أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عواد احمد صالح - سيطرة حماس على غزة : نتائج ودلالات














المزيد.....

سيطرة حماس على غزة : نتائج ودلالات


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:41
المحور: القضية الفلسطينية
    



اذا كانت ثمة دلالات للأحداث التي جرت في غزة أي الصراع المسلح بين حركة حماس الإسلامية وحركة فتح الأقرب الى التمدن والعلمانية فان اولى هذه الدلالات هى ان قوى السلام السياسي في الشرق الاوسط والمنطقة العربية وبدوافع من قناعاتها الأيديولوجية الدينية لديها تعطش للسلطة لا حدود له .. وان ادعاءاتها بقبول الأخر والمشاركة السياسية في اطار الموجة الديمقراطية المدفوعة امريكيا ليست الا وهم وسراب .. ففي المرة الاولى استعملت هذه القوى اليات الديمقراطية وصناديق الأقتراح بطريقة مصلحية للوصول الى السلطة بدعم واسع وكبير من الجماهير المضللة والمخدرة دينيا كما جرى في فلسطين والعراق وجزئيا في مصر وذلك للبحث عن حلول سحرية لمشاكلها المزمنة عن طريق الشعارات الطوباوية والادعية التي تريد من خلالها اختراق معطيات الواقع ومعادلاته السياسية والانتصار على جميع الاعداء واولهم الصهاينة والامريكان والغرب الكافر !!! هكذا .
وكما فعل حسن نصر الله في لبنان مع اسرائيل بحثت حماس عن نصر مزعوم او " وعد صادق " يجعلها دولة موهومة داخل دولة لم يتحقق حتى الان قيامها : الدولة الفلسطينية الموعودة .
ان اهم نتيجة ودلالة هي اننا نشهد تراجعا ونكوصا على مستوى الوعي السياسي والحضاري : تحاول جميع قوى الاسلام السياسي باشكالها والوانها المتعددة العودة بنا الى مرحلة الطوائف والأمارات .. مرحلة ماقبل نشوء الدولة القومية الحديثة ، ويبدو ان التاريخ لايسير دائما الى الأمام وان منطق التطور منطق اهوج ومضلل خصوصا في عصر العولمة وصراع الاديان حيث تنبعث اشد الأفكار ظلامية وخرافة وتلقى قبولا من شرائح وقطاعات واسعة من الجماهير الامية المضطهدة والمقموعة فكريا واقتصاديا بفعل آليات تطور العولمة المتوحشة وسياسة الغرب المتغطرسة والتي تهدف الى تضليل وعي الشعوب في المحيط الرأسمالي بدفع هذه الشعوب للعودة الى "تراثها" اي كل ما كان قد تجاوزه التطور التاريخي .. العودة الى الافكار الموروثة من اجل تعميق هوة التمايز بين الغرب والشرق : أي اثبات ان الغرب هو صاحب المعطيات الحضارية والتقدم والديمقراطية وحقوق الأنسان وصاحب الرؤية الطليعية التي تنظر دائما الى الامام ... وان الشرق هو موطن البحث عن الماضي والتعلق بالأمجاد الغابرة وحضارة الاجداد وقيمها التي نتصارع الآن من خلالها مئة وثمانين درجة مع معطيا ت الحضارة الراهنة .
ان قوى الاسلام السياسي وكما اثبت احداث السنوات الاخيرة وبعد احتلال العراق وسيناريو التدمير المستمر برهنت وتبرهن كما فعلت حماس في غزة انها قوى تجزيئية تحاول تطبيق ايديولوجيتها المتعصبة واعلان دولتها اذا استطاعت حتى على قرية صغيرة نائية من قرى هذه الاقطار البسيطة والبدائية ، انها قوى مصابة بعقدة نقص وفصام (شيزوفرينيا ) تاريخية وتشعر بعزلتها وغربتها عن عالمها ومحيطها وعن منطق التطور الذي ترفضه جملة وتفصيلا .
النتائج الأخرى لأستيلاء حماس على مدينة غزة هي مزيد من التراجع والنكوص والعزلة والذي الذي سيصيب الشعب الفلسطيني المحاصر اصلا في غزة خصوصا بعدما ادركت الطبقات الحاكمة العربية والدول التي كانت تقدم لها المساعدة انها بات تشكل خطرا مع ما موجود من اخطار داخلية وخارجية عليها في سياق ما يفعلة التيار الديني المتطرف من افاعيل في المنطقة .
لقد ربحت حماس المعركة العسكرية ضد السلطة الفلسطينية وفتح في غزة ولكنها خسرت المعركة السياسية بكل معنى الكلمة .. فما يسمى المجتمع الدولي والمحيط العربي اعلن تاييدة للشرعية التي يمثلها محمود عباس وهذا يعني تطورا ايجابيا... تأييد التيار العقلاني والحضاري مقابل التيار المتعصب الرجعي والظلامي .
من النتائج الأخرى ... ان الشعوب العربية وشعوب الشرق عموما وكما حصل ويحصل في العراق واماكن اخرى ليست مهيأة حتى الآن لفهم معنى الحرية وتقبل فكرة الحوار والاختلاف في داخلها ومع الاخر وانها دائما بحاجة الى عقيدة ملهمة ورموز وزعامات تاريخية .
مطلوب ان تعي ذلك القوى التحررية وقوى اليسار خصوصا وان تلملم عدتها وعتادها من اجل خوض صراع مصيري صراع من اجل التقدم .... انه الصراع من اجل المستقبل اما تتقدم البشرية الى الأشتراكية او تتقهقر الى البربرية .

16- 6 2007



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لترميم الوهن
- في الذكرى الرابعة للحرب واحتلال العراق -محاولة لتحليل الحرب ...
- ماهي دلالات قمة الرياض
- التعايش في مجتمعات الاختلاف ليس ممكنا فقط بل ضروريا
- حتمية فشل استراتيجية بوش الجديدة في العراق
- إشكالية ثقافة التمدن والاختلاف الفكري والسياسي في المجتمعات ...
- هواجس تحت حظر التجوال
- بلاغة الاسم
- الفيدرالية هل هي ضرورة وحاجة واقعية للعراق ؟؟
- مساهمة في النقاش حول وحدة الماركسيين والأحزاب الماركسية
- ملاحظات حول مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمر الثام ...
- احداث 11 سبتمبر ذروة صعود الفكر السياسي الديني المسلح
- محنة الحريات المدنية في -العراق الجديد-
- رؤية ثانية للحرب الفاشية الأسرائيلية على لبنان
- عدوان الفاشية الصهيونية على لبنان بين منطق الغرب ومنطق العرب
- مرثية لآخر غثيانات التاريخ
- الأعلام العربي وصورة الحاضر
- فضاء الشجرة .... أبجدية/ إمرأة
- مرض اسمه العنف الأهوج
- أفق ومستقبل العلمانية في العالم العربي


المزيد.....




- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...
- -الغزيون يحبّون ترامب-.. سفير أميركا في إسرائيل يحذف منشورًا ...
- عقوبات واشنطن قد تحرم مسؤولين فلسطينيين من حضور مؤتمر نيويور ...
- تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في -أخلاقيات الحرب- عل ...
- القسام تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي والمبعوث الأمريكي يعد بزيا ...
- عشرات القتلى بهجومين شنهما مسلحون في بوركينا فاسو
- قمة تركية ليبية إيطالية تبحث ملف الهجرة وتحديات حوض المتوسط ...
- والدة الطفل الفلسطيني أمير تروي مأساة فقدان ابنها
- مصادر: ترامب يتطلع لضم أذربيجان ودول بآسيا الوسطى لاتفاقيات ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عواد احمد صالح - سيطرة حماس على غزة : نتائج ودلالات