أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - -لُغْز- العبسي!














المزيد.....

-لُغْز- العبسي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في خبر صغير (الحجم) نشرته صحف يومية أردنية، في مكان من صفحاتها يعكس ضآلة أهميته (السياسية والإعلامية) جاء الآتي: تنظر محكمة أمن الدولة، في جلسة تعقدها.. في قضية جديدة للمتَّهم شاكر يوسف حسن العبسي، زعيم تنظيم "فتح الإسلام".

المتَّهم، وفي هذه "القضية الجديدة"، اتُّهِم بـ "إدارة معسكر تدريبي في داخل سورية، لإيواء وتجهيز انتحاريين، وعناصر مرتبطة بالقاعدة، قبل إرسالهم للقتال مع تنظيم القاعدة في العراق". وفي الوقت نفسه تقريبا، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة، في إجابته عن أسئلة لصحافيين أردنيين، أن لا وجود لتنظيم "فتح الإسلام" في الأردن، قائلا: "زعيم هذا التنظيم هو مواطن يحمل الجنسية الأردنية".

"التهمة الجديدة"، على ما أحسب، ليست بالجديدة إلا لجهة "إعلانها"، فهذا "اللغز"، أو هذا الإرهابي ـ اللغز، المدعو شاكر العبسي، لم يَقُمْ بهذا العمل (إدارة ذلك المعسكر) الذي ستَنْظُر فيه محكمة أمن الدولة بوصفه "تهمة جديدة" الآن، أو قبل بضعة أشهر، وإنَّما قبل أن تُعْلِنَه السلطات السورية شخصا معاديا لسورية. وقد حرصت السلطات السورية على إظهار وتأكيد العداء المتبادل بينها وبين العبسي وجماعته بعد، وبسبب، تأكيد قيادات من قوى الرابع عشر من آذار (في لبنان) أنَّ ظاهرة "فتح الإسلام" هي "ظاهرة أمنية سورية"، أي أنَّها جزء من جهود سورية لنشر الفوضى الأمنية والسياسية في لبنان، ولإحباط قرار مجلس الأمن الدولي إنشاء محكمة (دولية) بموجب "الفصل السابع" لمحاكمة قتلة الحريري.

"الخبر"، في نصِّه وسطوره، لم يأتِ بما يُمكِّن تلك القيادات من قوى الرابع عشر من آذار من اتِّخاذه دليلا على صحَّة اتِّهامها لدمشق بأنَّها هي التي زرعت تلك الظاهرة الإرهابية في شمال لبنان، وفي مخيم نهر البارد ومحيطه على وجه الخصوص؛ ولكنَّه انطوى على ما يؤكِّد ويعزِّز تهمة أخرى (مزدوجة) تُتَّهم فيها سورية، وهي أنَّ لها صلة بتنظيم "القاعدة"، في العراق، وأنَّ انتحاريين وعناصر مرتبطة بـ "القاعدة" يُدرَّبون ويُجَّهَزون (في عِلْم وموافقة السلطات السورية) في معسكر تدريب (في الأراضي السورية) كان يديره الإرهابي العبسي، ليرسلوا (في علمها وموافقتها أيضا) إلى العراق ليقاتلوا فيه كما قاتلوا ويقاتلوا.

ويقال إنَّ "أبو خالد العملة"، القيادي في "فتح الانتفاضة"، والمطرود منها الآن، قد عمل، عن وعي، أو عن غير وعي، على جَعْل فرع هذا التنظيم (فتح الانتفاضة) في مخيم نهر البارد "حصان طروادة" لجماعة "فتح الإسلام"، فمن خلال هذا "الحصان"، الذي لا ريب في عدم فلسطينيته، أسَّست جماعة "فتح الإسلام" وجودا لها في المخيم قبل أن تختطفه.

هذا "اللغز" اسْتَغْلَق أكثر، فالمعارضة اللبنانية التي يقودها "حزب الله" اتَّهمت قيادات من قوى الرابع عشر من آذار، في مقدَّمها سعد الحريري، بأنَّها، وبالتعاون مع أجهزة أمنية لبنانية، وغير لبنانية، هي التي جاءت بجماعة "فتح الإسلام"، ومكَّنتها من أن تبلغ ما بلغته من قوَّة ونفوذ، حتى تستعملها في مواجهة "حزب الله"، فقد ثَبُت في التجربة العراقية أنَّ الجماعات السياسية والعسكرية المذهبية (من شيعية وسنية) لا بدَّ منها لإشعال فتيل الحروب الأهلية الطائفية، ولتأجيجها، فالعصبية الطائفية والمذهبية لا تعدلها عصبية أخرى لجهة قدرتها على إعماء الأبصار والبصائر.

جماعة "فتح الإسلام" خانت، أو شقَّت عصا الطاعة، على ما يبدو، فتقرَّر، بالتالي، القضاء عليها؛ ولكن في طريقة تؤدِّي إلى الهدف ذاته. و"الطريقة" كانت هي هذا الصراع بالحديد والنار بينها وبين الجيش اللبناني؛ وبـ "قوَّة الضرورة"، وليس بـ "قوَّة المصادفة"، اتُّخِذ "المخيم" مسرحا لهذا الصراع.

إنَّ "القاعدة"، وما يشبهها، أو يتفرَّع منها، هي النسخة السياسية من "قصَّة إبليس".. قصَّة تمرُّد "المخلوق" على "خالقه"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - -لُغْز- العبسي!