وكل ملعب بالذي فيه ينطحُ


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 10:02
المحور: عالم الرياضة     

قبل ستة اشهر تقريبا هتف الأردنيون في ملاعبهم: (يا عراقي يا قواد يلا روح على بغداد). هتافات ارتجت لها المدرجات، واظهرت للعلن ما كان يستبطنه الجاحدون من أحقاد وضغائن ضد ابناء الرافدين. .
جاءت هتافاتهم مكملة لاساليبهم التعسفية في مطار الملكة عالية وتعاملهم السيء مع كل وافد اليهم من العراق. ربما كانت هذه طريقتهم للتعبير عن امتنانهم للبلد الذي يمنحهم النفط بتراب الفلوس، البلد الذي شملهم وحدهم بالإعفاء من الرسوم الجمركية، وسمح لمنتجاتهم الصناعية والزراعية بالتدفق نحو أسواقه بمنتهى الانسيابية. .
لقد انطلقت شتائمهم مع انطلاق صافرة الحكم في المبارات الكروية بين الفريقين (العراق وفلسطين). بمعنى ان الفريق الأردني غير موجود في الملعب، لكن الجماهير الأردنية هي التي انتهزت المناسبة لصب جام غضبها على شعبنا من شماله إلى جنوبه. . وبالتالي لا علاقة للكرة بالهتافات وانما أرادوا ان يبعثوا رسالة عدوانية صريحة بالصور والصورة. .
ثم تكرر المشهد قبل بضعة أيام في الملاعب السعودية عندما تعادل الفريقان (العراقي والسعودي) فتأهل فريقهم على حساب فريقنا. وما ان انتهت المباراة حتى تعالت الهتافات العدوانية مرة اخرى، فكانت كربلاء هي الهدف: (اليوم كسرنا باب كربلاء). اطلقوا صرخاتهم بوجه ضيوفهم العراقيين الذين فتحوا لهم قلوبهم وبيوتهم على ضفاف شط العرب. رفعوا في البصرة لافتات اخوية صادقة: (الدار دارك يا الاخضر). .
لسنا هنا بصدد كل ما سمعناه وشاهدناه من شتائم ولعنات خادشة وجارحة وغارقة في الطائفية. صيحات دونية يتعذر علينا تكرارها ونشرها. لكنها كانت واضحة أيضاً وصريحة. .
كانت اصواتهم تعكس ما في قلوبهم. فمن كان قلبه مظلماً كان لسانه بذيئاً. ومن كان قلبه مضيئاً كان لسانه ودوداً طيباً. .
وكل إناء بالذي فيه ينضحُ