استطلاع جمعية الصحفيين العرب ومن الشرق الأوسط (AMEJA): معايير مزدوجة وتحديات متزايدة في غرف الأخبار الأمريكية
جهاد عقل
الحوار المتمدن
-
العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 08:44
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
مقدمة
في ظل تصاعد الاستقطاب الإعلامي والسياسي في الولايات المتحدة منذ الحرب على غزة عام 2023، يقدّم هذا الاستطلاع الذي أجرته جمعية الصحفيين العرب ومن الشرق الأوسط (AMEJA) نافذة مهمة لفهم الكيفية التي يُنظر بها إلى الصحفيين المنحدرين من أصول عربية وشرق أوسطية داخل غرف الأخبار الأمريكية.
لا يقتصر الأمر على كشف معايير مزدوجة في التعامل معهم، بل يكشف أيضًا عن فجوات أعمق في بنية الإعلام الأمريكي نفسه، تتعلق بالتمثيل، والثقة، والخط التحريري حين يتعلق الأمر بتغطية قضايا المنطقة.
من خلال هذا العرض التحليلي، نحاول إبراز أهم نتائج هذا الاستطلاع، وقراءة دلالاته المهنية والثقافية، واقتراح مسارات إصلاح محتملة نحو إعلام أكثر توازنًا وإنصافًا.
* واقع الصحفيين العرب في الولايات المتحدة
في لحظة حساسة يشهد فيها الإعلام العالمي مراجعة جذرية لتغطياته للحرب على غزة، كشفت جمعية الصحفيين العرب ومن الشرق الأوسط (AMEJA) في الولايات المتحدة عن نتائج استطلاع مثيرة للقلق حول واقع الصحفيين المنحدرين من أصول عربية أو شرق أوسطية في غرف الأخبار الأمريكية.
* أبرز النتائج بالأرقام
• 85٪ من الصحفيين أفادوا بأن تقاريرهم عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تخضع لـ"معيار أعلى من الحياد".
• 68٪ لاحظوا تغيّرات في كيفية تكليف المحررين أو صياغتهم للقصص المتعلقة بالمنطقة.
• 75٪ قالوا إن معايير الموضوعية تُطبّق بشكل غير متكافئ بناءً على الخلفية أو الهوية.
• 75٪ أقرّوا بأنهم يمارسون الرقابة الذاتية خوفًا من ردود الفعل أو الانتقادات.
• 44٪ أبلغوا عن زيادة في التحرش والمضايقات الإلكترونية.
• 60٪ يرون أن الصحفيين من أصول عربية وشرق أوسطية ممثلون تمثيلًا ناقصًا في المناصب القيادية داخل مؤسساتهم الإعلامية.
* تحليل ودلالات
يؤكد رئيس الجمعية أيمن إسماعيل (كاتب في موقع Slate) أن هذه النتائج تعكس بيئة عمل يسودها الشك والخوف تجاه الصحفيين المنحدرين من المنطقة، مشيرًا إلى أن غياب التمثيل القيادي لهؤلاء الصحفيين في مواقع التحرير والتدقيق يسهم في استمرار الصور النمطية والرقابة غير المعلنة على التغطيات المرتبطة بالعالم العربي.
* حلول عملية مطروحة
يرى إسماعيل أن الإصلاح ممكن إذا توفرت الإرادة المؤسسية، وأن بعض الخطوات العملية يمكن أن تحدث فارقًا ملموسًا، مثل:
• توفير أدوات رقمية لحماية الصحفيين من التحرش الإلكتروني.
• فتح مسارات وصول حقيقية للصحفيين من خلفيات متنوعة إلى مواقع التحرير والإدارة.
• تدريب المحررين على الوعي الثقافي ومكافحة التحيز في اختيار المصطلحات والسياقات.
أهمية التنوع في غرف الأخبار
يوضح التقرير أن وجود صحفيين من خلفيات عربية وشرق أوسطية لا يعني تمييزًا إيجابيًا، بل هو شرط لتحسين جودة الصحافة. فالصحفي الذي يتقن اللغة ويعرف الثقافة يمكنه تقديم روايات أعمق وأكثر دقة، ويتيح للقراء رؤية تتجاوز القوالب المسبقة.
* خلاصة وتوصيات
يمثل استطلاع AMEJA مرآة حرجة للإعلام الأمريكي في لحظة عالمية متوترة. ولأجل بناء صحافة أكثر عدلاً وتوازنًا، يدعو التقرير إلى:. تمكين الصحفيين من خلفيات متنوعة في مواقع صنع القرار.. مراجعة سياسات التحرير لضمان معايير موضوعية موحدة.. توفير الدعم النفسي والرقمي للصحفيين الذين يواجهون حملات كراهية.. تعزيز الحوار داخل المؤسسات الإعلامية حول العدالة والتمثيل الثقافي.
* معلومات إضافية
أُجري الاستطلاع بين أكتوبر 2024 ويناير 2025 وشمل نحو مئة مشارك، رُكّز في التحليل على إجابات ذوي الأصول العربية أو الشرق أوسطية. نُشرت نتائجه في Columbia Journalism Review بتاريخ 13 أكتوبر 2025.
حول جمعية AMEJA
جمعية الصحفيين العرب ومن الشرق الأوسط (AMEJA) منظمة غير ربحية تأسست لدعم الصحفيين العرب ومن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العاملين في الولايات المتحدة، وتعزيز تمثيلهم وعدالة السرد الإعلامي.