أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم البيك - مساءٌ مختصر














المزيد.....

مساءٌ مختصر


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


تركتُ البيت فجأة. رميتُ ما كان بين يدي. نزلتُ إلى السيارة، أدرتُ المحرك و مضيت.
وصلت إلى منطقة الكاسر في أبو ظبي، حيث لا أمواج للبحر هناك. مياه مالحة راكدة مشتدٌ أزرقها، تتحرش بصخورٍ تتمنع أحياناً، و أحياناً يتكسر الحياء فيها فتمارس حباً مع مياه متسللة من بين انكسارات بحرها: تلك الصخور تكسر الأمواج فيخنع البحر للمدينة و يصلها مستسلماً مستكيناً، مكتفياً بمياه تتحرش بصخورها، فسُمّيت المنطقة بالكاسر.
ألقيت بنفسي خارج السيارة و مشيت مبتعداً عن الرصيف بغير وجهة. سحرٌ ما سحبني من خلال الأشجار و خليط الرمل و العشب، إلى حيث الصخور، و كأنني على موعد مع مداعبة المياه لإحداها ، فأشهد حباً جديداً، و كأنني أردت أن يكتمل ذلك المساء قُبيل احمرار الشمس خجلاً فتتلاشى، و يشتعل الليل بنوره الأسود.
صرت أمشي محاذياً صخرة و مياهها، أنظر إليهما تارة، و تارة إلى رجل تقدّم العمر به، اقتعدَ احدى الصخور الرطبة و جعلَ ينتظر أن تعلق سمكة في صنارته، و إلى حينه يمضي الوقت بالنزق و اليأس و لعن الطقس. رآني أراقبه و لما ما خجلت، و لا درت برأسي عنه حينها، ظل ينظر إليّ مستغضباً اتخاذي لفشله تسلية في هذا المساء.
لم أعرف لماذا تركت البيت، و لماذا كانت تلك وجهتي، و لم أعرف لماذا أراقب الرجل بنفاذ صبر و لماذا لم أزح ناظريّ عنه.
قبل عودتي سألت حفنة المياه على حافة البحر، مستلقية على حضن الصخرة: هل ستحبني يوماً؟ أم أن شعوري هذا يكفي اثنين، فلا هي ترى حاجة لحبها لي و لا أنا ربما؟
أحتاجها لتشهد معي هذا الحب، لأحكي لها عن المياه و الصخرة، و عن وجودها معي هنا، تُسمِعني ضحكاتها عليهما، و تعليقاتها. فهل أكتفي بصوتها الآن؟
اتصلت بها لحظتئذن، و ما حظيت حتى بصوتها. سمعت أنين هاتفها، ظلّ يئن متلمساً تبرير غيابها، إلى أن انقطع .
عدت بعد أن استأثرا بطقوسهما، و ما سمعت جواباً. و عرفت حينها لماذا أتيت. و لماذا عشقت ذلك المساء الذي يشبهها، رأيت حبي لها و شعرت به يتململ في حضور مسامات روحي كلها، يتأهب للاستيقاظ، في مساء ضمّ لحظة عشق و آثر الرحيل.



كاتب فلسطيني مقيم في أبو ظبي
www.horria.org
[email protected]



#سليم_البيك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان اسمها -الهدف-، و لا يزال
- ذاكرة جدي ترتعش
- كالأطفال أعجنها.. كالأطفال لا أصدق
- أبعد.. إلى طين المخيم
- كتحية ألقتها عند الباب، كنتُ، و خرجتْ
- مشاهد أقرب و أبعد
- ليش يا -رميش-.. ؟
- همس كحيفا.. أو أبرد قليلا
- بين حنين و جنون
- فيمينسونجي ... feminiswanji
- امرأة الرسالة.. لوحة تروى بالأمكنة
- من قال لم يقرعوا الجدران..؟
- تداخلات يوم واحد
- مضرّج بالأمكنة
- لقطة.. حرية
- هنا.. هناك
- عن الجليل و أيلول
- بيسارك.. على يسارك
- عالبيعة يا خيار
- قصة عاشق اسمه أبو علي مصطفى


المزيد.....




- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...
- في ليبيا: السوريون يواجهون أوضاعا إنسانية وقانونية صعبة في ظ ...
- Maturity: ألبوم لنادر بن عن المنفى والإنتماء بإيقاعات الفولك ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم البيك - مساءٌ مختصر