أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - لماذا يفشل المثقف الحر في في انتاج ابداع مختلف (المثقف والمؤسسة والابداع .. تكامل معرفي وانساني)















المزيد.....

لماذا يفشل المثقف الحر في في انتاج ابداع مختلف (المثقف والمؤسسة والابداع .. تكامل معرفي وانساني)


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كانت العلاقة بين المثقف والمؤسسة في الازمنة الدكتاتورية علاقة ذوبان واضمحلال نهائي لاية فردية او اختلاف داخل البنية الثقافية لهذه المؤسسة، وذلك بسبب الحدود المغلقة للثقافة والمعرفة في الازمنة السابقة، ولكن هل اختلفت اليوم هذه الحدود او زال مفعولها من حيث سيطرة ادوات الخضوع والطاعة وتبني قيم وافكار المؤسسة علي انها جاهز ينبغي السعي خلفه من اجل الحصول علي المكتسبات والاستمرار في انتاج لحظات ثقافية غير فاعلة او مشاركة في الابداع والخلق، وهنا نقول ان الازمنة الحالية لديها جاهزها المختلف عن الماضي وذلك بفعل التغيير الذي حصل في العراق وبفعل وجود التعدد في المؤسسات الثقافية والاعلامية، الامر الذي ساعد علي ظهور المثقف في اشكال وصور مغايرة تسمح له في ممارسة حقه الطبيعي في إبداء الرأي والحرية في ممارسة نقد وتعرية الاشكال الاجتماعية والثقافية والسياسية الزائفة، بالرغم من وجود الاشكالية التي يعيشها المثقف من حيث تحول السلطة ذاتها من سلطة دولة امنية ضابطة لحريات الناس وسلوكها الي سلطة مجتمع تتداخل فيه سلطة التيارات الاصولية الشمولية، تلك التي تريد ان تحدد خيارات الثقافة والمعرفة ضمن قيمها وسلوكها العام، وهذا المجتمع ايضا اصبح داخل الدولة ذاتها، وذلك الامر من الممكن ان يعطل عملية التطور الاجتماعي المنشود مادامت فكرة الحرية غير متبلورة اجتماعيا كسلوك جمعي وثقافي، وهنا يصبح المثقف يعيش حالة الترقب والضبابية في اختيار المعني والافكار التي يريد ان يطرحها لدي المتلقي، فضلا عن وجود المؤسسات التي تعمل علي تنشيط وعي المثقف ضمن نسق ثقافي معين لا يمكن تجاوزه او الاتجاه ضمن صورة او حدود مختلفة عن ما تريده هذه المؤسسة، خصوصا اذا تعلق الامر بالمؤسسة الحزبية او الايديولوجية، تلك التي تعتمد نسقا ثقافيا لا يمكن ان يتخطى حدود المصالح التي تنتهجها هذه المؤسسة الايديولوجية، ولكن ذلك الامر لايمكن ان ينطبق علي المؤسسة الحزبية ضمن حدود النسبي فحسب، بل هنالك المؤسسة المدعومة من قبل الدولة ايضا، تلك التي يطالب فيها المثقف " المحرر او الكاتب فيها " الي كتابة عددا معينا من المقالات اسبوعيا ضمن مواضيع وافكار مختلفة من حين الي اخر، بطريقة تفتقد الي الفرادة والاختلاف من اجل ما نسميه، بالاستهلاك الثقافي او تمشية الحال لهذه المؤسسة وعدم اعتماد الاستكتاب كحق اصيل لدي كتاب اخرين من الممكن ان يضيؤا التجرية الثقافية وينتجوا المختلف عما هو سائد لدي المؤسسة الثقافية، وما غائب هناك يكمن في عملية فسح المجال لظهور الابداع والمختلف داخل البنية الثقافية والاجتماعية السائدة، فكل ما موجود لا يتمثل في محاولة انتاج ثقافة ابداعية جديدة بقدر ما هو تكرار يومي لانماط وعي زائفة وغير قادرة علي التواصل وتحقيق الاختلاف علي مستوي الثقافة بشكل عام.

مثقف غير مندمج
ان المثقف والمؤسسة بعدان مكملان لاحدهما الاخر، ولا توجد مؤسسة تتواصل مع العالم المعاش بشكل ابداعي حقيقي دون وجود عملية احترام رأي المثقف حتي وان كان مختلفا عن توجهاتها، والمؤسسة التي تضبط المثقف او تجعله تابعا لها فحسب دون وجود عملية المساءلة لماهية الثقافة التي ينتجها، فان هذه المؤسسة مصابة بالعجز عن التواصل والابداع، ومؤسساتنا العراقية الثقافية مصابة اليوم ضمن حدود النسبي الاكثري بتحديد دور المثقف وانهاء حالة الرفض لديه اي رفض الزائف والاشكالي الذي يمثل بالنسبة لديه عائقا في النمو والتواصل مع المحيط ذاته، وذلك الامر تتحمله كثيرا الثقافة الموروثة من الازمنة الدكتاتورية، فضلا عن حالة وضع المثقف الانساني والاقتصادي في العراق، كل ذلك يجعله أداة طيعة في خدمة المؤسسة، بل وصولا الي حالة التدجين الجميل والرحيم، ذلك المرتبط بالحنو والعطف والضم من قبل هذه المؤسسة وذلك الخطاب من المؤكد حاملا للزيف والكذب الحقيقي من اجل حب الظهور والانتشار علي حساب الابداع وغياب الموقف الانساني حول مجمل القضايا الاشكالية التي تعيشها الساحة العراقية الثقافية والاجتماعية والسياسية. ان المثقف الاشكالي يعيش بين نارين وفقا لتعبير مهدي النجار بل نقول انه يعيش بين اكثر من ذلك فهنالك الذات وما يعتريها من الشعور بالعالم المعاش وما يحدث من متناقضات فردية ومجتمعية، وهنالك نار المؤسسة التي تطالب المثقف بالخضوع والطاعة والامتثال لخطوطها المستقيمة، وهنالك ايضا نار المجتمع الذي دائما ما يسيء الفهم او يتم تحريضه وتعبئته ضد الافكار الجديدة والمختلفة من قبل الفاعلين الاجتماعين ضمن الشكل التقليدي الاصولي، وهكذا من الممكن ان يتحول الكاتب او المثقف شيئا فشيئا الي الاندماج ونسيان ذاته او نقول اطفاء النار والنور لديه متمثلا بحسه الانساني وشعوره بأن لديه موقفا يجب ان يقدمه الي الاخرين، لا بطريقة الوصاية والهيمنة بل ضمن حدود العرض والطرح المرتبط بالثقافة النسبية التي تحتمل الخطأ والصواب علي حد سواء، ونحن هنا نشبه ذلك المثقف المبدع الاشكالي بشخصية برومثيوس الذي سرق النار واعطاها للفقراء والجياع، ضمن حدود المختلف عن هذه الصورة في مجال المعرفة والوعي الثقافي كي يكون الاخير اكثر شعبية واجتماعية وبعيد عن وجود الهيمنة التي تدركها الايديولوجيا الزائفة، تلك التي تغيب الانسان وتجعله غير مدركا لعالمه المعاش علي انه من صنعه وابتكاره الي حد بعيد. ان المثقف المبدع يجد " ناره " اليوم في مختلف المؤسسات التي تساعده علي الحضور والانتشار سواء كانت هذه المؤسسات تابعة الي الدولة او مستقلة عنها، بالرغم من وجود الخطوط المستقيمة التي كثيرا ما تعيق عملية التطور الثقافي او ظهور البمدعين بشكل مغاير عن نسق المؤسسة الثقافية.

مؤسسة اليوم عاجزة ومترهلة
ان الابداع ما يزال غير مؤسس له ثقافيا كأصل مجتمعي يساهم فيه الجميع، دون ان يكون حكرا علي فئة معينة او مجموعة عالمة نخبوية تمارس التفكير الفوقي المتعالي علي الجماهير، والاخيرة تغدو رافضة للثقافة والمعرفة في وعيها اليومي وسلوكها لاسباب كثيرا ما صنعتها السلطة التقليدية المرتبطة بجعل العوام جهال لا يفقهون شيئا من امور دنياهم وحياتهم ومستقبلهم، وذلك بحجة ان الثقافة مخربة للوعي او هي مهدمة للتقاليد والعادات الاجتماعية السائدة، الامر الذي جعل الاخيرة غير مدركة من حيث السلوك والممارسة العامة من قبل الناس أنفسهم، وهكذا يغدو الابداع غريبا ضمن بنية الثقافة المجتمعية العراقية، ولا تحرك ساكنا مؤسساتنا الثقافية ضمن حدود النسي في جعل الابداع ظاهرة بشرية مستمرة ومتراكمة، ونحن هنا نعي جيدا دور السلط المتعاقبة في العراق، تلك التي افرغت المجتمع والمؤسسات ايضا من ايما ثقافة مدنية يسودها التسامح واحترام الاخرين ووجود التعددية المعرفية والقيمية علي انها جاهز حيوي لتقدم المجتمع وتطوره . ان اهتمام المؤسسة الثقافية في الابداع والمثقف ينبغي له ان يمر عبر مجموعة وسائل من الممكن ان تظهر من خلال : الاهتمام بما نسميه بالتراكم الثقافي الذي يفسح المجال لظهور الكثير من الباحثين والكتاب والمثقفين المبدعين، لا ان يتم احتلال المؤسسات الثقافية من قبل ادوات قديمة مترهلة وغير قادرة علي الابداع والعطاء تلك التي تحكم الساحة الثقافية اليوم ضمن حدود النسبي وليس المطلق، فهذه المؤسسة الثقافية الكبيرة التي تتبني مهرجانات ثقافية اسبوعية لا تستطيع ان تحقق من التراكم الثقافي شيئا يذكر بسبب هيمنة النخب الموجودة في تركيبتها الثقافية، او بسبب الخوف من المنافسة الثقافية من الممكن ان تزحزح القائمين عليها في حالة انتشار او ظهور باحثين ومثقفين جدد. ان التراكم الثقافي يتيح امكانية اكتشاف الهزيل والردئ من النماذج الثقافية والكائنات المحسوبة وهما على الثقافة وظلالها، من خلال تحقيق العامل الثاني والمتعلق بوجود النقد الثقافي الذي يعمل علي غربلة الايجابي والابداعي ضمن مجال الثقافي وظهوره بما يليق به احتفاء وتقدير، الامر الذي يحقق لدينا عمليا الجدل الضروري لتقدم الانسان والمجتمع والحضارة، بعد ان يتم استيعاب ما تأخر وتقادم علي مستوي الوعي والادراك البشريين من طرائق سلوك وعادات وتقاليد ومعارف خالية من عناصر التعايش مع بعضها البعض في الازمنة الراهنة، فضلا عن عدم وجود عاملي الجدل والنقد الممارس عليها. كل ذلك يتحقق بعد ان يوجد التكامل بين المؤسسة والمثقف والابداع وفق شروط وقواعد التسامح والمرونة داخل العملية الثقافية التي من شأنها ان تنقل المجتمع من طور الي اخر ضمن خصائص الابداع والتجديد والحرية الثقافية والانسانية بشكل عام.







#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب السياسية والوعي العمالي ( نكوص مجتمعي ام استقلال سيا ...
- المؤسسات الثقافية العراقية ( مصدر ابداع أم تأسيس فراغ معرفي ...
- جذور الغنيمة والانتهازية لدى المثقف العراقي (محاولة في نقد ا ...
- سيميائيات حجاب المرأة
- الكتابة بين نموذجين
- نحو مدينة عراقية ..بلا هوامش واطراف .. بلا عنف واستبداد
- الهويات المغلقة - الهويات المفتوحة
- نقد سلطة المعرفة .. الحداثة والتراث في مقاربة جديدة
- هل يمكننا تجاوز تاريخ الانغلاق في المجتمعات العربية الاسلامي ...
- التعليم وصناعة الخوف لدى الطلبة .. نحو تعليم عراقي جديد
- نحو تكوين فلسفة شعبية عراقية
- لحظة إعدام صدام .. نهاية الاستبداد في العالم العربي ؟
- خصائص تربية الابداع في المؤسسة التربوية العراقية
- جماليات الاحتلال
- الثابت والمتحول في انماط الاستبداد(الطريق الى مقاربة وطنية ت ...
- المعرفة العامة نسق ثقافي سلطوي
- المجتمع بين العقل والغريزة
- كتابة السلطة – سلطة الكتابة
- تاريخية العنف في المجتمعات العربية الاسلامية
- سلطة الايديولوجيا


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - لماذا يفشل المثقف الحر في في انتاج ابداع مختلف (المثقف والمؤسسة والابداع .. تكامل معرفي وانساني)