الكتاب المقدس 22

أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6288 - 2019 / 7 / 12 - 13:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

*************************
توضيح

هذا الكتاب المقدس هو الكتاب المقدس الذي أكتبه برؤيتي وبوجهة نظري وبأدوات خلقي الفنية الخاصة بي اعتمادًا مني على النص الكلاسيكي للكتاب المقدس، ليس إعادةً أو نقلاً أو انتحالاً، وهو يختلف اختلافًا كليًا عما نجده في الكنائس، هذا وإن أحتفظ بآياته وبأطرها وبأساليبها، فأنا أضعها في سياق جديد يخدم الخط الجديد الذي أنتهجه في بنائه، هناك إذن عملية في الشكل جديدة تفرضها عملية في المضمون منافية تمامًا لكاتب التوراة في تصوراته المثالية للعالم، إنها تصوراتي المادية للعالم وكل فلسفتي الإنسانية التي أوظفها في هذا النص الجديد لما يدعى بالكتاب المقدس، لنقل النص الأخير، فللكتاب المقدس روايات عديدة.

*************************


سِفْرُ التَّكْوِينِ




1 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ الرَّبَّ الْإِلَهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ بِلِسَانِ الْإِنْسَانِ الْبَشَرِيِّ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَأَجَابَ: «هأَنَذَا يَا رَبِّي».
2 فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا أّرْضِ الْمُرِّ وَالْمَرَارِ، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».
3 فَذُهِلَ إِبْرَاهِيمُ فَكَيْفَ يُصْعِدُ ابْنَهُ مُحْرَقَةً؟
4 وَهَلْ للرَّجُلِ الرَّبِّ ابْنٌ لِيُدْرِكَ؟
5 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلرَّبِّ الُإِلَهِ: « هَلْ أنا مَجْنُونٌ يَا اللهُ أَم أَنْتَ الْمَجْنُونُ؟».
6 فَأَخَذَ الرَّبُّ الْإِلَهُ بِيَدِ الْإِنْسَانِ الْبَشَرِيِّ النَّارَ وَالسِّكِّينَ، وَأَعْطَاهُمَا لِإِبْرَاهِيمَ.
7 وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا بُنَيّ». فَقَالَ: «هِيَ ذَا النَّارُ وَالسِّكِّينُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟»
8 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يُرِيدُكَ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا بُنَيّ». فَبَكِيَا كِلاَهُمَا مَعًا.
9 فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ الرَّبُّ يَبْكِيَانِ أَشْفَقَ عَلَيْهِمَا.
10 ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَعَادَ النَّارَ والسِّكِّينَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.
11 وَقَالَ: «إنَّهَا فِكْرَةُ الْإِنْسَانِ لِلْإِلَهِ فِي زَمَنِ النَّبَاتِيِّينَ، فَقَالَ الْإِلَهُ لِيَمْتَحِنَكَ، وفِي الْحَقِيقَةِ لِيَدْفَعَ النَّبَاتِيِّينَ إلَى أَكْلِ الْلَّحْمِ الَّذِي يُضَحُّونَ بِهِ بّدَلَ أَبْنَائِهِمْ، فَتَكُونُ هُنَاك سُوقٌ لِلْإِنْسَانِ». فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «هَا أَنْتَ تَقُولُ صِدْقًا يَا رَبِّي!»
12 فَقَالَ الرَّجُلُ الرَّبُّ: «وَهَلْ يَكْذِبُ الْإِلَهُ إلَّا لِيَمْتَحِنَ الْأَتْقِيَاءَ؟ امْتَحَنْتُكَ فَكُنْتَ أَبًا أَكْثَرَ مِنْكَ تَقِيًا».
13 فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. فَابْتَسَمَ الرَّبُّ الْإِلَهُ بِفَمِ الْإنْسَانِ الْبَشَرِيِّ لِأَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَان رَجُلَ تِجَارَةٍ عَبْقَرِيٍّا، وَفِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ كَانَ رَجُلَ سِيَاسَةٍ مُحَنًّكًا، مَلَأَ جَيْبَ الْإِنْسَانِ بِالْمَالِ لَمَّا بَاغَ الْلّحْمَ لِلْإِلَهْ، وَمَلَأَ رَأْسَ الْإِلَهِ بِالْحَالِ لَمَّا اشْتَرَى الْعَقْلَ لِلْإِنْسَانِ.
14 فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ النّاسَ بِفِعْلِهِ إِلَى أَكْلِ أَنْفُسِهِمْ بِالْأَكْلِ مِنْ أَجْلِ سَيْطَرَةِ الرَّجُلِ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يَرَاهُمْ، وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».
15 وَنَادَى الرَّجُلُ الرَّبِّ إِبْرَاهِيمَ ثَانِيَةً
16 وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، أَمْرَ سَيْطَرَتِي عَلَى الْبِشَرِ بِأَفْوَاهِهِمْ،
17 أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةَ الْإِنْسَانِ لَلْإِنْسَانِ، وَأُكَثِّرُكَ تَكْثِيرَ الْإِنْسَانِ لِلْإِنْسَانِ، وَيَكْسَبُ نَسْلُكَ مَالَ أَعْدَائِهِ
18 وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الْمَالِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ لِأَجْلِي».
19 ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. وَسَكَنَ إِبْرَاهِيمُ فِي بِئْرِ سَبْعٍ. وَتَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ بِالْلَّحْمِ فِي بِئْرِ سَبْعٍ.

#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات