أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -حماس- خانت شعبها!














المزيد.....

-حماس- خانت شعبها!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 13:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد أفْهَمْتَ لو خاطبتَ عاقلا؛ ولكن لم يبقَ من عقل لدى "القيادة الفعلية" لحركة "حماس" حتى تخاطبه، وتسعى في إقناعه، فالقوم لم يتخلُّوا عن بحثهم عن دليل على وجود النهار. لقد استسهلوا، إذ نظروا إلى الشعب الفلسطيني ومصالحه وحقوقه وقضيته القومية عَبْر ثُقْب الإبرة السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، الزجَّ بالشعب الفلسطيني، بدءا من قطاع غزَّة الذي "حرَّرته" إسرائيل من مستوطنيها وجنودها من أجل أن يعيث فيه "عدوها المفيد"، في حرب أهلية، لن تنتصر فيها "حماس"، إذا ما انتصرت، إلا لتهدي انتصارها على طبق من فضَّة إلى "عدوِّها اليهودي اللدود".

"حماس" هي الآن، وبلا ريب، المصيبة التي حلَّت بالشعب الفلسطيني وقضيته القومية، فما عجزت عنه إسرائيل على مدى صراعها الضاري ضد الشعب الفلسطيني وقواه القيادية القومية والعلمانية واليسارية شرعت قيادة "حماس" تحاول النجاح فيه، متوهمة، وموهمة بعض الفلسطينيين، بأنَّ الحرب الأهلية الفلسطينية ستأتي حتما بنتائج يَصُح فيها قول "رُبَّ ضارة نافعة"، وستذلِّل العقبات من طريق "المجاهدين" من "كتائب القسَّام" و"القوَّة التنفيذية" المشتقة منها، فلو لم يُنْهَ "صلح الحديبية" لما فُتِحت مكة؛ وقد حان لـ "اتِّفاق مكة" أن يُنْهى من أجل فَتْح غزة، التي ما أن يَفْتحها مجاهدو "حماس" حتى يَدْخُل الفلسطينيون في "حماس" أفواجا!

من قبل، ومن أجل درء مخاطر الحرب الأهلية عن الفلسطينيين، جامَلْنا "حماس"، وساستها، الذين يسوسون الأمور بغير عقل حتى إذا نفذ أمرهم توهَّموا أنَّهم ساسة؛ ولكنَّ المجاملة لم تُجْدِ نفعا، وجَمَّلت البشاعة في قولهم وفعلهم، فنصرهم الانتخابي، الذي فاجأهم وهُم أغرار، أعمى أبصارهم وبصائرهم، ففهموه على أنَّه "الشرعية" التي تَصْلُح أن يتَّخِذوها سيفا يحاربون به كل شرعية نالتها واكتسبتها القضية القومية للشعب الفلسطيني بعرق ودماء أبنائها الذين لو جُبِلوا من طينٍ كالطين الذي جُبِلَت منه "حماس" لبَقِيَت تلك القضية على الحال التي تجتهد قيادة "حماس" في قيادة الشعب الفلسطيني إلى العودة إليها!

نَعْلَم أنَّ غالبية الناخبين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قد انتخبوا، في انتخابات المجلس التشريعي، "حماس" إذ رأوا في مرشَّحيها أناسٌ من ذوي النفوس الكبيرة؛ ولكن ما نفع "النفوس الكبيرة" إذا ما أكَّد أصحابها، بالقول والفعل، أنَّهم، في الوقت ذاته، من ذوي "العقول الصغيرة"، التي اسْتَصْغَرَت كل شأن فلسطيني في منتهى الأهمية حتى جعلها هذا الاستصغار تَسْتَصْغِر حتى مخاطر الحرب الأهلية.

لقد فشلوا إذ انْتُخِبوا، وحَكَموا من ثمَّ، في كل شيء. فشلوا في أن يؤسِّسوا للشعب الفلسطيني "مقاومةً" يمكن أن تعود عليه، وعلى قضيته القومية"، ولو بنزر من الفائدة التي يمكن وَزْنها بميزان عالَم السياسة الواقعي، فاخترعوا له "القنابل البشرية" و"صورايخ القسَّام"، التي لا ترعد وتبرق في إسرائيل إلا لتمطر على الفلسطينيين موتا ودمارا. وفشلوا في أن يحكموا بما يقي الفلسطينيين شر "الحصار الدولي"، ضاربين صفحا عن حقيقة أنَّهم قد فازوا بسلطة تَضْرِبُ جذورها المالية والاقتصادية.. عميقا في خارج المكان الذي فيه فازوا. وفشلوا إذ وعدوا الفلسطينيين بنهج سياسي جديد، تَظْهَر فيه وتتأكَّد "عبقرية" شيوخ "حماس" في الجَمْع الفَذ بين "المقاومة" و"السلطة"، فانتهت "التجربة الفريدة" إلى الإفراط في حُبِّ "السلطة"، والتفريط في "المقاومة"؛ وقد فضَّلوا بقاءً في "السلطة" لم يُبْقِ على شيء من "السلطة"، أو "المقاومة".

ثلاثة أشياء يحتاج إليها الشعب الفلسطيني احتياجه إلى الهواء والماء.. "المقاوِم الجيِّد"، و"المفاوِض الجيِّد"، و"الحاكم الجيِّد"، فجاءته "حماس" إذ انْتُخِبَت وحَكَمَت بـ "المقاوِم السيئ"، و"المفاوِض السيئ"، و"الحاكم السيئ"؛ وها هي قيادة "حماس" التي فشلت في كل شيء تَنْجَح في شيء واحد فحسب هو تحويل الفلسطيني من مُنْتَخِبٍ لها إلى مُنْتَحِبٍ على نفسه، يلعن اليوم الذي انْتَخَب فيه "حماس".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!
- مناورات على مقربة من -ديمونا-!
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك


المزيد.....




- لحظة القبض على صبي عمره 12 عاما يتسابق مع مراهق بالسيارة.. ش ...
- صحفيو غزة يدفعون ثمن الحقيقة
- العراق.. السوداني يشرف على الخطط الأمنية لعقد القمتين العربي ...
- الحوثيون يعلنون قصف هدف جنوب يافا
- رئيسة البرلمان الألماني: لا ينبغي للكنيسة أن تتحول إلى حزب س ...
- بسبب -تهديدات روسية- و-عودة ترامب-، مدنيون بولنديون يتوجهون ...
- زيلينسكي يرفض وقف إطلاق النار ل3 أيام ويوجه رسالة لمن سيحضر ...
- ترامب يُعلن كلا من 8 مايو و11 نوفمبر -يوم النصر- لأن -أميركا ...
- بنغلادش.. مظاهرة حاشدة ضد إصلاحات قانونية تضمن المساواة بين ...
- المغرب يطلق تحذيرا من خطر -سيبراني- كبير قد يطال المؤسسات ال ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -حماس- خانت شعبها!