موسى التوراتي بين التاريخية والأسطورة


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 02:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

Gemini AI:

الإجماع السائد بين غالبية علماء الكتاب المقدس والتاريخ القديم يميل إلى اعتبار موسى شخصية أسطورية أو أسطورية جزئياً، لكن هذا الإجماع ليس مطلقًا.
🔬 إجماع العلماء الأكاديميين
الرأي السائد (الشخصية الأسطورية/الأسطورية جزئياً)
يرى غالبية العلماء في تخصصات مثل النقد الكتابي، والتاريخ القديم للشرق الأدنى، وعلم الآثار، ما يلي:
• شخصية أسطورية/تجميعية: تُعتبر شخصية موسى التوراتية كما وردت في سفر الخروج شخصية تجميعية (Composite) أو أسطورية إلى حد كبير.
• فهي شخصية تُنسب إليها نصوص وقوانين وقصص تشكلت وتطورت على مدى قرون طويلة بعد الفترة المفترضة لحياته.
• غياب الدليل الأثري: لا يوجد أي دليل أثري أو مصدر تاريخي مصري قديم معاصر يذكر شخصاً باسم موسى قام بقيادة جماعة كبيرة من العبيد العبرانيين في خروج جماعي من مصر إلى سيناء كما تصفه التوراة.
• علم الآثار المعاصر لا يدعم حدوث قصة الخروج على النطاق والتفاصيل الواردة في الكتاب المقدس (وهو ما يُعد دليلاً قوياً ضد تاريخية موسى كـ "قائد للخروج").
• الزخارف الأدبية (Motifs): تحتوي قصة موسى على عناصر تتطابق مع "زخارف" أدبية شائعة في الشرق الأدنى القديم، مثل قصة الطفل البطل المنقَذ من الماء، والتي تشبه أسطورة ولادة سرجون الأكادي، مما يشير إلى كونها قصة بنيت على تقاليد قديمة.
الاحتمال التاريخي المتبقي رغم التشكيك في تفاصيل الرواية التوراتية، فإن عدداً من العلماء لا يستبعدون وجود أساس تاريخي لشخصية موسى:
• شخصية "شبيهة بموسى": يرى بعض العلماء أنه ربما كان هناك زعيم إثني/ديني أو شخصية مؤثرة عاشت في القرن الثالث عشر ق.م تقريباً (الفترة المحتملة للخروج)، ربما في جنوب الأردن أو سيناء، والتي قادت مجموعة صغيرة من بني إسرائيل أو جماعات من الهكسوس السابقين، وأن هذا الزعيم أصبح النواة التي تجمعت حولها كل قصص العهد والقانون لاحقاً.
• أصل الاسم: يلاحظ العلماء أن اسم "موسى" (موشيه بالعبرية) هو على الأرجح من أصل مصري (مثل جزء "مُس" في أسماء مثل "تحتمس" أو "رعمسيس")، مما يشير إلى احتمال وجود ارتباط حقيقي بين الشخصية ومصر.
الخلاصة
علمياً، لا يمكن إثبات وجود موسى كـ شخصية تاريخية بالمعنى الذي صورته التوراة (المرسل الإلهي الذي قاد الخروج الهائل)، ويُرجح أن تكون الشخصية مزيجاً من التاريخ والأسطورة تطور لخدمة الأهداف اللاهوتية والوطنية لاحقاً. ومع ذلك، لا يمكن الجزم باستحالة وجود زعيم سابق ومؤثر كان الأساس الذي بنيت عليه الأسطورة.