أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - نخلة عراقية منسيّة!














المزيد.....

نخلة عراقية منسيّة!


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 18:01
المحور: الادب والفن
    


المنع والتهميش كانتا سمتين بارزتين في سياسة النظام السابق، فلا غرابة أن يصدر قرار من ذلك النظام بمنع الف كاتب وكتاب،ومعظمهم من خيرة الادباء والشعراء والمثقفين العراقيين، ولم يقتصر المنع على هذا الجانب، بل تعداه الى الموسيقى والغناء فاختفت من موجات الاذاعات، في تلك الفترة، أسماء مهمة مثل حميد البصري وكوكب حمزة وجعفر حسن وكمال السيد وسامي كمال.. وكل هذه الاسماء، وغيرها كثر، اضطرت لمغادرة العراق في نهاية سبعينيات ومطلع ثمانينيات القرن المنصرم خوفا من وقوعها بين فكي كماشة السلطة البعثية التي لا ترحم! بالمقابل هناك أسماء يشار لها بالبنان قبلت، مختارة أو مضطرة، العيش تحت خيمة النظام السابق، ومنهم من صمت، وفيهم من استمر بمسيرته ولكن بحذر شديد!
ومن هؤلاء الفنان الرائد عبد الوهاب الدايني الذي ذاق الأمرين على ايدي النظام السابق، بسبب نكتة! ودخل السجن ليحكم عليه بالاعدام ثم خفضت العقوبة إلى السجن المؤبد ليطلق سراحه بعد عشر سنوات سجن لاقى فيها صنوفا مختلفة من التعذيب والعذاب والإهانات والاذلال، ولكنه لم ينكس رأسا فخرج مرفوع الهامة مثل نخلة عراقية باسقة!
فمن هو يا ترى عبد الوهاب الدايني؟!
انه الرجل الانيق على مختلف مراحله العمرية وفي مختلف اعماله، والذي ترك بصمته المتميزة في المسرح والتلفزيون، كان في الصف الثاني بمعهد الفنون الجميلة حين اختاره المخرج الراحل عبد الهادي مبارك لبطولة فيلم " عروس الفرات" عام 1957!
وهو من جيل قاسم محمد وعبدالله جواد وسعدون العبيدي، وحميد محمد جواد وفاضل القزاز وخالد سعيد. وكان من الاوائل على أقرانه فأرسل ببعثة دراسية الى ايطاليا لدراسة السيناريو والاخراج في ستوديوهات "دينوديلاروش".
عمل في المسرح، وكان فاعلاً ومؤثراً في مرحلة أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي، حيث اخرج مجموعة من الاعمال المسرحية التي عرضت على خشبات "المسرح القومي" في كرادة مريم، و"مسرح بغداد"، والمركز الثقافي السوفيتي في أبي نؤاس، ومسرح الخيمة، وكان آخر أعماله المسرحية "الحفارة".
ثم انتقل إلى السينما والتلفزيون ليبرز ككاتب سيناريو ومخرج يشار له، تاركا مجموعة من السهرات التلفزيونية والسينمائية، ما زال ذكرها عالقا في أذهان الجمهور، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على عرضها. فمن منا لا يتذكر تمثيلة " عبود يغني " التي أعدها عن الكاتب نجيب محفوظ. ,و"عبود لايغني" و"عبود هسّه شلونك" وثلاثية "حضرة صاحب السعادة"و"الصرخة "و"اقوى من الحب " ومسلسل "ايلتقي الجبلان؟" عن قصة لنجيب محفوظ، ومسلسلات مثل "بائع الورد"، و"الحب الذي ياتي من النافذة"، و"امراة في هذا العصر"، و"الضبع" عن قصة للغيطاني، و"الطيور المحنطة"، ومسلسلات " الملاذ امن" و" كرايب المدير العام"، و" عندما تسرق الاحلام"، و"قبل رحيل المواسم"، و"الهروب الى الوهم"، و"جذور واغصان". وغيرها العديد من الأعمال التي يلامس فيها مشاكل المجتمع العراقي!
ان الحكومات المتحضرة تحترم رموز شعوبها، بمختلف الاختصاصات، وإن اختلفت معها سياسيا! فكيف لنا أن ننسى أو نتناسى فنانا بهذا الحجم مثل عبد الوهاب الدايني، الذي يفترض أن نراه مستشارا في هذه الوزارة أو تلك المؤسسة، أو أن نسمي باسمه هذه الاستديو أو تلك القاعة المسرحية، وهذا أضعف الايمان، إن لم يكن في شارع أو ساحة.
لنرتقي بادائنا ونحترم رموزنا كي نثبت للآخر بأننا دولة وشعب حضاريان على حد سواء!
الحضارة لا تأتي بالاقوال بل بالافعال!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى السبعين لاستشهاده دار المدى تستذكر الرفيق الخ ...
- ملفات الثقافة المتشابكة والوزير الجديد!
- المسرح بوابة المصالحة!
- اول غيث الثقافة@
- ليلك ضحى .. مسرحية تغسل الافئدة من الافكار الإرهابية!
- تجديد الخطاب الديني!
- - تقاسيم - عراقية في القاهرة!
- مهرجان المسرح العربي.. اليوم في القاهرة وبعد غد في بغداد!
- حفل بهيج بعودة الفنانة فريدة محمد علي إلى وطنها
- تجديد الخطاب الديني
- الحكومة الجديدة ومحاربة الفساد
- الرحيل بين عالمين!
- مقاربة مسرحية عربية اوربية
- اصحاب الجاكيتات الصفراء!
- مقاربة برلمانية
- دائرة- الصفر- البغدادية!
- ماذا يريد الشعب؟!
- ابو طبر من جديد!
- الاحتفاء بالمسرح العربي
- توافق الكتل ومستقبل العراق!


المزيد.....




- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - نخلة عراقية منسيّة!