رَحِمْ الزَّبَرْجَدْ (7) عَدوى أخْلاقِيّة


حنان بن عريبية
الحوار المتمدن - العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 07:52
المحور: الادب والفن     

هِي امرأةٌ شرسة فِي عطائها في صَمتها في صُراخها في سُكونها وهَيجَانها.. شَرسة لم يَتغّير عِطر عُنوانها..
ولم يَنسدِل مَهزُوما سِتارُ عُنفوانِها..
لا تقبل بِمن يُكبّل تدفقها لتنضوي شعلة رَيعانها...
هو شَرس بِحروفه المُبهمة شَرس فِي سَلب الكَرى مِن جَفنها.. يَرجّ نَواقيس خِدرها حتّى تفُزع مُقلتها..
يَهجرُها هُو سيّد القَوافي.. يُبارِك دمعة القَهر تَمكُث بحُنجرتها ثمّ يَعود لأحضَانها كشهَابٍ يتلاشى سريعًا بمجرتّها...
تتلاعَب بعقله حقبات عاتمة.. وأنّ الرّجولة في إذلال الأنثى وكسرها.. فَيغضب لفحولته حتّى من انسدال شَعرها ويُوصد عَليها باب غُرفتها.. فهو من جند الرّب وفتوحاته ترويعُها.. ليكون الجَفاء عِقابًا لها وكسر طَوق الكَلام درساً حتّى تتعظّ أنّها متاعٌ ولا تخون سِجنُها..
ثمّ يهيم كالشَّريد بعد أن هَجرها وأقسم أن لا يعود لحُضنها.. فتتلاقفه أعاصير العشق تفتك رويدا رويدا بأوصالِه لا أوصالهَا..

كاذب لمّا زيّن بَوصلة الغرام ودعا لترشّف نَبيذ العِشق والهيام وأنّه سلطان الحبّ ومن يمسك مقاليد أنفاسها وهو من خُلق على الأرض ليبعثرها...
يرتدي ثوب الحرّ كثائرٍ على عتمة قبوٍ ممتعضًا من حالها.. ثمّ يخطب خطبة النّاسك أنّ الحُبّ قرصَنة أحلامها وزجّها بأكسيدٍ حتّى لا يسمع صوتها ومن قال أنّها أكسجين الحياة ويجب تحريرها عليه لعنة القاصي والدّاني.. ديوث لا يستحقّ سلام الرّجال ولا حتّى سلامها..
يا عبيد الجسد هل الحب يُطلق الأنثى أو يُكبّلها ؟

العبّارة تخترق المحيط لتثقب رجولتكم ولا تشمئزون من خراطيش تخرّب الغضّ منكم ولا تعبؤون حتى بمن يستعمركم.. فالحلّ سحب جواز الحياة من المرأة طالما سفينة الحياة هي ربّانها...
هي نَبع كلّ الفِتن وخَطايا الأرض ونَواة المِحن.. أسر جَسدها أمرٌ محْسوم ولا مجال أن تَتمايل أغصانها.. يا قوم الفطالحة يا من يفعل الكثير لإغواء أغصانها حتّى يتوسّد راحة في ظلّها..
إنّ المرأة كائن مَلعون يا معشر القوم.. إنّها غواية وحروفها خَطايا.. الخيانة عَقيدتُها والتلاعب مَقصدها...

يا حقيقة الغزوات احضري وحدّثي ذلك الإنسي عن السّلطان عن السّبي وعن مخادع الجاريات...حدّثيه أنّ ذلك السّيف الذّي استل ونادى للشّهامة تسلل غدرا لغرفة اليمامه وأنّ مَفتول السّواعد الذّي هبّ لنجدتها قال لها ثقي بي قَبل أن يطوّقها قبل أن يعبث بزينتها...
قبل أن يحرق بيتها ويجرّها بضاعة أين يقع تقليبها...

واليوم يقال عن المرأة
سليطة اللسّان وجب تهذيبها.. وأنها مهما فعلت ليسمع صوتها هي مجرّد صفحة يطويها النّسيان.. عورة لا مكان لها بين الرّجال.. بطبعها لعوب فمنها ولدت الخطيئة الأولى واليها تنسب وتعود...
أين في سطور عقلك سراديب التّاريخ.. أم أنت ممن يحوّلون البشاعات شهامة وبستان..
من قبّل الأقدام راجيا الصّفح والغفران...
ثم قال عن نساء تجلّدن أمام الأعاصير أمام المذلّة والهوان فاجرات يضاجعن أي من كان...

ظننت أنّك القوّة وكلمة منك تجعل الأنثى حسيرة لما تلاحقها.. وتتكدّر من توّهج شعلتها ثمّ تسعى بكلّ جوارحك أن تقتنع أنها هي من ترضى بلهيب أعماقها وتذوب حتّى عند ملامسة طيفها لا خصرها.. وتقول لها في كلّ نفس من أنفاسك أنت الحياة والحبّ وكلّ لذّة.. يا امرأة رجينّي اليك ألف رجّة... وأنّك كرهت الكذب وأنّه مقدّر عليك العيش بين وطأة ألسنة اللّهب...
مَاذا إن قلت لك أنّ من النِّساء من لا تشتعل فَراديس إغدَاقهن لا بِالنّدم ولا بِألف ضمه ولا ألف رَجّه.. هل ترى في قول النّيل منك حلال في حلال فأنت لجنس الفحول لم تخلقي سوى إغواء لنا ومتعه شعاع فكر ومقياسا للمروّة ..
إِذا خُلقت للذّكر مُتعه فحَسرتي من عقول يَهزمها خصري مَساءا وبكره..
كلّ مفردات المعاجم مشفقة على من يفقد كيانه ويدخل في هستيريا شرف من مجرّد نهد امرأة..

ولسان عاجز العقل ينطق دائما عكس من اكتسبت عقولهم انفتاحا وخبرة ....
إلى متى ؟
يا بواسِل الشّهامة شقّ معتوه وشقّ جعل الكَذب سلطانه
إلى متى ؟
شَتم النّسوة وتحقيرهنّ فخر وزعامة وأنهنّ رمز كلّ رذيلة
رذيله.. أروني شيئا من الفَضيلة في مجتمع مبتور العقل والسّريره
مروتكم هذه تطال المقعدة واليتيمه وتَنهشون من ضَاق به الزّمان
وقوّتكم لا تنتعش الاّ على قليل اليد والحيله...

يَبدو أن عقل الذّكر مُحنّط لا يورث إلا النّفور والتّجلط
سأختَصر عليك الطّريق فَفي جِدالك سُقم وشُعور بالضّيق
من يَجعل المرأة ثرثرة لتكتسب النّخوة والرّجوله...
هو مُشتاق العفّه.. تَنقصه الفُحوله..
وبما أنّ الأوحال أمست تكسب جموع النّقص نشوه ومتعه
وللذّكر مَوروث من الجُبن والجهاله فقل عنّي ألف كذبه وألف كذبه..
وفجأة انتفضت زَبرجَدْ هي وعَاقلْ على صوت جلبة بالخارج...هناك عَدوى أخْلاقِيّة...