أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هذا -النصر- اللعين!














المزيد.....

هذا -النصر- اللعين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


هذا "النصر" اللعين!

في "التحرير الثاني" لقطاع غزة، أي من الآن وصاعدا، ستَكْتَشِف قيادة حركة "حماس" أنَّ جزءا كبيرا، إنْ لم يكن الجزء الأكبر، من أسباب قوَّتها قد شرع يتلاشى إذ حسمت بالحديد والنار الصراع مع خصمها لمصلحتها، وكأنَّها لم تنتصر على خصمها هذا إلا لتهزم نفسها بيديها، ولِتُدْرِك بعد فوات الأوان، إذا ما أدركت، أنَّ هذا الخصم الذي حاربته حتى في عُقْر منزل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان درعا يحميها، ومظلَّة تقيها الشرور التي تُبَرْعم الآن في أحشاء "نصرها المبين".

متى يُزال "جدار الفصل" بين قطاع غزة والضفة الغربية والذي أقامته "حماس" إذ أخفقت في تَبَصُّر عواقب "حسم عسكري" لا يمكن أن يُغْرى به إلا مَنْ كان لديه من المصالح الشخصية والفئوية الضيقة ما يُعْجِزَه عن أن يكون قائدا سياسيا؟ لن يُزال، على ما أرى، أو على ما نراه من الوقائع والحقائق حتى الآن، إلا عندما يأتي "التحرير الثاني" بما يُكْرِه قيادة "حماس" على ما كانت في غنى عنه من "التنازل"، و"التراجع"، أو بما يؤكِّد أنَّ الاحتفاظ بالسلطة أهم بكثير من الاستيلاء عليها.

إنَّ "خيار المقاومة"، وبوجهها العسكري على وجه الخصوص، أو خيار "الجمع بين السلطة والمقاومة"، هو الضحية الأولى لخيار "الحسم العسكري" الذي أخذت به قيادة "حماس" إذ تراءى لها "النصر العسكري" في متناول يدها، فقطاع غزة في واقعه الجديد، أي في "تحريره الثاني"، إنَّما يتحدى "كتائب عز الدين القسَّام"، مع "صواريخ القسَّام"، أن تُثْبِت أنَّها لم تتخلَ (إن لم يكن رسميا ونظريا فعمليا على الأقل) عن التزامها خيار "المقاومة العسكرية".
هذا "التحرير الثاني" لن يأتي إلا بما يشدِّد الميل لدى قيادة "حماس" إلى حماية "نصرها المبين"، و"احتفاظها بالسلطة"، ولو من طريق مهادنة "العدو"، ومقايضة البقاء السياسي في قطاع غزة، الذي على كثرة تحريره وتحرره لم يتحرَّر بعد، بـ "الهدنة طويلة الأمد (عشر سنوات)". لقد سقط خيار "المقاومة العسكرية"، الذي طالما قالت به "حماس"، إذ "حرَّرت" قطاع غزة من سلطة رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس.

إنَّ "حماس" لم تملك من أهلية القيادة السياسية ما يمكِّنها من أن تفهم "التحرير الأوَّل" على حقيقته الموضوعية، فهو لم يأتِ لأهل القطاع إلا بما هو أسوأ من الاحتلال العسكري الإسرائيلي المباشِر، وهو هذا السجن الكبير الذي مُنِعَ عن نزلائه (عبر الحصار المالي والاقتصادي الدولي) الغذاء والدواء..

لو كان لدى "حماس" ما يكفي من أهلية القيادة السياسية لسعت، بعدما تأكَّد وثَبُت عجز حكومتها عن درء مخاطر "الحصار الدولي" عن الفلسطينيين، إلى التعاون مع الرئاسة الفلسطينية بما يَحْمِل قوى "الحصار الدولي" على إنهائه. لم تَقُم بهذا الذي كان ينبغي لها القيام به إظهارا وتأكيدا لجدارتها القيادية؛ وعِوَضا عن ذلك، مضت قُدُما في نهج داخلي ما كان ممكنا أن ينتهي إلى غير ما انتهى إليه من استجماع وتهيئة وتغذية لأسباب اقتتال كان "العامَّة من السجناء" ضحيته الكبرى.

وها هي الآن تجيء لأهل القطاع بما هو أدهى وأمر من المصائب التي حلَّت بهم من قبل، أي قبل "التحرير الثاني"، الذي في حقيقته الموضوعية لن يأتي إلا بما "يُحرِّر" الشعب الفلسطيني من قضيته وحقوقه القومية، التي في سبيلها قُتِل هذا الذي عاث "المنتصرون" في منزله فسادا!

إنَّ "المأساة الفلسطينية الجديدة" ستُعلِّم كل من له رغبة ومصلحة في التعلُّم أنَّ بعضاً من "النصر" ينبغي لقادة الشعوب اجتنابه، وبعضاً من "الهزائم" ينبغي لهم قبوله، فشتَّان ما بين "نصر حقير" و"انهزام جليل"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية -الإيمان- و-الإلحاد-.. نشوءاً وتطوُّراً
- -التقسيم الثاني- لفلسطين!
- -حماس- خانت شعبها!
- حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!
- مناورات على مقربة من -ديمونا-!
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هذا -النصر- اللعين!