إختتام مؤتمرالاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة في سيدني: تضامن عالمي من أجل مستقبل عادل للعمال


جهاد عقل
الحوار المتمدن - العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 14:14
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

اختتم الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة (IndustriALL) أعمال مؤتمره العالمي الرابع، بأجواء حماسية مصممة على مواصلة الوحدة والنضال للعاملين في مختلف المهن الصناعية ، الذي انعقد في مدينة سيدني الأسترالية أيام 4-7 تشرين ثاني /نوفمبر 2025 بحضور أكثر من 1000 نقابي ونقابية بمشاركة وفود نقابية من نحو مئة دولة، ونقابات قطاعية من التعدين والطاقة والصناعات التحويلية والنسيج والالكترونيات والبتروكيماويات، إلى جانب وفود نسائية وشبابية وقيادات عمالية من مختلف مناطق العالم.
جاء المؤتمر في لحظة عالمية تتقاطع فيها أزمات المناخ والاقتصاد والديمقراطية وحقوق العمال، وفي سياق تتراجع فيه مساحة الحقوق الاجتماعية أمام هيمنة رأس المال المعولم وتوسع الشركات العابرة للحدود وسياسات التقشف، ما جعل المؤتمر مناسبة لإعادة صياغة موقع الحركة النقابية العالمية ودورها في الدفاع عن الكرامة والعمل اللائق والمساواة والعدالة الاجتماعية.
فيما يلي استعراض ملخص ومختصر لأيام المؤتمر:

* اليوم التحضيري: النساء في قلب الحركة النقابية العالمية
افتُتحت أشغال المؤتمر قبل انطلاق الجلسات الرسمية باجتماع موسّع للنساء النقابيات من مختلف القطاعات والدول، كان بمثابة إعلان واضح أن النسوية النقابية ليست هامشًا بل جزء أساسي من بنية الحركة العمالية.
تمحورالاجتماع على هدفين رئيسيين:
1) تعزيز مشاركة النساء في مواقع صنع القرار
2) إدماج العدالة الجندرية ضمن برامج التنظيم والمفاوضة والعمل الجماعي

* اليوم الأول: الافتتاح — الثقافة والذاكرة المشتركة للتضامن
لم يبدأ المؤتمر بخطابات سياسية، بل بـ “ترحيب بالأرض” تكريمًا للشعوب الأصلية في أستراليا، تلاه أداء موسيقي ورقصات من التراث الأسترالي الأصلي والماوري من نيوزيلندا.
قالت ماري نيلسون، رئيسة الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة :
"نواجه صعود السلطوية وأزمة المناخ وتراجع الحقوق الديمقراطية، لكن قوتنا هي تضامننا."
أما ميشيل أونيل رئيسة مجلس النقابات الأسترالية فقالت:
"لا جواب على رأس المال المنظم إلا العمال المنظمون."
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي:
"النمو والعدالة يتعززان معًا. التضامن ليس لحظة، بل هو مبدأ دائم."

* اليوم الثاني: مواجهة رأس المال العالمي
ناقش المؤتمر كيفية مواجهة الشركات العابرة للحدود، عبر:
- اتفاقات إطار عالمية قابلة للتطبيق
- بناء شبكات نقابية في سلاسل التوريد
- تنظيم العمال عبر الحدود بدل أن توضع العمالة في منافسة فيما بينها

* اليوم الثالث: القرارات
1) التجارة العالمية: يجب أن تخدم العمال لا الشركات
2) القرار النسوي: إنهاء جميع أشكال التمييز وبناء نقابات ديمقراطية
3) السلام العالمي: الدعوة إلى سلام قائم على العدالة وحقوق الإنسان
4) قرار طارئ – ليبيريا: إدانة الاعتداء على عمال شركة SEGAL

* فلسطين في قلب النقاش
أكد الوفد الفلسطيني أن السلام الحقيقي لا يقوم إلا على العدالة وكرامة الإنسان وإنهاء الاحتلال، ودعا لإحياء يوم التضامن مع فلسطين (29 تشرين الثاني).
الكتلة النقابية العربية
تبلورت كتلة نقابية عربية واضحة داخل المؤتمر، عبّرت عن رفض الاستعمار والاستغلال والدفاع عن القطاع العام والعمل اللائق.

*انتخاب قيادة الإتحاد وهيئاته
وفي جلسة خاصة جرى إنتخاب قيادة الإتحاد للدورة القادمة واللجنة التنفيذية للإتحاد وقيادات المناطق ، وقد إنتخبت النقابية الألمانية كريستيانه بينررئيسة الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة للدورة الجديدة ، وجرى تجديد انتخاب النقابي النرويجي تلأصل إتل هوي كأمين عام للإتحاد لدورة إضافية ، كما انتخبت النقابية الفلسطينية سحرعبدو عضواً في اللجة التنفيذية للإتحاد ومعها زميلها التونسي الحبيب الحزامي.
وضمن التمثيل العربي ووفق ما جاء في جريد "الشعب " التونسية يوم 5.11.2025 "جرى إنتخاب النقابي الحبيب الحزامي بالإجماع نائباً لرئيس الإتحاد الدولي للصناعات بإقليم شمال أفريقيا والشرق الأوسط وإنتخاب النقابي العراقي حسن جمعة الأمين العام لإتحاد نقابات الفط والبتروكيماويات بالعراق ، على أن يتولى النقابي الحبيب الحزامي الرئاسة خلال نصف المدة النيابي ثم ينوبه النقابي حسن جمعة. ويشار الى أن انتخاب الحبيب الحزامي عضواً باللجنة التنفيذية الدولية ورئيس مشارك في قطاع النسيج والملابس على المستوى الدولي".
*في الختام
قالت كريستيانه بينر رئيسة الإتحاد المنتخبة حديثاً:
"بعضنا يخاطر بحريته، وبعضنا يخاطر بحياته عند تنظيم العمال. لكننا نناضل جنبًا إلى جنب."
بدوري كنقابي وباحث في القضايا النقابية أختتم هذا المقال بالقول :” إن هذا المؤتمر لم يكن مناسبة تنظيمية فحسب، بل كان استعادة لمعنى الحركة النقابية نفسها: أننا لسنا شهودًا على العالم، بل صانعيه.يخرج الملاء والزميلات من سيدني بحقيقة واحدة:
العالم يتغير - لكننا نحن من يقرر كيف يتغير.عاشت الحركة العمالية العالمية.عاشت فلسطين حرّة”.