|
السيدة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 29 - 22:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السادة أعضاء مجلس الأمن الدائمين العضوية . المنظمات والمؤسسات الدولية المعنيين بالحقوق والحريات . الى كل الشرفاء في داخل العراق وخارجه . يتعرض العراق ومنذ الأول من أُكتوبر الى إرهاب منهجي ، للمتظاهرين والمعتصمين والناشطين المدنيين والناشطات ، على أيدي هذه الحكومة الفاسدة الظالمة ، والميليشيات الطائفية العنصرية ، الخارجة عن القانون ، المنضوية في الحشد الشعبي وفي خارجه ، ومرتزقة أحزاب الإسلام السياسي التي تتحكم برقاب الناس منذ سنوات . إن ما تعرض له الألاف من جماهير شعبنا على أيدي هؤلاء ليندى له الجبين ، والذي أدى الى قتل أكثر من ثلاثمائة ضحية من الأبرياء العزل السلميين ، دون وازع من ضمير ولا قيم وأخلاق ورحمة ، والعالم يتفرج على همجية وإرهاب هذه العصابات المجرمة . فقد تعرض أكثر من عشرة ألاف من المتظاهرين بين جريح ومصاب ومعتقل ومغيب . بالرغم من كل المناشدات التي دعت إليها قوى وأحزاب ومنظمات وأفراد ، من كتاب وأدباء وعلماء ومفكرين ، في داخل العراق ومن خارجه ، لكن دون جدوى ولم تجد تلك المناشدات والاستغاثة أذن صاغية !.. وما زالت هذه الزمر المجرمة تمارس القتل ، وإلحاق أفدح الإصابات بهذه الجماهير المسالمة والمطالبة بالعيش الكريم وبفرص العمل ، وإصلاح النظام السياسي ، وإبعاد هذه الأحزاب الفاسدة عن الحكم ، وبناء دولة المواطنة واحترام كرامة الناس وحريتهم وعيشهم الكريم . منذ الأول من أُكتوبر وحتى الساعة ، تزداد وتيرة القتل والاعتداءات والمنع والتضييق على المتظاهرين السلميين ، كلما تصاعد صوت المنادين بالتغيير ، محدثة بهؤلاء الشباب السلميين المتواجدين بسوح التظاهر ، يتعرضون الى الخسائر البليغة في الأرواح والإصابات والترويع . والأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة ، والمنظمات الدولية المعنية بالحقوق والحريات ، يقع على عاتقها واجب قانوني وأخلاقي ، يتوجب النهوض بمسؤولياتهم ، والدفاع عن شعبنا وعن حقه بالتظاهر السلمي والاعتصام والإضراب، بكل الوسائل السلمية التي كفلتها القوانين الدولية وكفلها الدستور العراقي . إن فرض منع التجوال ، يعتبر بحد ذاته أُسلوب قمعي غايته مصادرة حق الجماهير الطبيعي بالتعبير والتظاهر والاعتصام والإضراب . نطالب الأمم المتحدة بممارسة كل ما لديها من إمكانات وما لها من تأثير وثقل دوليين ، بالضغط على هذا النظام المعادي لأبسط الحقوق والحريات ، والكف الفوري عن كل الانتهاكات غير القانونية ، التي تمارسها الحكومة وأجهزتها القمعية [ قوات الرد السريع والميليشيات العاملة تحت خيمة الحشد الشعبي أو خارجه ، وجميع تلك الميليشيات خارجة عن القانون ، ومعها قوات سوات ] ومنع هؤلاء من القيام ب ( حماية سوح التظاهر والمتظاهرين ! ) . وتوكل مهمة حماية المتظاهرين ، الى الجيش العراقي والشرطة الاتحادية . ومراقبة أداء هذه التشكيلات العسكرية من قبل منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية العاملة على الساحة العراقية والأمم المتحدة ، ومنح هذه المنظمات المساحة التي تمكنهم من أداء عملهم ، ومراقبة أداء الحكومة والذين يقومون بحماية أمن وسلامة المتظاهرين ، ومدى التزامهم بمعاير القانون وحرية التعبير . على الأمم المتحدة أن تقوم بفرض أشد العقوبات على النظام السياسي وحكومته ، لمخالفتهم للقانون ولحرية التعبير ، وعلى من يقوم بتلك الانتهاكات المخالفة للحريات والحقوق . العمل الجاد والنزيه للكشف عن الجرائم التي ارتكبت بحق الألاف ، الذين تعرضوا الى القتل والإرهاب ، وألاف الجرحى والمصابين وتغييب البعض واعتقال البعض الأخر . وإنصاف الضحايا من خلال الكشف عن الذين قاموا بالقنص وقتل أكثر من مائة ضحية في يوم واحد ، زمن قاموا بالاعتداء على وسائل الإعلام والمحطات الفضائية ، وتهديد الناشطين المدنيين والصحفيين والمراقبين وأصحابي الرأي . ومطالبة الحكومة بالكشف عن تلك العناصر وعدم التستر عليهم مهما كان موقعهم وانتمائهم ، وعن تلك العناصر التي ارتكبت أو حرضت أو ساعدت على ارتكاب تلك الجرائم ، والكشف عمن أصدر أوامر القتل والاعتداء بشكل مباشر أو غير مباشر ، ومسائلة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، الذي تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسة والمباشرة بصفته رئيس للسلطة التنفيذية ، وكذلك حكومته والقادة الأمنيين ، واحالتهم الى القضاء . على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في العراق وهيئة حقوق الإنسان ، عليهم جميعا مراقبة أداء القضاء ووجوب استقلاله ونزاهته وحياده ومدى قدرته على تحقيق العدالة والمساواة وحماية حقوق الناس ، كون ذلك يمثل العقبة الكأداء في تحقيق العدالة من عدمها . لا يحق للنظام السياسي القائم وأحزابه الفاسدة ، من قوى الإسلام السياسي وميليشياته وعصاباته المنتشرة في ( الدولة والمجتمع ) ، بفرض رؤيتهم المتخلفة ، المعادية للديمقراطية والحقوق وللتعددية وللمرأة وللفنون والاداب . لايحق لهم فعل ذلك من خلال تكريس فلسفة ورؤية وثقافة ( الدولة الثيوقراطية ، ثقافة الدولة الدينية ! ) ولا شك بأن هذه تعتبر مخالفة دستورية ، كون العراق حسب ما جاء بالدستور [ العراق دولة ديمقراطية اتحادية برلمانية ) ولا توجد دولة دينية على وجه الأرض تقر بديمقراطية أو بالتعددية والتعدد الفكري والسياسي والثقافي . الدولة الدينية ، لا تؤمن إلا بالرأي الواحد والدين الواحد وترفض كل ما عدى ذلك وتجارب التأريخ القديم والحديث يخبرنا ما فعلته الدولة الدينية ، وما نتج عن الجمع بين السلطتين الدينية والسياسية ، وما جرت على الشعوب من ألام وموت وخراب . يقع على عاتق تلك الهيئات والمنظمات ، مسؤولية الضغط على كل الأطراف المعوقة لقيام دولة ديمقراطية مدنية ، والتي يجب أن تكون علمانية ، دولة مواطنة والتعددية الفكرية والسياسية والثقافية . إن المساعدة على قيام دولة ديمقراطية علمانية في العراق ، وكما هو معلوم للجميع بأن العراق يعيش أزمات متلاحقة ومتعددة منذ عقود ، والسبب ذلك معروف ومفهوم ، إنه غياب الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية الواحدة ، الدولة العادلة . استقرار العراق في دولة المواطنة ، سيساهم بشكل كبير ، في تحقيق الأمن على كامل التراب العراقي ، وسيحقق سيادته واستقلاله بالتأكيد . أن استقرار العراق وأمنه ورخائه واستقلاله ، لا شك بأنه يمثل مصلحة بالمحيط الإقليمي والعربي والدولي ، ويساعد على الاستقرار والتنمية في تلك المناطق وفي العالم . الواجب يحتم على الجميع ، مساعدة شعبنا في سعيه لقيام الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية الواحدة . 29/10/2019 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة الى نور مروان !..
-
نداء للوقوف مع شعبنا في ثورته .
-
يسعد أيامك يا عراق صباح الثورة .
-
من قتل الناشطين والناشطات في العراق ؟
-
دعوة للملايين لتخرج لسوح التحرير .
-
لننتصر لحزبنا الشيوعي العراقي .
-
ستنتصر إرادة الجماهير في الخامس والعشرين من أُكتوبر المجيد .
-
لتتوحد قوى شعبنا لبناء عراق جديد .
-
قوى اليسار وتأثيرها في صمع التغيير
-
المحلل والباحث والمراقب أبو رغيف !..
-
أطلقوا سراح الدكتور ميثم الحلو فورا ..
-
هنا ميدان ساحة التحرير .. معركة بدر الكبرى ؟؟؟..
-
الشيوعيين مشاعل تنير الطريق .
-
تشكيل لجان تحقيق بضحايا التظاهرات في العراق .
-
مدينة الثورة تودع شهدائها الثمانية والسبعين !...
-
الحزن والسواد يخيم على العراق وشعبه .
-
إقامة دعوى قضائية ضد الحكومة العراقية والقوات الأمنية .
-
ما هو موقف الشيوعيين العراقيين من الحراك الجماهيري ؟..
-
مجلس مكافحة الفساد يعزل ألف من العاملين !..
-
الليل وأخره ...
المزيد.....
-
مادورو: بوتين أحد أعظم قادة العالم
-
مستوطنون يهاجمون قوافل المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة (فيديو
...
-
الخارجية الروسية تكشف حقيقة احتجاز عسكري أمريكي في فلاديفوست
...
-
Times: عدم فعالية نظام مكافحة الدرونات يزيد خطر الهجمات الإر
...
-
الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل ضابطي احتياط في هجوم جوي نفذه حزب
...
-
الجيش الألماني يؤكد على ضرورة جمع بيانات جميع الأشخاص المناس
...
-
واجهة دماغية حاسوبية غير جراحية تساعد على التحكم في الأشياء
...
-
-إذا اضطررت للعراك عليك أن تضرب أولا-.. كيف غير بوتين وجه رو
...
-
إعلام: الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح بعد موافقة مجلس وزر
...
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /07.05.2024/
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|