أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الإتحاد السوفياتي لم يعبر الإشتراكية















المزيد.....

الإتحاد السوفياتي لم يعبر الإشتراكية


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 13:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أخشى أن يعافني القراء لكثرة ما كررت نفسي في هذا الموضوع، موضوع الإشتراكية، الذي يسود الجهل به بين أوساط الإشتراكيين أنفسهم لدرجة تدعو للخجل كما للدهشة . أكرر الكتابة فيه ليس لتعريف الإشتراكيين بالإشتراكية على أهمية ذلك ، بل لأن العلم فيه هو القاعدة التي تتأسس عليها مجريات الأحداث اليوم وفي المستقبل أيضاً . فقيام المشروع اللينيني في أكتوبر 1917 في روسيا وبناء الإشتراكية في ثلث العالم تقريباً ليس حادثاً عارضاً بدأ وانتهى للتاريخ بل إنه عطف مسار التاريخ إلى مسار جديد مختلف كل الإختلاف ، إلى مسار لا يمكن النظر في تفاصيله الظاهرة منها والخفية سواء بسواء دون الإلمام التام بمكونات المشروع اللينيني وبأسباب انهياره . من هنا تسمع المحللين السياسيين وبمختلف توجهاتهم لا ينتهون من تحليلاتهم في كل حادثة وقضية قبل أن يؤكدوا حقيقة .. " أن ليس لدينا اليوم إتحاد سوفياتي " . أما أسباب الإنهيار ، التي لعظيم دهشتي لا يتطرق إليها علماء السياسة والإقتصاد فكما لو أنهم مشتركون في مؤامرة عالمية ، فلن يتعرف عليها أحد قبل أن يدرك ماهية الإشتراكية، الإشتراكية التي حددها ماركس بصورة علمية والتي ترجمها عنه لينين .

لئن طلب إلى " الإشتراكيين الديموقراطيين !! " توصيف نظامهم الإشتراكي فسوف يتهربون من الإجابة المباشرة ليصفوه بنظام " العدالة الإجتماعية " . مثل هؤلاء الإشتراكيين هم كذبة ومخادعون ، كذبة لأنهم عرفوا عن أنفسهم باشتراكيين مع أنهم لا يعرفون من الإشتراكية حرفا، ومخادعون لأنهم تحايلوا على الشعب وضللوه من أجل أن يصدق كذبتهم الكبرى "العدالة الإجتماعية".

لا علاقة البتة للإشتراكية بما يوصف تضليلاً ب " العدالة الإجتماعية " . لقد سخر ماركس بشدة من مثل هذه العدالة الكاذبة وقال إن " العدالة الإجتماعية " فكرة بورجوازية لا معنى لها على الإطلاق ولا تنتمي لهذا العالم الذي نعيش فيه . فالعدالة الإجتماعية التي لا تعني أقل من توزيع الثروة بين أفراد المجتمع بصورة " عادلة " تقتضي قبل كل شيء وجود دولة في المجتمع ليست من نسيجه ولا تنتمي إلى أي من طبقاته ، إلى دولة مستوردة من السماء وهو ما لا يكون على الإطلاق .

يضلّ الإشتراكيون ، والشيوعيون منهم ، فيعتبروا الإشتراكية نظاماً إجتماعياً مستقراً لا بدّ وأن يأخذ زمنه في رسم علاقات للإنتاج خاصة به مثله مثل النظام الرأسمالي الذي عمّر لخمسة قرون والنظام الإقطاعي الذي عمّر لعشرة قرون والنظام العبودي الذي بدأ مع التاريخ ولم ينته تماماً مع سقوط روما 476 م . الإشتراكية ، أيها السادة الإشتراكيون، ليست نظاماً على الإطلاق بل هي اللانظام ، إن شئتم الدقة ، اللانظام لأن علاقات الإنتاج في كل فترة الإشتراكية القصيرة والتي لا تتجاوز الثلاثة عقود أو الأربعة في أسوأ الأحوال كحال روسيا القيصرية ، ليست ثابتة أو مستقرة بحال من الأحوال . ثمة تعريف للإشتراكية مختصر جداً ومفيد جداً جداً ظل لينين يكرره على الدوام يقول .. " الإشتراكية هي محو الطبقات " ومحو الطبقات يعني مباشرة تذويب علاقات الإنتاج ثم بالتالي إزالتها ، إزالتها لا لتستبدل بعلاقات أخرى مختلفة بل لتغيب نهائياً وإلى الأبد . وعرفها ماركس في " نقد برنامج غوتا " بالقول .. " ما بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي هناك فترة تحول ثوري ؛ ويتجاوب مع ذلك فترة عبور سياسي حيث لا يمكن أن تكون الدولة إلا دولة دكتاتورية البروليتاريا "ـ فكلمة عبور (transition) تشير إلى وقت قصير نسبياً يتم فيه العبور من النظام الرأسمالي إلى الشيوعية، ولزوم دكتاتورية البروليتاريا هو بسبب أن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة القادرة على محو جميع الطبقات بما فيها طبقتها ـ استطاع الرأسماليون أن يمحو طبقة الفلاحين من المجتمع الرأسمالي المتطور فلا يتواجد منذ زمن في بريطانيا أو الولايات المتحدة أي أثر لطبقة الفلاحين إلا أن الرأسماليين لا يمحون ولا يرغبون في أن يمحوا طبقة البروليتاريا التي هي مادة تجارتهم بعكس البروليتاريا التي تميل بطبيعتها إلى إلغاء طبقتها ، طبقة البروليتاريا.

الإشتراكية هي مجرد فترة عبور إلى الشيوعية، التي هي ليست نظاماً، تُمحى فيها كل علاقات للإنتاج دون أن تحل محلها أي علاقات مختلفة أخرى . يعبر المجتمع عتبة الشيوعية دون أن يكون فيه أي طبقة ، مجتمع بلا طبقات، بلا رأسماليين وبلا حرفيين وبلا فلاحين وبلا عمال ، بلا نقد ، بلا أجور وبلا أسعار : جميع الناس يعملون طوعاً لخير المجتمع كله دون أن يساقوا إلى العمل كما تساق الخراف إلى المسلخ كحال العمال في النظام الرأسمالي .

لا بد وأن يُدهش سائر الناس من مثل هذا الكلام والوصول إلى مثل هذه النتائج باعتبارها أفكاراً طوباوية وأضغاث أحلام . هم لا يلامون على دهشتهم هذه حيث من الصعب جداً أن يدرك الناس وقد علق بهم وغشّى على عقولهم وأبصارهم سخام الأنظمة الطبقية وخاصة النظام الرأسمالي طيلة التاريخ ، من الصعب أن يدركوا إنسانية الإنسان الشيوعي المطهر من كل أدران الأنا البورجوازية . رحلة الأنسنة التي بدأها الإنسان قبل ملايين السنين مفترقاً عن أقرانه من الحيوانات الأخرى سوف تتكامل إلى حدٍ كبير في المجتمع الشيوعي .

لماذا لم يعبر السوفيات الإشتراكية

القراءة الموضوعية الدقيقة لتاريخ الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي تفيد أن البورجوازية الروسية كانت قد قامت بثورتها على النظام الإقطاعي القيصري بتأييد واسع من البلاشفة في شباط 1917 لكن الحكومة البورجوازية برئاسة كيرانسكي خانت الثورة وأحجمت عن تحقيق أي من أهدافها الرئيسية وأهمها الخروج من الحرب وإعلان السلام ثم الإصلاح الزراعي ثم الدعوة لانتخاب الجمعية التأسيسية . بعد تحذيرات متكررة للحكومة المؤقتة، إنتفض البلاشفة في 6 نوفمبر واستلموا السلطة بهدف استكمال الثورة البورجوازية في مناخ الديموقراطية الشعبية. دعا البلاشفة كل الأحزاب للإشتراك في السلطة بما فيها أحزاب يمينية مثل حزب الكاديت (أغنياء الفلاحين) وحافظت حكومة لينين على السقف الأعلى للحريات العامة من مثل حرية الصحافة والنشر وحرية التنظيم والعمل السياسي . إلا أن كل ذلك لم يكن ليقنع مختلف الأحزاب الروسية بالتعاون مع الشيوعيين أو حتى بالإكتفاء بالعمل السلمي ضد السلطة السوفيتية . بعد بضعة أشهر فقط (آذار 1918) رفعت جميع الأحزاب السلاح في وجه الثورة وأعلنتها حرب إلغاء وتصفية . إلتف العمال والفلاحون الفقراء حول البلاشفة وكالوا ضربات قاضية لقوى الردة والرجعية. لكن الإمبريالية لم تقف متفرجة كما فعلت فيما بعد في المواجهة بين ألمانيا النازية والإتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية وأعلن صنيعة الإمبريالية ونستون تشرتشل .. " البولشفية يجب أن تخنق في مهدها " . أرسل الإمبرياليون أربعة عشر جيشاً إلى الأراضي الروسية ليخنقوا الثورة الإشتراكية في مهدها كما توعد تشرتشل . لم ينتصر البلاشفة على الرجعية وعساكر الإمبريالية عام 1921 إلا بعد أن أمست روسيا بقارتيها الأوروبية والأسيوية قفراً بلقعاً وشعوبها تبيت على الطوى بتعبير لينين . مع ذلك خطا لينين خطوتين إلى الخلف عام 1922 من أجل مصالحة طبقة عريضة من الشعب الروسي هي طبقة البورجوازية الوضيعة وأعلن السياسة الإقتصادية الجديدة (NEP)

لم يسترد الإتحاد السوفياتي أنفاسه إلا بعد خمس سنوات حين وصل الإنتاج القومي عام 1926 إلى ما كان عليه عام 1913 قبل الحرب. لكن الإمبريالية الأنجلو فرنسية بشكل خاص أصابها السعار ضد دولة العمال والفلاحين الناشئة ولجأت إلى أسلوب التخريب في الدولة وفي الحزب ولعبت على أحلام البورجوازية الوضيعة لدى عدد من قادة الحزب وخاصة لدى تروتسكي ومن بعده بوخارين ثم زينوفييف وكامينيف كما عمدت إلى إرسال مخربين أوقعوا خسائر جسيمة بالإقتصاد السوفياتي . إلا أن الجريمة النكراء التي إقترفها الإنجليز والفرنسيون ليس بحق الإتحاد السوفياتي فقط بل وبحق أنفسهم والبشرية جمعاء أيضاً كانت رعاية وتنمية النازية في ألمانيا . خشي الإمبرياليون أن تتحول ألمانيا إلى الإشتراكية ولكي يحولوا دون ذلك تدخل الإنجليز وقدموا رشاوى كبيرة إلى قيادات الحزب الإشتراكي الألماني، وهو حزب مشهور بالخيانة، وذلك من أجل تمهيد الطريق أمام الحزب القومي الإشتراكي النازي ، حزب هتلر، للفوز في انتخابات 1933 وعليه حصل النازيون على 288 مقعداً من مجموع 657 . وبطلب من جمعية الصناعيين من رئيس الدولة، من أجل ضرب الشيوعيين تحديداً، شكل الحكومة الجاسوس القديم للاستخبارات العسكرية أدولف هتلر. سمّن الإمبرياليون الذئب المسعور النازي في مؤتمر ميونخ 1938 ليس من أجل أن يفتك بالشيوعيين الألمان فقط بل ومن أجل أن يهاجم الإتحاد السوفياتي أيضاً بعد أن فشلت كل مساعيهم نحو تعطيل العبور الإشتراكي في الإتحاد السوفياتي وقد بدا النجاح المحقق في الأفق . كانت الحرب العالمية الثانية مؤامرة كبرى خطط لها الإمبرياليون الإنجليز والفرنسيون لخنق البولشفية في مهدها كما عبر عجوز الإمبريالية تشرتشل عام 1918 . خلافاً لما يعتقده العامة فإن الإنجليز والفرنسيين، بل والأمريكان أيضا،ً لم يحاربوا أية معارك ذات أثر في نتيجة الحرب العالمية الثانية . وقفوا يتفرجون على الإنسانية تذبح بسيوف النازية ورفضوا تقديم أية مساعدة للإتحاد السوفياتي إلا بعد أن تأكد لهم انتصاره بعد معركة ستالينجراد في آب 1942 ومعركة كورسك الفاصلة، أكبر المعارك في التاريخ، في تموز 1943 .

انتصرت قوى الثورة الإشتراكية على ألمانيا النازية لكن بعد أن أصبحت روسيا الأوروبية أرضاً محروقة وضحى الشعب السوفياتي بأكثر من عشرين مليوناً من خيرة أبنائه وبعد أن فقد الحزب خيرة كوادره . انتصرت قوى الثورة الإشتراكية لكن كارثة كبرى حلت بالشعب وبانطلاقته الثورية . انحرف المسار ولم يعد مسار عبور الإشتراكية.

لم يعبر الإتحاد السوفياتي مرحلة الإشتراكية ففي العام 1950 جرت مناقشات حادة في قيادة الحزب حول مسألة تقدم الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي وأجمع المتناقشون على أن في المجتمع السوفياتي آنذاك ثلاث طبقات فبالإضافة إلى طبقة العمال هنالك طبقة الفلاحين التعاونيين وهنالك أيضاً طبقة العاملين ذهنياً كالإداريين وأمثالهم وقد انتهت المناقشة إلى وجوب إلغاء طبقة الفلاحين التعاونيين لكن ليس بإجراء قسري وفوقي بل بتغليب الإنتاج السلعي الإستهلاكي على الإنتاج الفلاحي وتوقع المتناقشون وعلى رأسهم ستالين أن ذلك قد يستغرق بضع سنوات. وهكذا فإن الإشتراكية لم تنجز في الإتحاد السوفياتي استناداً إلى التعريف اللينيني للإشتراكية القائل بأن الإشتراكية إنما هي محو الطبقات.

الانحـراف

عندما يتحرر التاريخ سيكتب أن أسوأ شخصية كابدت منها الإنسانية ليس هتلر أو موسوليني أو ميترنيخ أو حتى بول بوت أو صدام حسين بل هو ونستون تشرتشل، هذا الرجل الذي كان يظن نفسه يضحي بكل شيء حتى بشرفه وبأخلاقه من أجل مصالح بريطانيا العليا لكنه بالحقيقة لم يكن يضحي بكل هذا إلا دفاعاً عن مصالح الرأسمال الإنجليزي، الرأسمال الذي مصَّ دماء مختلف الشعوب، من الشعب الأمريكي إلى الشعب الهندي إلى الشعب الصيني إلى شعوب الشرق الأوسط ..ألخ . كان ونستون تشرتشل الذئب الأكبر والأشرس الذي يقود قطيعاً من الذئاب . في محادثات بوتسدام آب 1945 كان تشرتشل هو من ضغط على ترومان المتردد وأغراه على قصف هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية. لم يكن لهذه الجريمة النكراء أثر يذكر من الناحية العسكرية الصرفة على الحرب الدائرة آنذاك بين اليابان والولايات المتحدة ؛ كان هدف تشرتشل إرعاب ستالين لتخفيض سقف مطالبه وخاصة بشأن بولندة . تشرتشل يضحي بمئات ألوف الناس بهدف إرعاب ستالين علماً بأن تشرتشل نفسه وقبل بضعة أشهر (يناير 1945) بكى متضرعاً لستالين من أجل مساعدته في فك الحصار الألماني حول جيوشه في جبال الآردنز شمال شرق فرنسا ولولا مساعدة ستالين لسحقت الجيوش البريطانية في تلك الجبال ولغاب تشرتشل صغيراً صغيراً بين منعطفات التاريخ ـ لم تتصف أي من الشخصيات السيئة الذكر في التاريخ بمثل هذا المستوى من النذالة .
لم يدب الرعب في ستالين أثناء المؤتمر إلا أن أثر ذلك ظهر فيما بعد . عاد ستالين بعد المؤتمر إلى موسكو لا ليأمر بإعادة كل العسكر إلى المصانع المدنية بل ليشكل مجمعاً صناعياً عسكرياً هو الأضخم في العالم وليفتح خزائن الدولة على مصاريعها أمام هذا المجمع يغترف منها ما يشاء من الأموال ـ ما تجدر ملاحظته هنا هو أن ستالين نفسه كان يعارض بشدة كل إنفاق عسكري في أواسط الثلاثينيات الأمر الذي تسبب بمحاولة إنقلاب فاشلة خططت لها أركان القيادة العسكرية عام 1937. أما بعد الحرب وقد جعلته إنتصارات الجيش الأحمر أقوى قادة العالم والإتحاد السوفياتي أقوى قوة في الأرض فقد اتجه ستالين إلى عسكرة الإنتاج السوفياتي وبذلك استبدلت قوة الحزب بقوة العسكر . لم يتحسب ستالين أن قوة العسكر ستتجاوز يوماً قوة الحزب وتعلو عليها ولم يخطر له أن قوة الحزب تتمركز فيه شخصياً قبل كل شيء نظراً لتاريخه العبقري بوصف مولوتوف. بوفاة ستالين المشبوهة انتقل صنع القرار من الحزب كطليعة بروليتارية إلى قادة العسكر وهم طليعة الطبقة الوسطى. العسكر هم الذين أسقطوا مالينكوف في العام 54 واستبدلوه بالمتعاون خروتشوف ، وهم الذين طردوا البلاشفة من المكتب السياسي للحزب بعد أن سحبوا الثقة من خروتشوف عام 57 ، وهم الذين طردوا خروتشوف من الحزب والدولة عام 64 دون سبب يذكر غير أنه أصر على خفض الإنفاق العسكري، والعسكر هم الذين حلّوا الإتحاد السوفياتي وجاءوا بيلتسن رئيساً لروسيا الإتحادية وهم الذين ما زالوا يمسكون بكل السلطة حتى اليوم. لم يخن العسكر الإشتراكية فقط بل خانوا الشعب، كل الشعب، أكلوا لحمه وباعوا نساءه، اللواتي هزمن هتلر، إلى العالم السفلي .

ثمة اعتقاد خاطئ يقول به كافة المحللين السياسيين ومفاده أن انهيار الإتحاد السوفياتي إنما جاء نتيجة لسباق التسلح مع الولايات المتحدة. مثل هذا الإعتقاد يجانب الصواب . صحيح أن عسكرة الإنتاج هو ما دفع بالإتحاد السوفياتي إلى الإنهيار، إلا أن العسكرة لم تكن أبداً من منطلق مسابقة الولايات المتحدة فالمسابقة لم تكن لتقتضي إرسال 240 قمراً صناعياً إلى الفضاء في حين أن هناك 240 ألف مواطناً يصطفون في طوابير لشراء البطاطا التي تنمو بكثرة التراب في الأرض السوفياتية . كان على مجمع الصناعات العسكرية أن يستمر في تصنيع السلاح وتطويره كيما يبرر وجوده واستيلاءه على الجزء الأكبر من الكعكة الوطنية . هذا مسار عسكر الطبقة الوسطى وليس مسار بروليتاريا مهمومة بعبور الإشتراكية، هذا مسار قال عنه خروتشوف في مذكرته بأنه في النهاية سيسقط البناطيل عن مؤخرة السوفياتيين ويكشف عيبهم إلى الملأ وهو ما كان.



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة خاصة حول راهنية العمل الشيوعي ومشروعيته التاريخية
- ما أحوجنا اليوم إلى معرفة ستالين على حقيقته
- المنحرف خروشتشوف والمرتد كاوتسكي يكتبان للحزب الشيوعي العراق ...
- دكتاتورية البروليتاريا
- لا علمانية ولا إكليركية، الدولة هي الدولة
- إنهيار الرأسمالية
- حقيقة قضية المرأة
- ماركسيون يلقون براياتهم في الوحول
- أكذوبة إقتصاد المعرفة
- القطيعة مع الوحدة العربية وقد خرجت من التاريخ
- الجاهل عدو نفسه / رد على السيدة سعاد خيري
- العولمة .. إنزلاق عن مسار التاريخ
- نمورٌ أم جراءٌ أسيوية?
- التاريخ.. يتصل وينفصل
- من الفوضى الخلاقة إلى الشرق الأوسط الجديد
- العولمة.. رحلة خارج التاريخ
- إعلان رامبوييه .. أخطر إنقلاب في التاريخ وهو أساس النظام الد ...
- اكذوبة إقتصاد المعرفة مرة أخرى
- إقتصاد السوق صيحة مشبوهة
- اليسار الغدّار


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الإتحاد السوفياتي لم يعبر الإشتراكية