رأيت ما لم أره في حياتي


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 08:53
المحور: سيرة ذاتية     

شاءت الأقدار ان ارى في غضون مدة وجيزة (2016 - 2018) ما لم أره في حياتي كلها على مدى سبعة عقود. .
كانت أيامي فيما مضى تجري بإيقاعات رتيبة تتحكم بها ظروف الزمالة والعمل وروابط الأخوة والجوار. أتعامل مع الناس كلهم وبلا استثناء يمنتهى الود واللطف والطيبة. اهتم بشؤونهم اكثر من اهتمامي بنفسي. اقدم لهم الدعم والمؤازرة من دون ان يطلبوا مني المساعدة. هكذا كانت سياستي في التعبير عن مواقف النخوة والشهامة والفروسية. لم اكن ادقق في تصرفاتهم، ولم اكلف نفسي في البحث عن أخطاءهم والتفتيش عن هفواتهم. ولم اكن ادرك دوافعهم الانتهازية وأطماعهم النفعية. .
والطامة الكبرى انني كنت غارقا إلى ابعد الحدود في علاقاتي الاجتماعية المتشعبة، منشغلا بكثرة الاختلاط، من دون ان اعلم انني اصبحت مألوفا مُستهلكاً لدى الجميع، فلم احتفظ بالكثير من نفسي لنفسي. حتى فوجئت في يوم من الايام ان الصديق والجار اللصيق الذي كنت اوفر له كل ما يصبو اليه من دعم لا محدود، اكتشفت انه كان يتمنى إزاحتي والتخلص مني بكل الأساليب الدنيئة. واكتشفت ان بعض الأخوة الاعداء كانوا هم الذين يقودون الحملات التسقيطية ضدي، وان بعض الاقارب من فئة العقارب كانوا يتسابقون لشفط آخر قطرة من دمي. كنت بالنسبة لهؤلاء عبارة عن محطة وقود مجانية، تعمل ليل نهار بلا عدادات وبلا كاميرات، يأخذون منها ما يحتاجونه من وقود. ثم يعاودون الكرة كل يوم من دون ان يشبعوا من التعبئة المجانية، أو يقولوا كلمة (شكرا) لصاحب المحطة المفتوحة. .
(عد من تشتكي كون اهلك الخانوك. خلها مدثرة شلفايدة بشكواك. لا قرصة ضمير تفرز الوجدان. وتحطك قبال اليفتهم شكواك. ولا واحد فزع من صحت حيهم نار. ولا من حشمت نادوك عد عيناك. صاحوا بيك فرهود بعلات الصوت. وباعوك برخص يالما بلد يسواك). .
كلمة اخيرة: هنالك من لا يليق ان يكون بينك وبينهم شيء. . حتى الخصومة. .