العملية السياسية ما بين (خلطة العطار واللعب بالنار)


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7094 - 2021 / 12 / 2 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

تتوالى التصريحات بين أطراف السلطة من قوى الإسلام السياسي، هي حرب إعلامية تستبق اعلان نتائج الانتخابات او نتائج التحقيق في محاولة اغتيال الكاظمي، فجانب يقول "لن نرضى بخلطة العطار" والأخر يقول "انكم تلعبون بالنار"، وبين هذا وذاك يستمر تدهور الحياة في هذا البلد، وتستمر معاناة الناس ومأساتهم.

لقد افصحت هذه القوى الفاشستية عن عميق أزمتها، التي هي في تطور مستمر، والتي قد لا تنجو منها هذه المرة، فهم اليوم يضعون اياديهم على الزناد، ويدعون قواهم المسلحة الى الاستعداد لكل الاحتمالات، فالخيار العسكري حاضر، وكلا الطرفين يهددان بالقول "ان وضع البلد لا يحتمل" او "الذهاب الى وضع لا يحمد عقباه".

لكن هذه الحرب "الباردة"، حرب التصريحات والخطابات الإعلامية لن تستمر طويلا، فهي دائما يتخللها بين فترة وأخرى إطلاق صاروخ او محاولة اغتيال او استعراض عسكري للميليشيات، فهم يدركون جيدا انهم لا يمكن لهم الاستمرار بالثرثرة امام "المايكات"، فأما وأما، ولا غير هذه المعادلة: اما ان نتقاسم الثروة والسلطة واما الحرب، اما ابعادنا عن اللجان التحقيقية واما الحرب؛ والجانب الاخر يقول: اما رئاسة الوزراء لنا واما الحرب، فلن نقبل بعد الان بتقاسم الكعكة، ولن نقبل ب "خلطة العطار"، فكل الكعكة لنا؛ لكن "العطار" "الرعاة الرسميون لهم" لن يبقى متفرجا كثيرا، فهو أيضا لديه معادلة اما واما، اما ان تسيروا كما رسمت لكم وخططت واما نهايتكم.

هذه التهديدات والتصريحات الإعلامية أتت على أصحابها ببعض الثمار، فنتائج التحقيقات باغتيال الكاظمي قيدت ضد مجهول، وحسنا فعلوا، فهي نتيجة ابعدتهم من "اللعب بالنار"، وبعد أيام ستعلن نتائج الانتخابات، وسيشكلون حكومة توافقية، وسيتقاسمون الكعكة، مع الاخذ بعين الاعتبار اقتطاع حصة أكبر للفائزين، فهي أفضل من "الذهاب الى وضع لا يحمد عقباه".

كنا دائما نقول ان الانتخابات في عهد قوى الإسلام السياسي والقوميين هي انتخابات شكلية محض، ولن تثمر عن شيء، فها هم اليوم يفصحون عن ذلك بشكل صريح جدا، مع ان هذا الامر صار بديهيا عند الناس، فالانتخابات هي إعادة تدوير ذات الوجوه وذات القوى، ولن يتغير شيء عبرها ابدا، ولكن ما الذي نقوله لحالموا ليالي الصيف.

الشيء الأكيد، والذي لا يحتاج الى تفكير طويل، انهم في أسوأ ايامهم، فالتشتت والتشرذم والتشظي صارت سمات واضحة عليهم كقوى حاكمة، فأزمتهم تتعمق يوما بعد آخر، وقد وصلوا الى النهايات، وبدا عليهم التخبط والفوضى، لقد شاخت وهرمت هذه القوى العفنة، وبدت عليها علامات السقوط والانهيار.