|
الديمقراطية والحرية هي العاهر في حي الاقطاعي والمحتل
سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 10:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية هذا الشهر الساد س عام 2007 ظهرت احدى موظفات الامم المتحدة في افغانستان ‘ وهي هولندية من اصل افغاني ‘ اسمها كريمة وتعمل على مراقبة وتنمية الديمقراطية في افغانستان ‘ من خلال مساندة مؤسسات المجتمع المدني التي تراقب البرلمان والحكومة ‘ المنتخبة ومدى مصداقيتها واهتمامها باوضاع الناس وبناء البلد بالاتجاه المدني ‘ وهو عملهم الوحيد ‘ اي الحكومة والبرلمان ‘ وفي حالة تقصيرهم او تلكئهم ‘ يفترض ان يعودوا الى بيوتهم ‘ مثلما يحصل في تركيا وايران والسنيغال وتيمور الشرقية . قالت كريمة ‘ ان اعضاء البرلمان والحكومة يتحدثون كثيرا عن الديمقراطية كل يوم في افغانستان ‘ وينقلون جلسات البرلمان مباشرة للناس ‘ ويختلفون لحد الصراخ بعض الاحيان ‘ وعندما تشاهد مثل هذا اول مرة ‘ ستقول ‘ ان الشمس قد اشرقت بعد كل تلك الغيوم وغبارتوحش طالبان ‘ ولكن‘ سرعان ما تكتشف ‘ ان هذا الصراخ هو على قضايا اقلها يمكن وصفها بالتافهة‘ مثل ‘ مخصصاتهم من الاموال وتقاسم نهب الوظائف وتمليكها لعوائلهم وازلامهم ... ‘ اما المشاريع والقرارات المهمة ‘ التي تمس حياة الناس وبناء البلد ‘ بما فيها الاستئثار بالسلطة‘ ونهب الاموال ‘ فهذه يتم الاتفاق عليها داخل الغرف المغلقة بين مجموعة قليلة من المتنفذين ‘ لايعرف عنها شيء حتى اعضاء الحزب او الكتلة البرلمانية ‘ ما عدى عوائل المتنفذين ‘ اي اشبه ما يكون بالنظام الاقطاعي في العصور الغابرة ‘( هذا قول كريمة )‘ وبعد اتفاق المتنفذين او الاقطاعيين ‘ ترفع الى البرلمان ويصوت عليها بصمت مطبق وخلال لحظات ‘ لدرجة ان غالبية اعضاء البرلمان لايعرف عماذا صوت ‘ لدرجة انهم يكونون في حالة حرج وسخرية الناس عندما يسألون عن هذه القرارات ‘ ومباشرة بعد التصويت ينتقل النقاش الى قضية سخيفة ليس لها علاقة بهموم الناس ويرتفع صوت هؤلاء المصوتين ‘ وبعضهم لايتردد بالحديث عن الديمقراطية وما فيها من عدالة وصدق او شفافية ؟ وهنا يشعر الناس بانهم يهانون ‘ ويستخف بعقولهم مهما كان حجمها او ادراكها ‘ فهي تفرق بين الشتيمة والابتسامة وبين مخاطبة القطيع ومخاطبة الناس وبين الاقطاعي وموظف البرلمان ‘ وبين الحرامي وجارهم عامل البناء . وهنا تفقد كلمة الديمقراطية وكل ما يستتبعها من حرية وعدالة ومساوات واحترام الناس ‘ كل معناها وتصير مرتبطة ‘ بالغش والخداع والسرقة وتسييد مجموعة او طبقة ‘ همها المال والسلطة وقوة لقمع الناس . وهذا ما يحدث في العراق منذ سقوط النظام البائد وتحويل حديث الحرب من البحث عن اسحلة الدمار الشامل ‘ الى بناء الديمقراطة ومنها العدالة والمساوات ‘ بين شيخ القبيلة والفلاح ‘ الغني والفقير ...‘ ولكن ما يحصل في افغانستان كثيرا منه صار اشبه بالحلم في اغلب مدن العراق ‘ فافغانستان كانت مجرد قرى متناثرة في الوديان تديرها عصابات المخدرات والارهاب ‘ واليوم هي اقرب ما تكون دولة وفيها اعمار وعاد اليها عشرات الالاف من اللاجئين من (باكستان وايران ) وعندها جيش وشرطة وطلاب يذهبون الى المدارس ‘ وعدد من الطرق معبدة توصل المدن ببعضها ‘ بالرغم ان دخلها كله (الان) لايساوي دخل محافظة من محافظات العراق ‘ والمساعدات التي حصلت عليها افغانستان اقل مما اتهم بسرقته وزير الكهرباء العراقي ايهم السامرائي ووزير الدفاع السابقين ‘ والكهرباء والطرق والبنايات وحصة البطاقة التموينية كلها ضاع اكثر من نصفها ‘وحتى معملي النسيج والمطاط في محافظة الديوانية ‘ تحولا‘ الى خرائب وترك العمال على قارعة الطريق يواجهون الفقر والبطالة هم واطفالهم حسب تعبير نائب رئيس مجلس النواب العراقي خالد العطية قبل اسبوعين من على قناة العراقية ‘ اما ضحايا مجزرة حلبجة والمقابر الجماعية والسجناء ‘ فلم يعد يطالبون بشئ سواء اعادة حصة البطاقة التموينية ‘ وقليلا من النفط للفانوس ‘ التي كانوا يحصلون عليها من قاتل احبتهم ‘ النظام البائد ‘ وليتجار بهم اقطاع السلطة . الناس عندما تسأل ولاتجد سوى السخرية من ماساتها وثناثر جثث احبتهم على ارصفة الطرقات ومقطوعة الرؤس في الانهار ‘ سيغضبون ويحتجون ويحطمون الكثير من الصرائف وبيوت الصفيح التي ملت انينهم ‘ ودموع فراق من احبوهم وضاعوا لحظة جنون الاوغاد ‘ كريمة الهولندية موظفة الامم المتحدة في افغانستان لو رأت ما حل بالعراق ‘ لقالت افغانستان تسير باتجاه الجنة الخضراء . يزيد الذي قطع رؤس اولاد نبي الاسلام ‘ يلقب امير المؤمنين المنتخب من الله ! ‘ وتناثر اجساد العمال والاطفال على ارصفة الطرقات وتحت انقاض بيوت الفقراء ‘يسمى تحرير وبناء الديمقراطية ‘ في زمن الشركات الامريكية ‘ الديمقراطية والحرية هي العاهر في حي الاقطاعي والمحتل .
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمال النفط المحتجين ووزيرهم المقرب من رجال الدين
-
حرية التعبير وثقافتنا الكاذبة
-
اقطاب المحاصصة يشرعون قانون الاعلام الاكثر قمعا وكبتا للحريا
...
-
السلطة في عالمنا تحول عشاقها الى مجرمين ولصوص وإن مروا بصداق
...
-
اليونيسيف سرقة يوم من ملايين الدولارات تنقذ آلاف الاطفال الع
...
-
الثقافة هي الفاشلة وعلة بؤسنا وليس صراخ المعدمين ألما وجوعا
-
الاحتلال وازلامه من روما حتى بوش
-
الاحتلال والحرامية وحصار الطيبين في البرلمان
-
الناطق باسم الجيش الامريكي نراقب كل ما يدور فوق الارض وتحتها
...
-
الدين المتطرف والاحتلال هم من ضيع الامن وشاع قتل الناس
-
الاقتصاد والسياسة وضمور الاخلاق
-
نص..ونص طابوقة
-
عن اي الله واية جنة تتحدثون ايها التكفيريون ؟
-
الحزب الاشتراكي الهولندي يرفض الحرب والدكتاتورية من فيتنام ا
...
-
هل ممارسة الحب مع موظفة جميلة اكثر جرما من نهب اموال الشعب و
...
-
الفقراء وغلاء العيش ..البنك الدولي يريد ذلك !
-
حتى الانظمة البالية صارت تتندر عما تفعلون
-
اللصوص..وحدهم من يخاف الحرية والعدالة
-
الشعب العراقي سيرفض جدران الفصل رغم تحالف اقطاب المحاصصة وجي
...
-
كلب السيدة العدائي اقل توحشا من جهاد الاسلام التكفيري
المزيد.....
-
مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن
...
-
-منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي
...
-
عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش
...
-
بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي
...
-
ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال
...
-
شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين
...
-
بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة
...
-
اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد
...
-
إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
-
فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|