كربلاء تنتظركم وأبوابها مفتوحة


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 11:05
المحور: عالم الرياضة     

هرع العراقيون لاستقبال المنتخب السعودي في ملاعب البصرة، ورفعوا لافتات طويلة عريضة حملت شعار (الدار دارك يا الأخضر)، ولما تعادل الفريقان (فريقنا وفريقهم) قبل بضعة ايام في ملاعبهم تصاعدت صيحات شباب السعودية بهتافات طائفية: (كسرنا باب كربلاء - كسرنا باب كربلاء). .
هتافات جعلتنا مصدومين مندهشين مستغربين من هذه التوجهات المشبعة بالحقد والكراهية. فما علاقة كربلاء بكرة القدم ؟. وما سر الهجوم عليها بهذه الشعارات الطائفية ؟. .
لعبتم فكان الفوز من نصيبكم وانتهى كل شيء. وقد سبقكم المقبور (قاسم جاموس) من سوريا بانشودته: (جايينك على كربلاء) قبل ان يلقى حتفه وتتمزق أحشاءه بحادث سير. .
وهكذا تكررت الهجمات من سوريا والأردن والسعودية، وربما نسمعها من مدينة عربية رابعة وخامسة، كلهم يريدون الانتقام من العراق ومن كربلاء ومن الموصل ومن البصرة. وكلهم اشتركوا في العدوان على العراق عام 1991 وعام 2003، وكانوا في طليعة الذين ارسلوا أبناءهم لتنفيذ عمليات إنتحارية انتقامية في اسواقنا ومدارسنا ومساجدنا. .
لا اذكر انهم هتفوا لنصرة اخوانهم في غزة او نصرة المظلومين في الضفة او في اليمن. ولا اذكر انهم رفعوا راية فلسطين فوق ارضهم، ولا اذكر ان عراقيا ذهب لتفجير نفسه في الشام او في عمان او في الرياض او في الكويت. ولا اذكر ان عراقيا رفع شعارا طائفيا ضد اشقائه العرب في كل مكان. .
ابوابنا وقلوبنا مفتوحة لكل زائر. وارضنا مقبرة لكل غادر. ولكن تأكدوا ان اسود الرافدين كانوا ومازالوا رموزا للقوة والثبات على الحق. أسودٌ لا يخشون الموت دفاعا عن ارضهم ومقدساتهم. رجال يحملون في قلوبهم حب الوطن كالنار المتقدة، لا تخمدها الأزمات ولا تطفئها المحن، هم أهل النخوة والشهامة. إذا ناديتهم وجدتهم سباقين للخير والعطاء، وإذا اشتدت الخطوب كانوا أول الواقفين في سوح القتال، لا يعرفون الخذلان. .
تأدبوا عندما تخاطبون سادتكم في العراق. وتذكروا كيف كان العراق ملاذا لأجدادكم النازحين من ارض نجد والحجاز، اسألوهم ان كنتم غافلين. واتركوا التهريج والثرثرة والهتافات الباطلة. واعلموا ان العراق لم ولن يضمر لكم الشر. لكنه لن يسمح لكم بالتطاول بهذه الأساليب الدونية المبتذلة. .