تطور وتباين الأخلاق وحركة التاريخ


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 00:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الأخلاق الإنسانية تنبت من الأرض التي يزرعها الإنسان. ولا تنزل عليه كالمطر من السماء.
ويدونها ما يسطره الإنسان من وحي عقله ومصالحه وظروفه. وليس ماتمليه عليه الآلهة.
من ذكرهم "الكتاب المقدس" مثلاً من شخصيات أو أنبياء، كانوا أبناء قيم ومفاهيم زمانهم ومكانهم. ونادراً ماصدرت عن أيهم أفكار سبق بها عصره. وأبسط مثال لذلك مسألة استعباد البشر.
لقد كانت العبودية في نظر يسوع وتلاميذه أمراً طبيعياً. وتحدثوا عن العبيد والعبودية دونما أي استنكار. بل كما لو كان واجباً على العبيد الخضوع لسادتهم!!
وظل الأمر كذلك حتى جاء الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ليشن حملة لتحرير العبيد أسفرت عن الحرب الأهلية الأمريكية التي انتهت بتحرير العبيد.
فيما ظل العبيد يستعبدون في بعض بقع الشرق الأوسط حتى سنوات قليلة مضت!!
الإنسان هو الذي يدفع ويحرك ويوجه التاريخ.
وليس الآلهة!!
لكن البشر ليسوا نسخة واحدة مكررة، بحيث تتطابق أحوالهم وأخلاقهم وثقافتهم عموماً بالضرورة. فالبشر الموجودون الآن لا ينحدرون من زوج واحد ذكر وأنثى. ولا ينحدرون من مجموعة عرقية واحدة. ولكن من مجموعات متباينة مختلطة من البشر وأشباه البشر. وبالتالي هناك بين البشر اختلافات چينية، تؤدي لاختلافات في الصفات والقدرات. ما يترتب عليها مانشهد من اختلافات في حياة وتقدم مختلف الشعوب. ولم فقط في اختلاف ملامحها الجسدية.