المغالطات وتلك القضية اللعينة
كمال غبريال
الحوار المتمدن
-
العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 20:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قافلة ليساريين أوروبيين تحاول اقتحام غزة مناصرة لمن تعتبرهم "أبرياء"
وتقبض إسرائيل على أفرادها.
ونسمع عن قافلة عربية تريد اقتحام الحدود المصرية تحت ستار نفس الغرض والشعارات.
الحقيقة أن تناول الأمور بمغالطات وشعارات بائدة،
وتبني خطاباً شعبوياً منافقاً، يؤدي إلى مانشهد من نتائج خطيرة لايحمد عقباها. سواء كان من يفعلون ذلك مجرد حمقى، أو متاجرين يتلاعبون بمشاعر الغوغاء.
مثال هذا تبني مصريين خطاباً معادياً لبلادهم،
مرحبين باقتحام حدودها من قبل شراذم أوغاد وحمقى. باسم "مناصرة إخوانهم في غزة"!!
وتبني أوروبيين مناصرة من يعملون بجد لهدم الحضارة الغربية على رؤوس أصحابها الذين كفروا!!
إنه السهم الذي يرتد لصدر من صنعوه ويشحذونه ليتاجروا به على شعوبهم. ويطعنوا به نموذج العدو الذي يتعيشون على العداء له.
***
فأهل غزة بكل بساطة ليسوا
"أبرياء يتعرضون لعدوان إسرائيلي غاشم ووحشي".
ففي هذه العبارة أو الرؤية ثلاثة مغالطات أو أخطاء متعمدة:
المغالطة الأولى أن أهل غزة أبرياء.
فهم ليسوا كذلك بأي وجه.
وإنما هم جسد حماس وممولها إن لم يكن بالمال فبالشباب وبالاحتضان السياسي والديني.
المغالطة الثانية أنهم يتعرضون لعداون إسرائيلي.
فالمعتدي هو حماس وأخواتها.
وإسرائيل تدافع عن نفسها وتحاول استرداد مواطنيها الذين تم اختطافهم.
المغالطة الثالثة أن ممارسات الجيش الإسرائيلي وحشية ولا إنسانية.
والحقيقة أن إسرائيل تحرص بأقصى جهد ممكن على تجنب إصابة المدنيين.
وهذه الحقيقة يعرفها جيداً أهل غزة،
ويعرفها كل من يرصد الأمور بموضوعية خالية من الهوس الديني والعروبي واليساري!!
فالجيش الإسرائيلي من الجيوش القليلة التي تتسم ممارساتها بالالتزام بالمعايير الإنسانية.
تلك هي الحقيقة التي نتعامى عنها. ليس فقط إبقاء للمهاترات والعداء مشتعلاً. ولكن أيضاً لأن مسألة الالتزام الإنساني ليست أصلا في قاموسنا. إلا عند استخدامها لرجم الآخر.
من أتوجه لهم بهذا المنشور لن يرتدعوا.
وسيظلوا يرددون شعاراتهم الجوفاء الحمقاء.
وهم هكذا لا يضرون إسرائيل العازمة على حماية نفسها ووجودها.
لكنهم يضرون أنفسهم.
بإدخال بلادهم في مستنقعات عداوات شبعنا نحن المصريين من مرارة نتائجها.
كما شبع اللبنانيون والأردنيون والسوريون.
بل وشبع الفلسطينيون أنفسم طوال ثلاثة أرباع قرن من نتائج حماقات مواجهة إسرائيل عسكرياً!!
وأيضاً ويضرون الفلسطينيين بتشجيعهم على الاستمرار فيما هم فيه،
من تفضيل لخيار الإرهاب والتسول والتوريط للشعوب المحيطة بهم.
هل الحقيقة مُرَّة غير مستساغة؟!!
- إنها بالفعل كذلك.
هي قطعان الغوغاء المشحونة بالكراهية والشعارات تهرب دوماً من الحقائق، لتعيش في عالم مواز على هواها؟
- إنهم بالفعل كذلك!!