ضبابية مشروعها الأخروي والذي هو الأساس الوحيد لمشروعها الدنيوي. فكل حجارة مشروعها الدنيوي إنما هي من حجارة " اللآت " ، لا لكل المحرمات ! أما المحللات فليس من متأسلم جرؤ حتى اليوم على تحديد مثل هذه المحللات ـ هل ملكية أدوات الإنتاج حلال أم حرام؟ كيف يتم تحديد الأجور والأسعار، هل يتم ذلك في السوق ؟ هل السوق هي التي تقرر بنية الإقتصاد الوطني ؟ أي علاقات للإنتاج سيلغي المتأسلمون ؟ إنهم يتحاشون الإجابة على أي من هذه الأسئلة التي لا بد من مواجهتها في كل المجتمعات البشرية. وهروباً من مثل هذه المواجهة يختبئ المتأسلمون وراء إجابة لا معنى لها، وبعلمهم أيضاً، وتقول بالإقتصاد الإسلامي. هم يعلمون تماماً أن الإقتصاد في الدولة الريعية كدولة الخلافة كان يعتمد على نهب الفلاحين ومربي المواشي لتأمين مداخيل الدولة لتمويل حروبها من أجل نهب الشعوب الأخرى كما في سائر الإمبراطوريات القديمة. ونظرة سريعة على مداخيل الدولة في العصر العباسي مثلاً تدل على ذلك فكان مدخولها من العراق في إحدى السنين 108.3 مليوناً من الدراهم و 30 ألفاً رطلاً من السكر و 20 ألفاً رطلاً من العسل و 30 ألفاً زجاجة من ماء الورد و 200 ثوباً . كل هذا لا يتضمن الريوع العائدة للصحابة ورجال الدولة فمثلاً كان دخل صحابي واحد فقط من أرض السواد هو عبيدالله بن طلحة أكثر من مائة ألفاً من الدنانير . وليس مفاجئاً أن يكون من وارداتها أيضاً 1000 رأساً من الرقيق ـ يعدون البشر بالرأس كالأنعام ويبيعونهم بالطبع في سوق النخاسة ـ و 300 منديلاً و 3000 إناء من الفضة و 1000 رطلاً من الرمان و 12000 زقاً من العسل و 240 رطلاً من التين و 150 رطلاً من العود الهندي وألفان نقرة فضة و 40 ألفاً بغلاً و 30 ألفاً رطلاً من الإهليلج و 1000 رأساً أخرى من الرقيق و 30 ألفاً رطلاً من الزيت و 20 ألفاً رطلاً من التمر و 10 صقور ـ هكذا هو الإقتصاد الإسلامي في حقيقته عبر التاريخ !!! الزراعات الأولية وتربية الماشية لم تعد تشكل قطاعاً ذا شأن في الإقتصاد الوطني لأن هاتين الوسيلتين للإنتاج غير قابلتين للتطور والتطوير بصورة نوعية. لم يكن هناك أي شكل للإقتصاد الوطني في ظل الدولة الإسلامية. عمّرت الخلافة الإسلامية ثلاثة عشر قرناً لم تتطور خلالها وسائل الإنتاج أي تطور ملموس بل لعلها تأخرت في كثير من البلدان فلا أعتقد أن وسائل الإنتاج في بلاد الشام عند نهاية الخلافة العثمانية 1924 م كانت أفضل حالاً منها في نهاية الخلافة الأموية 750 م أي قبل إثني عشر قرناً . لم تكن دولة الخلافة مسؤولة تجاه شعوبها عن أي شيء سوى الحماية والتي هي بالتالي حماية أمن الدولة دون الحماية الشخصية على العكس من الدولة العصرية التي هي مسؤولة عن كل أحوال شعبها كالأمن العام والشخصي والصحة والتعليم والمواصلات والإتصالات حتى بات علماء السياسة يسمونها دولة الرفاه (welfare state) ، وهي مسؤولة كذلك عن تنمية الإقتصاد الوطني بنسبة لا تقل عن 3% سنوياً وما دون ذلك تتعرض للنقد وللتغيير .

مفاهيم الدولة والإقتصاد والسياسة والإجتماع تغيرت خلال القرون الثلاثة الأخيرة دون أن يكون للإسلام أو للمجتمعات الإسلامية أي دور في هذا التغيير. ولم تعد هذه المفاهيم ذات أدنى علاقة بالمفاهيم القديمة الموازية لها. ولذلك لا يجوز في حال من الأحوال الإدعاء بأي أسلمة للدولة أو للإقتصاد أو للسياسة أو للاجتماع وكل الذين يدعون بمثل هذه الأسلمة إنما هم متطفلون على العلوم وعلى الحقوق العامة للناس ويلزم إسكاتهم بكل الوسائل طالما أنهم يضللون الشعب فلا يعود يسعى سعياً جاداً ونافعاً لتطوير حياته.

شعار المتأسلمين الأثير القائل بأن " الإسلام دين ودولة " هو شعار يفتقر إلى أي قدر من الواقعية حيث أن الدولة التي بناها المسلمون الأوائل لم تختلف بشيء عن الدولة في الإمبراطوريات الريعية القديمة غير الإسلامية والتي لا تنتمي لبنية الدولة الحديثة مثل الدولة البيزنطية أو الفرعونية أو الفارسية. فبالرغـم من أن النبي محمد جـاء برسالة إنسانية تعارض السلطة القبلية البطريركية " ... وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ، برسالة تنتصر للمستضعفين في المجتمع المكي، مجتمع التجار الأغنياء من جهة والفقراء الذين يموتون جوعاً من جهة أخرى وتفرض حقوقاً للفقراء في أموال الأغنياء، بالرغم من كل ذلك فإن مثل هذه المثل الإسلامية الرفيعة لم تكن لتأخذ مساراً إلى التطبيق في المجتمع البطريركي في مكة والجزيرة فما إن مات النبي حتى قرر زعماء قريش المسلمون أبو بكر وعمر وعثمان أن " الخلافة في قريش " تحديداً تأكيداً لبطريركية النظام الجديد. أضف إلى قرار السقيفة الذي تجاهل وألغى ما أتى به محمد، فقد تشكلت جيوش الفتح من رجال القبائل فكان الجيش يتشكل من ألوية يقتصر اللواء منها على رجال قبيلة بعينها ويقوده فارس القبيلة أو شيخها. لا بل وقبل السقيفة ‘ عندما دخل النبي على رأس جيشه فاتحاً مكة صاح بالناس .. " من دخل بيت الله الحرام فهو آمن ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن " وأبو سفيان كما هو معروف كان أمير الحرب ضد المسلمين. وهكذا ساوى محمد بيت أمير الكفار ببيت الله الحرام وذلك لأن أبا سفيان كان شيخ قريش وأميرها، وهذا اعتراف بالنفوذ القبلي. البنية الهيكلية للمجتمعات البطريركية، وأية بنى أخرى، لا تتغير بأية تعاليم سماوية إنما بتغيير وسائل الإنتاج وأدوات الإنتاج. تلك الوسائل والأدوات لم يطرأ عليها أي تغيير ملموس وظلت فيما بعد الإمبراطورية الإسلامية كما قبلها ولذلك كان شكل وموضوع الإمبراطورية العربية الإسلامية هو ذاته كما في الإمبراطورية الرومانية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية السابقتين وفي المغولية والعثمانية اللاحقتين . جميعها كانت إمبراطوريات السادة والعبيد، الشيوخ والعلوج. جيوش الفتح الإسلامي كانت تسبي كل الشعوب المغلوبة، رجالاً ونساءً وأطفالاً لاستخدامهم عبيداً وإماء لدى كبار رجال الدولة وشيوخ القبائل وعند إخضاع بلاد النوبة جنوب مصر فرض المسلمون على أهل النوبة تسليم والي مصر 100 فرداً سليم الخلقة منهم سنوياً كعبيد بتصرف الوالي. وحتى النبي وهو الذي جاء برسالة تحض على تحرير العبيد كان يقضي أحياناً بأن يستعبد الدائن مدينه المفلس تماماً. كانت طبيعة الإنتاج ووسائله المتخلفة تقتضي من الناس أن يأخذوا بعادات وقيم ترفضها وتدينها البشرية اليوم.

ما عسى المتأسلمون يجددون أو يضيفون في الدولة وفي الإقتصاد وفي المجتمع سوى " الطهارة " ؟ والطهارة ليست قيمة إسلامية فقط، إنها قيمة إنسانية نادت بها كل الشرائع الأرضية والسماوية سواء بسواء. كل النصوص التي يرددها المتأسلمون باعتبارها ناظماً للإقتصاد الوطني لا تقترب من قريب أو بعيد لأسس الإقتصاد أو للعلاقات الداخلية في بنية الإقتصاد. إنها لا تحدد ملكية أدوات الإنتاج ولذلك فإنها تقر بالملكية الفردية لتلك الأدوات وبذلك تتساوق مع بنية النظام الرأسمالي وهو أبشع نظام إستغلالي عرفه التاريخ. بعض المتأسلمين يقولون بملكية الدولة لأدوات الإنتاج تبرؤاً من بشاعة نظام الإنتاج الرأسمالي لكن ملكية الدولة لأدوات الإنتاج لا تغير شيئاً في جوهر النظام الرأسمالي بل زادته سوءاً على سوء. والطهارة التي يتحجج بها المتأسلمون لا تتواجد على الإطلاق في مجتمع يقوم أساساً على إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان في النظام الرأسمالي وفي رأسمالية الدولة. والسؤال الذي لم ولن يجد المتأسلمون جواباً عليه هو .. بأي بوتقة سيصنع المتأسلمون تلك الطهارة التي يتحدثون عنها؟

ما حقيقة الصحوة الإسلامية ؟
على ما صحا الناس ذات يوم حتى راحوا يسيئون إلى مظهرهم فيحلق الرجال شواربهم ويطيلون بالمقابل لحاهم ويغطون رؤوسهم بالقلنسوة كما يفعل المتدينون من اليهود ويلبسون الثوب القصير بدل البذلة و" البلغة " بدون جوارب، وتتلفع النساء بملاءات سوداء من أخمص القدمين حتى إلى ما فوق الرأس فلا يعدن يرين العالم من حولهن؟ لماذا كل هذا؟ هل في ذلك إنبعاث ديني أو عودة إلى أصول الدين؟ لا يمكن أن يكون الأمر هكذا فليس للدين علاقة بلباس المرء أو بشكله أو حتى بعاهاته إن وجدت. عندما أسلم أهل مكة والمدينة لم يغيروا في لباسهم شيئاً ، ظل كما كان قبل الإسلام.
صحا الناس فيما بعد السبعينيات على فشل وهزيمة كل مشاريعم القومية والوطنية والإشتراكية ولم يبق لهم إلا الهوية، عرب مسلمون ليس أكثر. فما كان لهم إلا أن يدافعوا عن هذه الهوية في معارضتهم للآخر حتى وإن كان الآخر لا يستهدف هويتهم، بل إن الإمبريالية الغربية اللادينية عملت على تأكيد عنصري الهوية، اللغة والدين على العكس من الكولونيالية العثمانية الإسلامية التي عمدت إلى محو الخصوصية القومية كاللغة والثقافة بل وحتى الدين الذي كان مبرر سلطانها لم يكن موضع عناية من قبل العثمانيين. الصحوة الإسلامية التي يتحدث عنها المتأسلمون ويتفاخر بها القرضاوي كما تفاخر قبله الشعراوي وجنيا منها عشرات الملايين من الدولارات النفطية إنما هي صراع هويات ولا أقول حضارات لأنه أدنى بكثير من صراع الحضارات.
المسلمون الذين تغص بهم اليوم المساجد والجوامع على كثرتها في العالم العربي لم يكونوا غير مسلمين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لكنهم كانوا مشغولين بمشاريعهم الوطنية والإجتماعية. اليوم وقد اندثرت كل هذه المشاريع بسبب ردة خروتشوف 1956 ـ 1964 لا غير فلم يعد أمام الجماهير إلا الحفاظ على الهوية عن طريق الظهور بمظهر خاص بلباس مميز وملازمة الطقوس الدينية ـ وحبذا لو أولوا قسطاً من اهتمامهم باللغة !

وبالتالي فإنني أنصح المهللين للصحوة الإسلامية والمتفاخرين بها من القرضاوي وعاكف وحتى بن لادن والظواهري أن يصلوا صباح مساء لروح خروتشوف، رغم إلحاده، الذي كان وراء إفشال كل المشاريع الوطنية والإجتماعية في الإتحاد السوفياتي ومصر وغيرهما من بلدان العالم مما سمح لهم بأن يصحو على صحوة إسلامية وما كان لهم بغير ذلك أن يصحوا .

فـؤاد النمـري
www.geocities.com/fuadnimri01



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الحرية
- نهاية التاريخ وفرانسس فوكوياما
- الجديد في - النظام - الدولي
- الحق- ليس إلا مفهوماً بورجوازياً باطلاً -
- الإشتراكية ليست نظاماً اجتماعياً
- المفهوم الغائب للفكر
- المرتدون على ماركس
- الإشتراكية العربية !!
- قراءة مختلفة في تاريخ الثورة العربية
- من ينقض ماركس ؟! 2
- من ينقض ماركس ؟! 1
- الإتحاد السوفياتي لم يعبر الإشتراكية
- رسالة خاصة حول راهنية العمل الشيوعي ومشروعيته التاريخية
- ما أحوجنا اليوم إلى معرفة ستالين على حقيقته
- المنحرف خروشتشوف والمرتد كاوتسكي يكتبان للحزب الشيوعي العراق ...
- دكتاتورية البروليتاريا
- لا علمانية ولا إكليركية، الدولة هي الدولة
- إنهيار الرأسمالية
- حقيقة قضية المرأة
- ماركسيون يلقون براياتهم في الوحول


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد النمري - ماهيّة -الصحوة- الإسلامية