أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى الشيخ زامل - الطائفية ...وتراب الصف














المزيد.....

الطائفية ...وتراب الصف


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:06
المحور: حقوق الانسان
    


الحرب الطائفية من أتعس الحروب وألعنها لكون القاتل والمقتول من بلد واحد ، يتكلمون نفس اللغة ويحملون نفس الهوية ويسكنون في بلدٍ واحد ، أثارتهم الفتنة الطائفية وقهقرت عقولهم العقدة ( القابيلية ) منذ أن وضع الإنسان يده على حجرٍ وقال هذا لي..... !
جمعني قبل أيام مجلساً مع أحد المثقفين والكتاب المهجرين بسبب أعمال العنف الطائفية المقيتة التي اجتاحت البلاد والعباد ،و افترست أكثر مناطق بغداد فضلاً عن باقي المحافظات ، فشكلت بؤراً للفساد يصعب علاجها والسيطرة عليها ، لشروع الكثير ممن نشبت الكراهية في قلوبهم وأحالتهم إلى وحوشاً كاسرة أفرغتهم من أي رحمة فراحوا يدسون معاول الهدم والتفتيت للنسيج الاجتماعي العراقي الذي لقى الأمرين من حكومات الاستبداد المتعاقبة على حكمه .
لم تكن غير الآهات والحسرات تخرج من قلبه الذي يتفطر حزناً على بلاده التي أنتهبت وسرقت في وضح النهار ثم ها هي الآن تقع ضحية لأجندات خارجية وتفقد شيئاً فشيئاً روابط وحدتها وعزتها وصفو حياتها الموزائيكية التي اعتادت عليها ، لم يفرقهم دين أو مذهب أو معتقد أو رأي وأن اختلفوا ولكنهم لم يخالفوا ولم يزدلفوا عن الجادة الوسطى في العيش بسلام وآمان متجاورين في المدن ومتناسبين في الزيجات ومتشاركين في التجارة والأموال ، لأن العيش لا يطيب في سماء تملئها صور القتل والخطف والاغتيال والمسامير التي تملاء فراغات الجسد الضحية ، لذا يشد الناس الرحال الطيبون الرحال بعيداً للبحث عن وطن جديد خالياً من الحزن ، بعيداً في العراء وفي أطراف المدن النائية وعند مفترق الطرق والمسافات التي بدأت تكبر وتكبر لتأكلنا الواحد تلوا الأخر .
فقال لي والدمعة تكاد تفر من عينية وبصوت تخنقه العبرة : تدرس ابنتي منذ سنين في مدرسة نموذجية في وسط بغداد وهي شاطرة جداً ، وبعد تهجيرنا هي الآن جليسة الدار ، وقبل أيام خابرتها أحدى صديقاتها ( مع العلم أنها من طائفة أخرى ) ووعدتها بأن ترسل لها بعض الهدايا .......... أتدري ماذا طلبت منها ابنتي ...... لم أقل نعم أو لا ، وكنت محتاراً حينها ماذا أجيب ....... ولكنه أكمل حديثه : لقد طلبت من صديقتها قائلة : ( حين تكنسون الصف وتجمعون التراب أرجوا أن ترسلي لي هذا التراب ....هذا هو هديتي ) ، التراب ...... التراب كم يعشق العراقي تراب وطنه مع أنه من أكثر أسباب تعاسته وحزنه وموته .
ما هو ذنب العراق والعراقيين ؟ وما هو سبب هذه الهجمة البربرية القادمة من أقاليم الأرض بكل ما يحملون من أمراض وعقد ؟ هل بسبب كون العراق أرض الحضارات والمقدسات ، أرض الأنبياء والأوصياء والشرائع المقدسة والأمجاد الضاربة في عمق الأرض ، أم بسبب كون أرضه تحمل ثروات يسيل لها لعاب المستعمرون......لمن المؤسف حقاً ..... أن يبقى العراقي لا يفقه شيئاً ولا يدري عما يدور حوله ،ولا يدري بأي سبب يذهب أخوته فلا يعودون ،ولا يدري بأي سبب يبيحون دمه مع أن دمه أحمر مثل كل دماء الشعوب .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصب التحرير ......أول نصب عراقي بأيد عراقية
- البداوة والحضارة والأرهاب عند الوردي
- الطائفية .......وتراب الصف


المزيد.....




- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا
- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...
- اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار ...
- كيف تفاعل مغردون مع صورة اعتقال الشرطة الأميركية تمثال الحري ...
- بسبب حرب غزة.. مذكرات الاعتقال الدولية ترعب نتنياهو وقادة جي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يحيى الشيخ زامل - الطائفية ...وتراب الصف