أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - خُطّة لأمى















المزيد.....

خُطّة لأمى


محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 05:38
المحور: كتابات ساخرة
    


رقدت على ظهري .. وأخذت الفكرة تلو الفكرة .. قلبت الأمور على الوجوه .. تفحصتها عن قرب .. ومن بعيد .. أحسست خجلا وتصببتُ عرقا ..ركبنى الخوف وتملكتني الرعشة ..انكمشت في ذاتي ؛ فهبطت على رأسي .. الخُطّة ؛ هي الحل لوخز الضمير.. وعلى بساط السرعة؛ ارتديت ملابسي.. وأنسلخت بخطتي خارجا ..إلى والدتي الحاجة .....
وعلى الباب أدرت المفتاح بهدوء ؛
فردتُ الوجه و رسمت ابتسامة، أخذت نفسا عميقا و بسطت خطتي للسير .. و .. بصوت عال؛ يا حاجة.. يا أمي ..ياست الكل؛ أين أنت ؟..السلام عليكم .. أين هي بأركان الشقة الشاسعة..؟ .. راقدة على سريرها..!.. مستندة على مخدة خلف رأسها شاردة في سقف الحجرة الكالح ..انحنيت مُقبّلا رأسها ويديها وجلست على الأريكة المجاورة لسريرها.. تلاقت العيون في صمت؛ وجها بالوجه .. أخذتنا المعاني في سكون .. أشاحت بوجهها .. أقشعر بدني.. نكست رأسي .. و بصوت خفيض في نفسي قلت؛ الخطة .. الخُطّة ؛ مسرعا.. فردت السبابة اليمنى على خدي الأيمن وأحطت بقية أصابعي بذقني.. في وضع الاستعداد التام..، لم تتأخر الوالدة و بدأت حديثها من فورها وبصوت متماوج ترافقه شهقات موسيقية متناغمة؛ مش أنى كنت با موت أمبارح.. وومضات فسفورية فى الوجه؛ اصفر..اخضر ..ازرق..! ، استقبلتُ الذبذبات وقرأت الصورة و قلت بوضوح ؛.. ألف سلامة يا ست الكل.. سامحيني كنت مشغول جدا بالأيام الماضية.. أحكى لي ما حدث بالتفصيل..؟.. ، ما فيش.. كنت بسوي ( كوباية) حلبة.. كنت حقع على البوتاجاز.. ،.. كبرت.. نقرتُ بالسبابة نقرتين خفيفتين على صدغي وأردفت بقافلة من الجُمل؛ خدي بالك يا حاجة.. بعيد الشر عنك.. اللي يكرهك..أنت البركة.. ، تربعتْ فى منتصف سريرها.. ووضعتْ رأسها الملوية على صدرها بين كفيها ولاحت منها نصف ابتسامة لي ..، همستُ لنفسي بفخروتكبر ؛ الخطة ماشية .. وهلت بشائرها ،.. زادت الحاجة في حديثها و من تحت ضرسيها كخصلة فيها أبغضها ؛ أنت كنت فين من أسبوع !؟..، نقرت ثلاث نقرات وأمسكت الكلام إلا من همس؛ الخطة ..الخطة .. ثم خرجت كلماتي شاردة؛ والله.. الأولاد.. مذاكرة البنت الصغيرة.. والولد مريض و..الحرارة نار ... ، لم تُعجبها لجاجتي ..
، باغتتنى؛
بتأوهات مفاجأة؛ آي..آي.. وتحسستْ أصابع قدميها.. تشابكت وتداخلت أصابع القدمين مع اليدين .. لكن عيونها كانت ترقبني .. وارتفع الصوت ألما ؛ رجلي بتآكلنى والظاهر عندي النقرس.. قذفتنى بنظرة ثاقبة..قلت مرغما ؛ نقرص !!..وفورا ؛ اغرورقت عيناها بالدموع..سالت الدموع .. ،أظلمت الدنيا ..، أحس الدمع يطفر من قلبي ..وأكرر في سرى مشجعا ؛ الخطة يا سليم.. فضربت صدغي عشرة نقرات متتالية ..لا ؛ عشرين .. وسجنت دموعي.. ولا ادر.. كانت دموع الغيظ أم دموع شفقة !.. وكل ما أدري أنني نهضت من مقعدي وانكببت على قدميها؛ تدليك.. وتدليك في القدمين ووصعدت لأعلى الكاحلين و .. فانفجرت منها الابتسامة الحلوة .. وظرفتنى بظرف ؛ يا واد قوم روح لمرآتك روح.. وعندما رأت ابتسامتي .. أضافت 0؛ الأولاد حلوين ؟..،.. رتبت نفسى المتناثرة وقلت ؛ يبوسوا أيدك يا حاجة ...،ثم .. ناولتني ظهرها..! و..عدلتْ من طرحتها السوداء على رأسها وغطت نصف وجهها ؛ عندئذ أمسكت بذقنى جيدا و همست ؛ ستقيم الآن المناحة لك وسأفشل في خطتى ..،..و..خرج صوتها بــ ؛أنى عوزة أروح للدكتورة دلوقتى..، .. خيرا ؛ يا ست الكل ؟..0 ..حاجة كده ، أنت أبنى بصحيح لكن ..ما قدرش أقولك عليها.. ،.. فهمت .. حاضر هيا الآن؟ .. و تحت أمرك ولك الطاعة ..0،.. رفعتْ الغطاء وأعطتني وجهها وقالت ؛ غدا تكون عندي ونذهب معا ...0.. حاضر بأي وقت تشائين ..،دورتْ مجرى الحديث ..!.. وتلك عادة فيها لا تريحني أيضا .. و مدت يديها في صدرها لتحضر ( بوك ) وسلخت منه خمسة جنيهات.. وتأملتْ قسمات وجهي وهى تقول ؛ ..،.. خذ اشترى فاكهة وتعالى .. وآلا معاك فلوس ؟! ..، لم اضرب صدغي هذى المرة ولكنني وللصدق ؛ انتصبت واقفا بشهامة وتحسست جيوبي وقلت ؛ لا.. معي .. وخرجت أُدور نفسي فيما حدث؛
......،
وعدت بالفاكهة..
فجلستُ ملاصقا لها ..، ..عرتْ ذراعيها .. حملقتْ فيها .. تحسستْ أحد العروق بعد عملية بحث مضنية .. قالت ؛ أنظر ؛ هذا العرق يفر منه الدم بسرعة ...، تبعثرت منى الابتسامة يمنة ويسرة.. ونطقت ؛ أصل الدم الخفيف سريع الجريان ..، وفجأة نظرت إلىّ مليا و قالت ؛ الحنان لا يباع ولا يشترى .. كلآتكم مثل بعض ..أرأيت إخوتك الرجالة..؟..الله يرحمك يا ثناء ..يا حبيبتى !.. هووه أنى كنت عملت إيه ..؟! ألستُ أمهم ؟!،.. وتساقطت دموعها انهارا.. وللحق ؛ تملكني الغيظ ولملمت شهقاتي .. وودت لو قلت لها ؛ أتحتاجين شيئا يا أمي .. وأتركها وأنصرف هروبا لحال سبيلي كما يفعل إخوتي معها ..وكما افعل كثيرا .. وكانت سترد كخصلتها .. وتخرج كلماتها ممزعة حزينة ؛ لا .. يا ضناي.. بالسلامة ..الله معك ..روح روح..رجالة قال .. ، ولم تطاوعني نفسي ولكنني .. أمعنتُ النظر فيها وكأني أراها لأول مرة ؛ امرأة حطت السنون على وجهها وبلغ الشيب منها مبلغا .. وتعجبت هامسا ؛ أهكذا كبرت أمي فجأة ..؟..أيام قليلة أنقطع عنها ..!.. تكبر وتشيخ هكذا !؟.. لفتني دوامة من الدوار..تهت فيها .. ونشلتُ نفسي بصعوبة بالقول ؛
أنت لم تتأملها إلا الآن ؟!........
زدت في نفسي ؛ وقد علا صوتي برغم عنى ؛ ساعديني .. الخُطّة ..الخُطّة ، وفجأة ألتفت ناحيتي وقالت ؛ 0.. خُطّة إيه يا ولد ؟!.. تحت لسانك بحصة ؟ ..أرنى فمك ؟! .. وأرنى يديك ؟..ضحكت لدرجة تساقطت منى دموعي ..، مصمصتْ أمي شفتيها.. وفجأة ؛ فزت واقفة ودنت منى .. ففتحت فمي .. ونفضت يدي .. ومسحت دموعي ..،..0.. قالت بعد ان غابت فى التأمل ؛ رأيت بتمثيلية سورية ..الممثل كان تحت لسانه ....، على الفور؛انتفضتُ .. أُقبل رأسها ويديها .. أغرقتها بالقُبل والبسمات .. فاغرورقت عيناها بالدموع ... امسح دموعها.. اندفعت عيني خلفها تزرف العبرات .. شعرت ؛ بغبطة وراحة .. لم أذق طعما لها من قبل .. برغم البكاء الزائد الملوحة والمُر..أجلستها وكسرتُ قدمي بنصف جلوس تحت رجليها .. أطبطب على ساقيها .. ولكننى ؛ وجدت يدي تطرق طرقا على فخذي ..معبرة عن سعادتي وانشراح قلبى برغم امتلأ ه ندما على أيامي الماضية ..!...



#محمد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عينك ؛ معانا لو سمحت
- عينك معانا لو سمحت ?
- مأمأة و مأمأة
- جفف دمعك
- مشاهد ل عجول الأرض العربية ؛
- منك لله يا صابر
- جيتو جيتو بأسوجة الفصل العنصري
- شبعان موت: مبروك يا أخ
- بيضا زى الفل..الراس
- نفسك فى أيه يا مواطن يا حمار !؟
- سأضع عينى فى صوابعك
- حاورني ببساطة وخذ الموزة
- بالسبابة اليمنى نزل فيها ضرب !
- موتنى وعرفنى الحبل على مين
- خذ صوابعك وأناملى؛
- التشليح والخيار
- خللي البساط أحمدي
- الفوضى..على أنغام شجية للغلابة
- يا عم روووح ما بعدك روووح
- أمجاد يا عرب أمجاد ..هات رقبتك هات


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - خُطّة لأمى