خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 08:41
المحور:
الادب والفن
" استئذانا من الشاعر الخالد معروف الرصافي إبن العراق البار "
-" أنا ابن دجلة َمعروف ٌ بها أدبي "-
لو ماؤها كان سُما ً فهْوَ يرويني
لو أن نسمتها كالنار حارقة ٌ
فهي النعيم وأفياءُ الرياحين ِ
قالوا هي الموت قد أردتْ بعاشقها
فقلت يادَجْل ُ: بعضُ الموت يحييني
دارت عليّ الليالي حيث ُ لاوطن ٌ
يحنو علي ّ ولا منفى ليأويني
ما أضيق الأرض لكن في ثرى وطني
لحد ٌ صغير ٌ بحجم المهد يكفيني
أنا ابن دجلة َ توّاقٌ لضفّتِها
فالشمس ُوردية ٌ والبدر نسريني
وكم تغنى على همس النخيل بها
طير ٌمن السَحَر الغافي يناغيني
اذا بكى بلبل ٌ بالدمع يخنقني
اواشتكتْ وردة ٌ بالقلب تدميني
على الجسور فوانيس ٌوأعمدة ٌ
جمر التماعاتها في الليل ، يكويني
واللحن في الغسق الزاكي يسامرني
وفجرُها بنبيذ الشمس يغويني
منارة ٌهي بالأنوار سامقة ٌ
وهْيَ المنار بحب الأرض تسقيني
وصبحُها العاطر الفوّاح يحملني
على بساط علاء العلم ِ والدين ِ
الى فضاء العلى والعشق جانحة
عمّا تدنّى له لؤم السلاطين ِ
قد هشموا دجلة َالأنوار بل سحقوا
شعبا سيبكيكَ ما يلقى ويُبكيني
هي المنافي بعمق الروح حشرجة
موصولة الدمع غصّتْ بالملايين ِ
ودجلة ٌ دَرَجتْ بالمفجعات ِ فمِنْ
طعن السيوف الى غدر السكاكين ِ
ونخل دجلة َلنْ تعلو فسائلُه
الاّ لتُسقى بآلاف القرابين ِ
والشمس من خدّها الورديِّ قد سكبَتْ
دمَ الشهيد على ورد البساتين
أنا ابن دجلة َ لاجرح ٌ يشابهني
ولادموع ٌعلى حزن ٍ تضاهيني
ماخلتُ دجلة َ بالأحلام ترحل ُ مِن
دار السلام الى دار المجانين ِ
الأرض في قبضَتَيْ موت ٍ ومحرقة ٍ
والشعب حورية ٌ في جوف تنين ِ
والقلب يسلخ من أنياطه مزقا ً
والعين عن اختها دُقّت بإسفين ِ
قد سوّرَتنا مسوخ ٌ لا إله َ لها
واستكلبتْ كل انواع الشياطين ِ
فأي دين قضى أن تبتغي زمر ٌ
هدم المساجد بل حرق القرائين
يُبادُ زرعُك والإنسانُ قاطبة ً
- " يادجلة الخير، يا أُم َ البساتين "-
والموت نوعان تختارين بينهما
نهش الثعالب أم لدغ الثعابين
يا نهر دجلة َ صبراً اننا وطن ٌ
زاهي العمائم مُختل الموازين ِ
قلها لمن حجّ بيت الله مدّعيا ً
ماحجّ بيتَ السنا الاّ ابنُ يقطين ِ
لاتغرقوا شعبَنا الجبار في لُجج ٍ
من الأحابيل في شتى العناوين ِ
مانال من (بدركم) غيثاً على ثمر ٍ
ولاضمادا على جرح ( بحطين ِ)
تجنبوا حكم فرعون ٍ فان لنا
شعبا تواريخه سحق الفراعين ِ
ونهر دجلة َ يبقى خالداَ أبدا ً
وتحت كعبيه تيجان السلاطين ِ
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟