أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى الشيخ زامل - الشاعر علي قاسم مهدي ....... ودفء الوطن















المزيد.....

الشاعر علي قاسم مهدي ....... ودفء الوطن


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 04:40
المحور: الادب والفن
    



لقاء مع الشاعر المبدع علي قاسم مهدي

* من أكثر الشعراء الذين اثرو فيّ الشاعر والناقد الدكتور علي جعفر العلاق .

* أنا أجد نفسي مع القصيدة وأتفاعل معها . واعتبرها كائن حي يولد ولا يموت ، يرفرف على قبري عند الرحيل .

* انا القي اللوم على ( اتحاد الأدباء العراقي ) الذي لم يساعدنا في طبع مجاميعنا الشعرية .


أجرى اللقاء / يحيى الشيخ زامل

الوطن والأم رديفا بعض ، وأينما ذهب الأول قال للأخر خذني معك ، فما هي علاقة الوطن والأم بالشاعر ...... تعالوا معنا لنكتشف هاجس هذه العلاقة الوطيدة بين هذين الشريكين بالمنجز الشعري والإبداعي للشاعر المبدع( علي قاسم مهدي ) .

س1 / يكاد يكون أمراً حتمياً تأثر الشاعر بمدرسة ما أو بشاعر كبير مضى أو معاصر للشاعر نفسه ، فمن هو هذا الشاعر الذي تأثرت به ....ولماذا ؟
ج1/ التأثر مرحلي ويتزامن في أكثر الأحيان مع بدايات الشاعر ، لكنه يمتد ليأخذ مدى ومساحة أوسع عندما يكتشف الشاعر عوالم الشعر ويتأثر بالصور الأقرب إلى نفسه والتي يجد بينها وبينه علاقة تقارب تفسر التناغم الروحي . لهذا يتحول التأثير أو التأثر إلى حالة قد تكون واضحة في المنتج الإبداعي للشاعر ، ومن ثم يترك التأثير ملامح واضحة تختفي مرة وتعود مرة لكنها في النهاية تعتبر حالة صحية .
ومن أكثر الشعراء الذين اثرو فيّ الشاعر والناقد الدكتور علي جعفر العلاق ، لأنني اعتبره شاعر يمتلك الكثير من أدوات الإبداع ،اتاحت له التحكم بالرمز ودلالاته العميقة، وأغنى فضاءاته بثراء شخصي وحرارة داخلية عمقت العلاقة بينه وبين المتلقي .

س2/إلى جانب الشعر أرى أنك تكتب المقال السياسي أو الاجتماعي أو القصة القصيرة ........... إلا ترى إنها إضاعة لجهد الشاعر وابتعادا عن أغناء تجربته الشعرية ؟
ج2/ نعم قد يكون للكتابة في أكثر من مجال إضعاف في قدرة المجال المبدع الخاص، لكنني أجدها ضرورية في هذه المرحلة الراهنة التي يمر بها بلدنا ، لذا يجب علينا مضاعفة الجهد في الكتابة في كل المجالات وبالقدر المستطاع كي نترك الأثر الفعال والواضح ونتمكن من تشخيص الخلل للخروج من ألازمة الحالية.. وهي جزء من المشاركة مع الجميع في بناء العراق ، على أن لا تؤثر الكتابة على الإبداع الذي يميز الشاعر أو الكاتب .

س 3/ للشاعر قصائد كثيرة وتكاد تكون على عدد أيامه ولكن تبقى هناك دائماً قصيدة معينة قريبة إلى نفسه ، فما أسم هذه القصيدة ....ولماذا هي قريبة إلى نفسه ؟
ج3 : إن عمل الشاعر ككل هو قريب إلى نفسه لعدة اعتبارات منها نفسية، ومنها فنية . لكن القريب هو من يترك اثر في نفس المتلقي وهذا دليل على إمكانية الشاعر في الوصول إلى المضمون وشكله أو الشكل ودلالته بصورة عميقة تؤدي بالمتلقي والشاعر معا إلى أن يكونا تابعين لحركة الحياة ومتحدين في إدراكها جوهريا . وأنا في اعتقادي إن القصائد التي تكتب للوطن هي الأقرب إلى نفس الشاعر . ومن تلك القصائد التي كتبتها للوطن ( عراق ) و( دفء الوطن) و(راية العباس ). وهذا مقطع من قصيدة دفء الوطن :

أيتها المشانق
المرصوفة حد الدخان
ليس لدي رداء
سوى ذاكرتي الهادئة
وزهرة باكية من رماد
تدثر غابة أسئلتي الشاردة
أوجعني البرد
وزيت الدفء
نفذ من قارورة
أمي القديمة
أشار آبى أن تجمعوا
والتقينا على موقدنا القروي
شجرا نحرق أرواحنا
لندفىء الوطن......

س4/ قضية النشر تكاد تشكل هاجساً كبيراً للشاعر ،وهي ثمرة تجربته الشعرية ، فما هي أول قصيدة نشرت لك..... وأين ؟
ج4 / تعتبر قضية النشر، وأنا اعتبرها قضية ، فعندما يتحول الهاجس للنشر فقط تسقط الكثير من الاعتبارات وتجعل من الإبداع مجرد وسيلة لملء حيز من الفراغ على صفحات الجرائد والمجلات، وهذه مشكلة كبيرة تفقد المنجز الشعري دوره الرسالي وقيمته الفنية الإبداعية، ويتحول إلى حشو لا فائدة منه . أما إذا أخذ النشر دوره الحقيقي بالبحث عن الشاعر وقصائده وليس العكس عندها تتحقق القيمة الإبداعية، ويكون للنشر الدور في إدامة الصلة، بين عناصر ومكونات الشعر ،وبين إثراء ذائقة المتلقي أو القاري بالشكل الصحيح . كي نتمكن من صنع تجربة ثابتة وخلق أجيال تملك تتحسس الجمالية، للذائقة الخلاقة . وحتى لا ابتعد عن السؤال فان أول قصيدة نشرت لي كانت في مجلة (حراس الوطن) في عام 1989بعنوان( رويدك بالحب ) .

س5/ هناك سؤال يكاد يكون أزلياً ....هل ما يكتب اليوم في الساحة الثقافية هو قصيدة الشعر الحر التي أرسى دعائمها الرائدين السيّاب ونازك الملائكة ؟
ج5 / إن ما يثير انتباهنا اليوم، في الغالب من القصائد التي تكتب ،هي قصائد منفردة وتعبيرا آسرا وتجسيدا لرؤيا جزئية استطاع الشعراء في تحويلها إلى مجال رؤيوي لم ينبثق عن الأنجاز السابق ، بل جاء نتيجة حتمية لتطور القصيدة ، وهذا التحول أنا اعتبره تميز عن أسلوب قصيدة الشعر الحر ، بل هو طريقة بناء جديدة ،حيث كانت القصيدة في الغالب تشير بوضوح إلى الشاعر بعينه ، يحاول أن يقيم عالما خاصا به، ويبني ثوابت أسلوبية وتعبيرية، تنبثق عن رؤياه الشعرية ،وتعبر عنها في الوقت ذاته . أما الأساليب الحديثة في الكتابة، اليوم، فقد شملت الكثير من الرؤى ،أرست مناخا لحداثة شعرية مغايرة، إلى حد واضح . لقد صار الشعر في تطوره الارقى رؤيا للحياة والكون تختزل تجربة الشاعر الكيانية في شكل حسي شديد الدلالة . وأصبح الشعر ، مفهوما جديدا ورؤيا ساعدا على الانتقال بحركة الحداثة إلى أفق مغاير . وهذا بحد ذاته تطور تدريجي من قصيدة الشعر الحر التي أسسها الرواد إلى ما وصلنا إليه اليوم . ومن الطبيعي أن تتغير حركة الشعر مع تغير أنماط الحياة .

س6/ قصيدة الشعر الحديثة قطعت أشواطاً بعيدة عن المصدر الأول ....فهل هذا استدراج وابتعاد عن المدرسة الأم ..... أم تطوّر ؟
ج6/ من غير المنطقي أن يظل الشعر والقصيدة على نمط وأسلوب واحد ، مكتفية بحدودها التي انبثقت داخلها ، وان الأشواط التي قطعتها القصيدة نحو تطورها ليس ابتعاد عن المصدر الأول بل تطور ، اخذ مستويات عدة منها : الحركة الداخلية داخل النص ، وفهم أعمق للشعر وصلته بالحياة . مغامرة الشعراء الكبيرة للتعبير عن الحداثة وإعطاء التجربة الفكرية والجمالية شكلها الحسي . إضافة إلى المستوى الإيقاعي ، وهكذا كانت الاندفاعات اللاحقة للقصيدة ، أكثر جرأة واشد غنىً .. وهذا تطور وليس استدراج أو ابتعاد عن المدرسة الأولى للشعر الحر .

س7/ في ضوء التجربة الشعرية الحديثة وامتداد قصيدة النثر إلى مساحات واسعة في صفحات الصحف والنشرات الثقافية ..... أين يجد الشاعر علي مهدي قاسم نفسه ؟
ج7/ لا اعرف بالضبط كيف يجيب شاعر، عندما يسأل أين يجد نفسه . أنا أجد نفسي مع القصيدة وأتفاعل معها . واعتبرها كائن حي يولد ولا يموت ، يرفرف على قبري عند الرحيل .

س8/ يرى أحد الأساتذة أن مدرسة الحداثة الشعرية لم يكتب بها إلا ( سعدي يوسف وأودنيس ) كيف ترى هذا الرأي ....... وهل فيه شيء من الحقيقة ؟
ج8/ أودنيس شاعرا من نمط خاص ، ذا تجربة بالغة الحيوية والتعقيد ، أهلته شاعريته وثقافته العميقتان لمكانة شعرية مدهشة ، وهذا ليس رأيي بل رأي كثير من النقاد ، وكان عالمه الشعري يستند إلى طاقة أبداعية شديدة التنوع ، وهو جزء من حداثة القصيدة العربية وجزء مهم جدا فيها . أما سعدي يوسف صاحب تنوع، و القصيدة الحديثة ومدارسها ليس حكر على احد دون آخر ، فقد استطاع الخوض في مجالها لكنه مميز في قصيدة النثر التي يمتاز فيها . وهذا لا يمنع من أن يكون هناك الكثير غيرهم، يمتلكون المواهب والتجارب الشعرية الجيدة ، أمثال انسي الحاج ومحمد الماغوط على الرغم من تميزهم بالقصيدة النثرية إلا إنهم يشكلون مناخ للحداثة مع الشعراء الآخرين ، ربما كانوا يمثلون الحلقة المهمة، في استيعاب التأثيرات التي بلورة الشخصية الشعرية لدى أجيال الشعر اللاحقة .

س9/ الأم رمز كبير في الأدب العالمي والمحلي بلا شك ......ولكني أرى أنك قد كتبت الكثير عن هذا الرمز وتكاد تكون تفرز لها قصائداً ....... فهل تشكل هذه الظاهرة عودة إلى تجربة الطفولة الشعرية .
ج9/ الأم يا صديقي هي وطن يمحى مخاوفي ويزيلها إلى الأبد ، هي النور والصمت معا ، النذر وكل الماضي معا ، طوفان من الحنان يتنفس أمنيات ،هي ، أغنية يرددها جرح شفتي. سرا آخر اهرب إليه من وجع راسي . الأم جرح يتنهد يملا الساحات والشوارع، لأنه يتحسس المسافة التي تفصل بيننا وبين الموت . ألام هي الحياة والشعر والطفولة .

س10/ هل فكر الشاعر (علي قاسم مهدي) في جمع قصائده بشكل ديوان وطبعه ............ ولماذا كل هذا التأخير بعدم نشر هذا الديوان ؟

ج10/ حلم الشاعر أن يخرج إلى النور شعر على شكل ديوان ، فانا لدّي مجموعة شعرية كاملة ، لا اعرف كيف أخرجها للنور ، فمع الأسف التردد، والخوف من المجهول، والحواجز التي وضعنا فيها النظام السابق جعلتنا مغيبين أما ألان ، فانا القي اللوم كله على ( اتحاد الأدباء العراقي ) الذي لم يتح الفرص المناسبة لنا عن طريق دعوة إلى كل الشعراء الذين لديهم مجاميع شعرية لم تطبع إلى أخذها وقراءتها ووضع خطط مناسبة لطبعها إذا كانت تستحق الطبع فعلا، وان تعلن هذا عن طريق الصحف والمجلات والإتحادات ،كي يتسنى لكل الشعراء المشاركة واخذ دورهم الحقيقي الذي يستحقونه .

أن تجربة الشعر منجزاً حضارياً وثقافياً يملي علينا كتابته وتوثيقه ، وهذا اللقاء هو جزء من هذا الواجب التأريخي والوطني ..... أرجوا أن نكون قد حضينا برضاكم ....... وشكراً لكم .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحات تشكيلية على أبواب المستنصرية
- أنا أقرأ أذن أنا موجود
- مفهوم الإعلام الحديث ... وصناعة الخبر
- أستحضار أبليس وخطوات الشيطان
- العراق بين محطات الأستبداد والمحطات الفضائية
- الرئيس بوش و (الحجّام )
- مخيم البارد ......هل أصبح ساخناً فجأة
- الطائفية ...وتراب الصف
- نصب التحرير ......أول نصب عراقي بأيد عراقية
- البداوة والحضارة والأرهاب عند الوردي
- الطائفية .......وتراب الصف


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى الشيخ زامل - الشاعر علي قاسم مهدي ....... ودفء الوطن