أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هذا -الكنز الاستراتيجي- الإسرائيلي!














المزيد.....

هذا -الكنز الاستراتيجي- الإسرائيلي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 11:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع سيطرة "حماس"، أو جناحها الذي يقوده محمود الزهار وأحمد الجعبري، عسكريا على قطاع غزة نشأ واقع سياسي ـ استراتيجي جديد لا شكَّ في أنَّ لإسرائيل مصلحة حيوية في استنفاده بحثا ودراسة وتحليلا، فهو، في جانبه "المعرفي"، يُعَدُّ تجربة غنية بالدروس والعِبَر والاستنتاجات، ويشبه، بالتالي، كنزا من الأفكار والمعلومات، التي بالوقوف عليها وتمثُّلها يمكن التأسيس لاستراتيجية إسرائيلية جديدة في شأن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وسُبُل حلِّه وتسويته.

وأخشى ما أخشاه أن تفضي القراءة الإسرائيلية لهذا الواقع الجديد إلى استنتاج استراتيجي مؤدَّاه أنْ لا حاجة إلى التفاوض السياسي مع الفلسطينيين توصُّلا إلى اتِّفاق في شأن حلِّ المشكلات الكبرى (اللاجئون والقدس الشرقية والحدود..) فضغوط الواقع الجديد في قطاع غزة يمكن أن تحقِّق لإسرائيل من الأمن والسلام، وأن تلبِّي لها من الشروط والمطالب، ما فشل التفاوض السياسي في أن يشقَّ الطريق إليه.

وهذا الاستنتاج الاستراتيجي المُحْتَمَل يمكن أن يَقْتَرِن بالسؤال الآتي: كيف يمكن أن "تُنْهي" إسرائيل احتلالها (العسكري المباشِر) لأراضٍ فلسطينية (مع أهلها) بما يؤسِّس لواقعٍ، فيه من الضغوط ما يكفي لجعل مقوِّمات الحل المسمَّى "الدولة القومية للشعب الفلسطيني" أثراً بعد عين؟ إنَّ جزءا كبيرا ومهمَّا من الإجابة جاء به "التحرير الأوَّل" لقطاع غزة، ثمَّ "التحرير الثاني"، فذاك "التحرير" وهذا إنِّما أثبتا وأكَّدا أن المعنى الأهم لـ "التحرير" في قطاع غزة ليس خروج المستوطنين والجنود الإسرائيليين منه وإنَّما تحرير "معبر رفح"، أي جعله في جانبه الفلسطيني موضعا تَظْهَر فيه وتتأكَّد السيادة الفلسطينية، وفي جانبه المصري موضعا تَظْهَر فيه وتتأكَّد السيادة المصرية، وأن تقوده، من ثمَّ، "سياسة" تعرف كيف تدرأ عنه المخاطر الاقتصادية الإسرائيلية، ومخاطر آلة الحرب الإسرائيلية.

ولو كان لـ "التحرير الثاني" معنى حقيقيا لَرَأَيْنا "القوَّة التنفيذية" و"كتائب القسَّام" تقوم بـ "فتح" معبر رفح، وتشغيله بما يجعل المرور الحر والآمن للفلسطينيين وللصادرات والواردات الفلسطينية عَبْره حقيقة واقعة، وبما يجعله، بالتالي، مَعْبَرا لاقتصاد فلسطيني مستقل عن إسرائيل التي "تحتل" القطاع "المحرَّر" بالماء والكهرباء والوقود والطعام والدواء.. ولَرَأَيْنا حكومة هنية التي تَنْظُر إلى نفسها على أنَّها الحكومة الشرعية للشعب الفلسطيني تُعْلِن باسم الشعب الفلسطيني إلغاء كل اتِّفاق سياسي مع إسرائيل تقول بإجحافه بحقوق الشعب الفلسطيني.

حكومة هنية في قطاع غزة إنَّما هي حكومة ليس في يدها شيء يُذْكَر من مقوِّمات "الحلَّين": "الحل عبر المقاومة العسكرية"، و"الحل عبر التفاوض السياسي". وليس لديها، بالتالي، من خيار عملي وواقعي من أجل البقاء سوى نبذ خيار المقاومة العسكرية، والتخلي عن كثير من "الثوابت" و"المحرَّمات" السياسية والإيديولوجية.

حكومة هنية، بارتكابها "التحرير الثاني"، إنَّما أسَّست لها من المصالح (الحقيقية الواقعية) التي يكفي أن تعمل بمقتضاها، وبما يوافقها، حتى تُلْحِق ضررا لا يمكن إصلاحه بالمصالح الحقيقية العامة للشعب الفلسطيني، وبحقوقه وقضيته القومية. لتلك الحكومة (حكومة "التحرير الثاني") مصلحة (يشق عليها التحرُّر منها) في تلبية شروط إسرائيلية (أسوأ كثيرا من ذي قبل) لفتح وتشغيل المعابر بما يلبِّي حاجات إنسانية أوَّلية لأهل القطاع، ولاتِّقاء شرور آلة الحرب الإسرائيلية. أمَّا إذا عزمت إسرائيل على إنهاء كل علاقة لها بالواردات والصادرات الفلسطينية التي تخصُّ القطاع، وتَرَكَت، بالتالي، للمجتمع الدولي أمر إنشاء وتطوير علاقة اقتصادية إنسانية (من نمط علاقة "الأونروا") مع القطاع، فلا مناص لحكومة هنية من أن تلبِّي، توصُّلا إلى ذلك، شروطا ومطالب دولية يكفي أن تلبِّيها حتى نرى خياري "الحل عبر المقاومة العسكرية" و"الحل عبر التفاوض السياسي" قد أصبحا أثرا بعد عين.

حكومة هنية لن تعرف بعد، وبفضل، "التحرير الثاني" من سياسة واقعية غير السياسة التي تَسْتَرضي إسرائيل، أو تَسْتَرضي "المجتمع الدولي"؛ و"الخيار الشمشوني" ليس بـ "سياسة"؛ لأنَّ شعار "عليَّ وعلى أعدائي" لن يكون، في عواقبه العملية، إلا التوأم لشعار "عليَّ (أي على حكومة هنية) وعلى الشعب الفلسطيني".

التجربة الجديدة في قطاع غزة، ولجهة نتائجها، قد تغري إسرائيل بالبحث عن حلول (لنزاعها مع الفلسطينيين في الضفة الغربية) مشابهة لـ "الحل العملي" الذي شرعت ملامحه تَظْهَر في قطاع غزة إذ قاد الزهار والجعبري في "نجاح" حرب "التحرير الثاني"، فَلِمَ "مفاوضات الحل النهائي"، ولِمَ التوصُّل، عبر التفاوض السياسي، إلى اتِّفاق في شأن الحل النهائي لتلك المشكلات الكبرى، إذا ما كان ممكنا جَعْل "الجُزُر الفلسطينية"، بدءا بـ "جزيرة غزة"، حلا عمليا واقعيا للنزاع مع الفلسطينيين؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -رغبة بوش- و-فرصة اولمرت-!
- تحدِّي -الضفة- وتحدِّي -القطاع-!
- بعضٌ من ملامح المستقبل القريب
- هذا -النصر- اللعين!
- ثنائية -الإيمان- و-الإلحاد-.. نشوءاً وتطوُّراً
- -التقسيم الثاني- لفلسطين!
- -حماس- خانت شعبها!
- حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!
- مناورات على مقربة من -ديمونا-!
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!


المزيد.....




- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...
- رحلة اللقالق تحت المجهر: رومانيا تطلق مشروعًا علميًا فريدًا ...
- أهداف الناتو الجديدة أعباء وتحديات جديدة للجيش الألماني
- خبراء يحذرون من -سلبيات- العمل قبل السابعة صباحاً!
- 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذا ...
- قائد الجيش الإيراني: نقاتل اليوم من أجل النصر
- شمخاني يؤكد: اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا
- عراقجي يجري في موسكو محادثات -جادة ومهمة- مع بوتين
- واشنطن تحذر رعاياها بالداخل والخارج وتقلص بعثتيها في لبنان و ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هذا -الكنز الاستراتيجي- الإسرائيلي!