أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عواد احمد صالح - مرض اسمه العنف الأهوج














المزيد.....

مرض اسمه العنف الأهوج


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:33
المحور: حقوق الانسان
    


العنف الذي يطال العراقيين يوميا ويحصد آلاف الأبرياء ويقطع اوصال شجرة الحياة هو عنف اهوج بكل المقاييس .. انه عنف اعمى ومرض خطير ونوع من الفوضى العقلية ..ولعله يمتد ويرجع الى رواسب الطغيان الذي عاشه العراقيون خلال الحقبة البائدة حيث تعلم العراقيون أخلاق وثقافة العنف والفوضى .. ومسخت شخصياتهم وصودر تفكيرهم الحر وحريتهم الفردية .. فأخلاق الحرية غريبة على افراد عائلة كبيرة استعذبت طغيان الأب وجبروته وتعودت ان تسير في ركاب مايريد ويفعل وان لا تفكر خارج ما يفكر هو ويريد ..وهكذا كما يقول ادونيس " بدلا من ان يحيى الأنسان العراقي ويفكر كما لو انه محكوم بالحرية ، كان على العكس يفكر ويعمل ويحيى كما لو انه محكوم بالعبودية" . لنتأمل هذا القول الذي هو تحصيل حاصل لبناء نفسي - اجتماعي خطير غير سوي يهيمن على الحالة العراقية ويتضمن من جملة ما يضمن رفض ثقافة الحرية ثقافة الذات المحررة من كوابيس وسائل القمع والهيمنة ، الذات التي تعي خصوصياتها .. وبدلا من ذلك يتمسك سلوكا وممارسة بثقافة الأنصياع لجبروت مصطنع يصنعه او يبحث عنه في غياب كامل لوعي انساني سوي ومتوازن ..او هو يمارس نوعا من تدمير الذات وتدمير الآخر نتيجة لإحساسه المفرط بالضياع والتوتر .
لقد تعود الأنسان العراقي على عبادة الحاكم القوي المستبد الذي لايني بمناسبة وغيرها يسلخ جلود البشر كانها شياه ويلقي بهم في اتون محارق الحروب او المقابر .. وقام بعد غياب ذلك المستبد يمارس اساليبه البشعة تجاه ابناء جلدته تمثيلا وتمثلا .. فهو يقتل لمجرد القتل ويمارس التعذيب وتقطيع الأوصال بهدف التلذذ الوحشي والبدائي في اطار سادية مريضة ومتوحشة ومقرفة حقا ..انه بذلك يفقد حسه الأنساني وسوائيته الاجتماعية .. وامعانا في الغرق والأستغراق قام العراقي المغلوب على امره يقدم ولاءه ويبسط طاعته لنماذج غريبة من البشر طارئة على محيطة حقنته بوصفات عقائدية غريبة ومريضة لا ترى استمرارا للحياة الا بالسقوط في هاوية الموت ..تنظر اليها بمنظار اسود وقاتم معبأة بثقافة غاية في البدائية والغرابة تنحو لآقامة ملكها المتهالك على الخراب ونثار الجثث والجماجم ..
ان شرعة العنف التهمت آلاف الناس البسطاء والمغلوبين المنسيين وهم الذين يعنون لنا في مقاييس الأنسانية كل شيء مثلما التهمت النجوم من الصحفيين والكتاب والمثقفين والعلماء والاطباء وكبار اساتذة الجامعات .. بهدف تفريغ البلد من العقول المفكرة المدبرة والمتحضرة تمهيدا لكي ينصاع الناس او من يتبقى منهم لجبروت الغوغاء وسطوة القطيع .. ومثلما تهيمن على العقل الجمعي للانسان العراقي سلطة الماضي القريب او البعيد القائمة على مبدأ العنف والقتل فانه تتظافر عليه سطوة الطائفية المذهبية والعشائرية وشتى الولاءات والهويات الجزئية والثانوية التي تمعن في امتهان كرامة الأنسان : قتله وتقطيع اوصاله وتفتيت نسيجه الأجتماعي والنفسي .. للعنف الأعمى اوجه متعددة والوان متعددة ..انه مرض يستشري مثل النار في الهشيم ، لكن طريقه وهدفه واحد هو تدمير وقتل الأنسان ...
ولأمر ماحدث في التاريخ ان قامت شعوب بتدمير نفسها وحضارتها بهذه الطريقة بسبب الصراع المرضي والتناقض الذي تعيشه في داخلها .. ذلك التناقض الاشد خطرا من تناقضها وصراعها مع المحتل .. عندما يعي الشعب ان عليه ان يتخلص من كل عقد الماضي والحاضر ويتجاوزها مدركا ان عليه ان يتحرر من الأوهام المرضية ومنها موجة العنف الطائفي والقتل المجاني عند ذلك يبدأ الطريق الى الحرية الى الخلاص من الأحتلال الأجنبي ومن جميع رواسب ثقافة الولاء والعماء ....
ايها العراقيون ان خطر العنف يجر البلد الى شفا الهاوية انه ماثل امامكم فافعلوا أي شيء ففي ايديكم حبل النجاة .. بادروا قبل فوات الأوان ..

12-3-2006



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفق ومستقبل العلمانية في العالم العربي
- التغيرات التي طرأت على وضع الطبقة العاملة ودورها السياسي
- الماركسية والدين - تعقيب على مقال مايكل لوف
- مقدمة ثانية لتاريخ ملوك الطوائف
- اطروحات حول المسألة الطائفية في العراق
- المرأة بين سلطة الرجل ونار المجتمع
- إمرأة لكل المواسم
- في الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية
- سبات آدم
- بعد فوز حماس : ما هو مستقبل التغيير الديمقراطي في المنطقة ال ...
- خريف السلالات
- حول أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي وجذور الإصلاحية في الحركة ا ...
- اصقاع خربة
- الصفات لك ايها الفجر المورق
- مطلب الفيدرالية : بين فيدرالية كردستان وفيدرالية الجنوب
- الحقائق التي افرزتها الأنتخابات العراقية
- الحقائق التي افرزتها الانتخابات
- القائمة العراقية الوطنية ضمانة لترسيخ الديمقراطية ووضعها في ...
- لمناسبة الذكرى 88 لثورة اكتوبر الأشتراكية العظمى: بعض الدروس ...
- اشكالية الديموقراطية والأصلاح السياسي في العالم العربي


المزيد.....




- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عواد احمد صالح - مرض اسمه العنف الأهوج