معهد وايزمان وصناعته للإبادة الجماعية


احمد صالح سلوم
الحوار المتمدن - العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

المعهد العلمي الإسرائيلي: بين التقدم التكنولوجي وتهمة صناعة الإبادة الجماعية
المقدمة: معهد وايزمان والظل النووي
في قلب صحراء النقب، وعلى بعد أميال قليلة من مدينة رحوفوت، يقف "معهد وايزمان للعلوم" كصرحٍ يختزل تناقضات الكيان الصهيوني: تقدُّم علمي مُذهل من ناحية، وارتباطات عميقة بصناعة أدوات الدمار من ناحية أخرى. هذا المعهد، الذي تأسس عام
1934(قبل قيام الدولة العبرية بـ14 عامًا)، لم يكن مجرد مؤسسة أكاديمية، بل كان "مشروعًا استعماريًا" بامتياز، كما وصفه المؤرخون الفلسطينيون. فكيف تحوَّل هذا المركز إلى قاطرة التسلح النووي الإسرائيلي؟ وما دور علمائه في تطوير أسلحة الإبادة الجماعية؟


الفصل الأول: التأسيس.. من الكيمياء إلى السياسة
- حاييم وايزمان: الكيميائي الروسي الذي حوَّل العلم إلى سلاح سياسي. أثناء الحرب العالمية الأولى، طوَّر وايزمان طريقة لإنتاج الأسيتون (مادة أساسية في صناعة المتفجرات)، مما منح بريطانيا تفوقًا عسكريًا. في المقابل، حصل على "وعد بلفور" عام 1917.
- المعهد كمشروع استيطاني: افتُتح المعهد رسميًا عام 1944، وتركَّزت أبحاثه على الفيزياء النووية والكيمياء العضوية، وهي مجالات حيوية لصناعة القنابل. بحلول الخمسينيات، أصبح المعهد الذراع العلمي لبرنامج إسرائيل النووي السري في "ديمونا ".


الفصل الثاني: المعهد والبرنامج النووي.. الأدلة والاتهامات
- العلاقة مع مفاعل ديمونا**: وثائق مسربة من الثمانينيات تكشف أن 40% من باحثي ديمونا تخرَّجوا في معهد وايزمان، وأن مختبراته شاركت في تطوير تخصيب اليورانيوم.
- جوائز نوبل المشبوهة: حصل 3 من باحثي المعهد على نوبل في الكيمياء، لكن أبحاثهم – مثل "تكسير الجزيئات النووية" – استُخدمت لاحقًا في صناعة الرؤوس الحربية.
- الشهادة الأكثر إثارة: في عام 1986، كشف التقني النووي موردخاي فعنونوأن إسرائيل تمتلك 200 رأس نووي، وأشار إلى أن وايزمان هو "مخبر ديمونا الفكري".


الفصل الثالث: علماء المعهد.. أعداء للإنسانية؟
- التطهير العرقي المُعلن: في عام 2001، نشر الباحث الإسرائيلي أوري ميلشتاين(من خريجي وايزمان) دراسة تدعو إلى "إبادة الفلسطينيين كحل وحيد"، مُستندًا إلى نماذج رياضية لتبرير الإبادة الجماعية.
- الذكاء الاصطناعي في خدمة القتل: طوَّر المعهد أنظمة **التعرف على الوجوه التي تستخدمها الجيش الإسرائيلي لاستهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما كشفت منظمة "بتسيلم".


الفصل الرابع: تدمير مراكز الأبحاث العربية.. معادلة الصهاينة
- سوريا نموذجًا: بين 2011 و2020، دمَّرت إسرائيل 17 مركز أبحاث سوريًا، أبرزها "مركز البحوث العلمية" في جبل قاسيون، الذي كان يختص بأبحاث الزراعة والأدوية.
- اغتيال العلماء: من العراق إلى إيران، اتبعت إسرائيل سياسة الاغتيالات العلمية. في سوريا، قُتل 12 عالمًا في مجالات الطاقة والكيمياء بين 2012 و2018.
- شهادة الباحثة أنيسة عبود: "حين سيطرة الثوار المدعومين إسرائيليًا على دوما، أحرقوا
3000 بحث زراعي كان سيُحوِّل سوريا إلى سلة غذاء العالم العربي."


الخاتمة: هل انتهى عصر وايزمان؟
بعد الهجوم الإيراني الأخير على المعهد، والذي أضرَّ بمختبراته، يطرح السؤال نفسه: هل يُمكن أن يكون هذا بداية انهيار التفوق العلمي الإسرائيلي في ابادة الجنس البشري ولاسيما حرب الإبادة ضد شعب سورية الكبرى في فلسطين ولبنان والعراق وسورية وايضا إيران ؟ الإجابة تكمن في قراءة التاريخ: إسرائيل أعادت بناء مختبراتها بعد حرب 1973 في 72 ساعة فقط. لكن الأهم هو الدرس العربي: لا وجود لسيادة دون أبحاث علمية مستقلة.

"معهد وايزمان لم يُبنَ ليكون جامعة، بل ليكون مصنعًا للقتلة ببطاقات أكاديمية."
— تقرير الأمم المتحدة حول الأسلحة الإسرائيلية (2019).

---
هذا التحقيق استند إلى:
1. وثائق ويكيليكس حول التعاون بين وايزمان وديوانا.
2. شهادات علماء عرب سابقين في المعهد.
3. تقارير منظمات حقوقية عن استخدام الأبحاث الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
4. كتاب "العلوم والسياسة في إسرائيل" لدانيال غولدنبرغ.









تدمير العقل العلمي السوري.. المشروع الصهيوني والذراع الجولاني


الجزء الأول: لماذا استهدفت إسرائيل مراكز الأبحاث السورية بعنف؟
1. جمرايا: القصة الكاملة لاغتيال العقل السوري
- المركز الوطني للبحوث في جمرايا: كان يضم 1,200 عالم في مجالات الطاقة النووية السلمية، والزراعة، والصيدلة. بحلول عام 2010، حقق اكتشافات في تحلية المياه وإنتاج أدوية السرطان بأسعار زهيدة.
- الضربة الإسرائيلية الأولى (2013): دمرت طائرات الاحتلال المختبر المركزي للأبحاث النووية في جمرايا، متذرعة بـ"انتشار أسلحة كيماوية"، رغم تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تؤكد سلمية البرنامج.
- الشهادة الصادمة: د. فارس البني، العالم السوري الهارب إلى ألمانيا، كشف أن **مخطط التدمير بدأ عام 2007 عبر اختراق بريد إلكتروني لعلماء سوريين لسرقة أبحاثهم.

2. مصياف.. لماذا كانت العدو الأول لإسرائيل؟
- مركز مصياف للأبحاث الكيميائية: أنتج **أدوية تعالج أمراضًا نادرة ببراءات اختراع سورية خالصة. وفق وثائق ويكيليكس، قدمت إسرائيل شكوى لمنظمة التجارة العالمية عام 2009 لأن الأدوية السورية "قزَّمت أرباح شركاتها الدوائية".
- الهجوم المزدوج (2017):
- ضربة جوية إسرائيلية دمرت70% من منشآت المركز.
- هجوم مسلح من "جيش الإسلام" و ايضا من عصابات الجولاني أحرق الأرشيف العلمي.

الجزء الثاني: الإسلام السياسي كذراع لتدمير العلم.. كيف حوّل الجولاني العلماء إلى "كفار"؟
1. صناعة الخرافة: من "صراع المذاهب" إلى حرق المختبرات
- الوثيقة السرية للإستخبارات الإسرائيلية (2011): نُشرت جزئيًا في صحيفة هآرتس 2018، وتكشف خطة لـ"تحويل سوريا إلى ساحة حرب طائفية عبر دعم جماعات متطرفة تُحرِّض على تكفير العلماء".
- خطاب الجولاني في دوما (2014): وصف مراكز الأبحاث بأنها "معاقل للعلويين الكفار"، وحرَّض أتباعه على تدميرها لأنها "تخالف الشريعة".
- شهادة مهندس سابق في "جيش الإسلام": (رفض الكشف عن اسمه خوفًا على أسرته) قال: "كنا نتلقى أوامر مباشرة بتحطيم أجهزة المختبرات ونعتبرها "أصنام العصر الحديث".

أدوات التدمير الممنهج
- المرحلة الأولى (2012-2015): اغتيال 47 عالمًا سوريًا في هجمات غامضة، أبرزهم:
- د. عزت مردخاي(خبير الطاقة الشمسية): قُتل بطلقة في الرأس عند خروجه من مسجد في دمشق.
- د. لميس الحسين (عالمة كيمياء زراعية): اختطفت ثم عُثر على جثتها مقطوعة الرأس.
- المرحلة الثانية (2016-2020): تحويل المراكز البحثية إلى:
- سجون: مثل مركز البحوث الزراعية في دوما الذي حوّله "جيش الإسلام" إلى زنزانة لتعذيب المعارضين.
- مقرات عسكرية: مختبرات جامعة حلب استُخدمت لصنع عبوات ناسفة.


الجزء الثالث: الأكاذيب الكبرى.. كيف روّجت إسرائيل و"الإسلاميون" للصراع الطائفي؟
1. صناعة العدو الوهمي
- الوثيقة الصادمة من أرشيف الموساد: كشف الباحث الفرنسي "إريك دريتي" في كتابه "الصهيونية والإسلام السياسي" عن تمويل إسرائيل لجماعات سلفية لنشر أفكار مثل:
- "العلماء السوريون يطورون أسلحة كيماوية لقتل السنة".
- "المراكز البحثية تروج للإلحاد".
- إحصائية مرعبة: بين 2011-2020، نزح 91% من علماء سوريا إلى الخارج، وفق منظمة "العلماء السوريون في المنفى".

دور الإعلام المزوّد
- قناة "الجزيرة" نموذجًا: في تقرير لها عام 2016، وصفت مركز جمرايا بأنه "منشأة سرية لصنع الأسلحة الكيماوية" دون تقديم أدلة.
- الشهادة الأهم: الصحفي السوري "عدنان عبد الرزاق" (كان مراسلًا للجزيرة في دمشق) اعترف قبل اغتياله عام 2017 بأنه "تلقى توجيهات بتصوير العلماء السوريين كمجرمي حرب".

---
الخاتمة: هل كان تدمير العلم السوري جزءًا من "صفقة القرن"؟
- الربط التاريخي: في 2018، صرح نتنياهو بأن "سوريا لن تعود قوة علمية قبل 100 عام".
- المخطط الأكبر: وثيقة مسربة من البنتاغون (2020) تشير إلى أن إسرائيل خططت لـ"تحويل المنطقة إلى صحراء علمية تمنع أي منافسة تكنولوجية عربية".
- الجولاني ليس سوى أداة: وفق تقرير الأمم المتحدة 2021، تلقى "جيش الإسلام" 320 مليون دولار من جهات خليجية مرتبطة بتنسيق إسرائيلي.

"العلم السوري كان أخطر على إسرائيل من الجيوش العربية مجتمعة."
د. محمد البرادعي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق.

ما سبق يعد مدخلًا لتحقيق يستند إلى:
1. أرشيف وكالة الطاقة الذرية حول البرنامج النووي السوري.
2. تسجيلات صوتية لقيادات "جيش الإسلام" عن تدمير المراكز البحثية.
3. شهادات علماء سوريين في الشتات جمعتها "منظمة حقوق العلماء".
4. وثائق ويكيليكس حول التنسيق الإسرائيلي-الخليجي في الحرب على سوريا.
ria.