أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يحيى الشيخ زامل - جيفارا














المزيد.....

جيفارا


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 07:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قبل سنتين أو أكثر حمل العم ( ......... ) فايلاً يضم بعض الأوراق التي يحتاج إليها مع ( استنساخ الجنسية وشهادة الجنسية وقسيمة الحصة التموينية وبطاقة الشرطة) إلى دائرته القديمة بعد أن بشروه بإعادة المفصولين السياسيين بعيد الإطاحة بنظام البعث ، ليقف في طابور طويل أمام ذلك المسؤول عن أعادة المفصولين والعائدين من الهروب الصدامي .
في الطريق إلى تلك الدائرة القديمة مثلت الأحلام أمامه لترسم صوراً وردية للحرية والديمقراطية مع راتب جيد وأسرة سعيدة لا تعاني شظف العيش وقتره ، بعد أن ولى ذلك النظام ورجاله المقطبين والبائسين السيئين إلى غير رجعه ...... :أخيراً تخلصنا منهم .......قالها وهو يطلق حسرة طويلة .
وفي دائرته وقف بذلك الطابور الطويل وشاهد الكثير من الناس وهم يحملون أوراقهم ومستمسكا تهم بأيديهم وجيوبهم .
الطابور كله يتصبب عرقاً من شدة الحر وضعف وسائل التبريد إلا مروحة عمودية موجهة صوب ذلك المسؤول ، الذي كان يشبه طائر خرافي يجثم فوق وكره .
الطابور كله يمد رأسه بشكل مائل صوب ذلك المسؤول وهم يسمعون صرخاته وصيحاته وشتائمه على المراجعين ليصل في نهاية الأمر إلى شتم أبويه أيضاً على هذه : ( الشغلة التعبانه ) ...... كما يقول .
طبعاً أحضر العم ( ......... ) الكلام وكرره في نفسه ليتجنب إثارة أو إزعاج ذلك المسؤول الحار الطبع أو ـ السيئ الطبيعة ـ ولكنه حين وقف أمامه نسي كل كلامه الذي أحضره وحفظه وتذكر ظلامته واضطهاده كل تلك السنين من السجن والتعذيب والفقر ، ليقول له : أني مضطهد من النظام السابق ومسجون و........ وهنا قاطعه ذلك المسؤول وهو يصرخ به : ( بابا لاتصيرلي جيفارا ......وتظل أتبيع أبراسي وطنيات ..... بطلوا من هاي الشغلات التعبانه ) .
جفل العم ( ......... ) وتذكر فجأة وجوه الرفاق القدماء والحزبين وكل الأشياء السيئة التي حدثت له في الأيام السابقة وعرف أن ذهاب النظام لا يعني ذهاب السيئين من أذنابه والمنتشرين في الوزارة والدوائر .
هذه الحادثة تذكرني بقصة قصيرة قرأتها قبل أيام حول امرأة اعتقلت مع زوجها وأطفالها ـ في النظام السابق ـ ليحقق معها رجل غليظ القلب بشع الوجه و ليضربها ويعتدي عليها أمام زوجها ويضرب أطفالها ثم في الأخير يُعدم زوجها وتخرج هي وأطفالها ، وبعد السقوط تراجع أحدى المؤسسات الحكومية لتعويضها براتب تقاعدي لأطفالها ، وبعد الانتظار في قاعة كبيرة تستعيد الذكريات البائسة والقديمة التي جرت لها في دائرة الأمن ، وحين نودي باسمها لتدخل على ذلك المسؤول لتفاجأ أنه نفسه الذي حقق معها وضربها واعتدى عليها وعلى أطفالها وهو الذي تسبب بإعدام زوجها ، ولتخرج صارخة وسط الجموع بأعلى صوتها : أنه هو ..... أنه هو .
أسوق هذه الأحداث والقصص في وقت لازال فيه الكثير من هؤلاء الملطخة أيديهم بالعار من دماء واعتداء على الشرف وعلى الإنسانية ، بعد أن هرب بعضهم خوفاً من انتقام الشعب والمظلومين من المواطنين ، فيما لازال الآخرون في وظائف مرموقة ومراكز كبيرة تحت عناوين مختلفة ومتعددة ، وهم في نفس الوقت جنوداً بيد الأرهابين يخترقون الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية ويمدونهم بالمعلومات المهمة ويسهلون لهم الدخول والخروج منها .
لسنا هنا بصدد حرمان البعض ممن أنتسب إلى النظام السابق بخوف أو طمع ، ولكن لأن بعض من هؤلاء هم أشد فتكاً من الخارجين على النظام إذ أنه يقتلك بسكينة القانون والنظام .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات في ربية
- الأنفجار الأخير
- ضربة شمس
- نافذة من المطر
- الجسد العراقي بين التأليه والإذلال
- قصص قصيرة جداً / أنا وظلي
- إلى مظفر النواب
- أنفسنا
- أنا بيكاسو
- الاستعمار الثقافي العربي بين القصدية والاعتباطية
- التجربة الصينية
- باب أول ..... باب ثاني
- قصيدة : موطني
- السيميائية ....... و ثقافة ( الصك
- أسماءنا بالمجان .... ولكن بعضها غير جميل !!
- الشاعر علي قاسم مهدي ....... ودفء الوطن
- لوحات تشكيلية على أبواب المستنصرية
- أنا أقرأ أذن أنا موجود
- مفهوم الإعلام الحديث ... وصناعة الخبر
- أستحضار أبليس وخطوات الشيطان


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يحيى الشيخ زامل - جيفارا