ما الذي نشاهده في عراق الإسلاميين؟


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

اخبار هذا البلد لا تسر صديق او عدو، شكل الحكم الديني والقومي جعل الناس تذوق الامرين، الناس هنا تعيش مرغمة مع هذا الحكم، فهو شكل استبدادي قمعي، يأخذ شرعيته من الدين والقومية، لهذا فهو باق ومستمر، لكن رغم ذلك فهناك من يريد ان يتنفس.

ما نشاهده من هذا الحكم البغيض يثير العجب والقرف والاشمئزاز والكراهية والحقد؛ يعقدون قمة من العفونة والقذارة، لمجموعة حكام ومندوبين ووزراء فاسدين وناهبين ومشاركين في قتل الناس، قمة أرادوا بها إعادة انتاج "القومية العربية" التي تاريخها ينبئك بماض عنصري ودموي مقرف، قومية ولى زمنها الى لا رجعة؛ قمة من نهب أموال هذا البلد وثرواته، لا أحد يخبرك بحقيقة الأموال التي بذخت وصرفت واهدرت عليها.

ما الذي نشاهده من هذا الحكم البغيض؟ نائبة في البرلمان، من ذوات التاريخ المشبوه والمشكوك به، كانت مداحة ومطبلة ومهللة لصدام والبعث، وها هي تهلهل للإسلاميين وتطبل لهم، بل وترقص طربا لتصريحاتهم ومؤتمراتهم، فهي تتنقل بينهم مثل الذبابة لتطن في اذن هذا او ذاك.
ما الذي نشاهده من هذا الحكم الديني القبيح؟ مجموعة من ساكني بيوت لا تصلح للسكن ابدا، تقوم جرافات و "شفلات" بتهديم بيوتهم وتهجيرهم منها، تحت حراسة من قوات قذرة لا تعرف اية ذرة من الاخلاق؛ المحزن في هذا المشهد بكاء النساء وكبار السن، ويتوجهون بالدعاء للسماء لكن دون جدوى، ولو انهم "يتركون السماء للعصافير والطيور".

المحافظ يقول ان هؤلاء "متجاوزين" على ارض "الدولة" ويجب ازالتهم، وقسم كبير منهم قدموا من "محافظات" أخرى، هذا هو خطاب السلطة الإسلامية العنصري والقبيح "محافظات أخرى"، بتنا نسمعه في كربلاء والنجف وبغداد والبصرة، يذكرك بقانون "57"؛ "متجاوزين" هذه الكلمة يجب ان لا يتفوه بها أي سياسي من هذا النظام ابدا، فهم الذين تجاوزوا على كل مقدرات الحياة وسلبوها من الناس، والا ما الذي يجبر انسان يسكن في مكان لا يصلح ابدا للسكن؟

الأسوأ في هذا المشهد ما جرى من مخاطبات بين رئيس الوزراء ومحافظ البصرة، فالأول يطالب بإيقاف الهدم، والثاني يجيبه بأن لا يتدخل، أو ليس لك صلاحية التدخل؛ تصور هذا هو شكل الحكم الديني الإسلامي الطائفي الذي يحكم هذا البلد منذ أكثر من عشرين عاما.

طارق فتحي