أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - ذكريات














المزيد.....

ذكريات


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 19:23
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت عقوبتي عندما كنت صغيراً لا أتجاوز الثامنة من عمري، هي الحبس في التواليت المشترك مع الجيران.
فقد كان أبي يفضّلها على غيرها من العقوبات، ويفرضها عليّ بمنتهى القسوة لإذلالي وتطويعي، بغية تأديبي وردعي من ارتكاب المخالفات الصبيانية (وما أكثرها في مرحلة شقاوتي) التي تشير بمجملها إلى أنني سأكون في المستقبل متمرداً على كل ما لا أقتنع به ومهما كانت النتائج. وكأنَّ أبي يقرأ طالعي بصفحةٍ مكشوفة لسنين قادمة عديدة.
وتشاء الأقدار أن تعاقبني السلطة الحاكمة بذات العقوبة بعد أن كبرتُ وتعاطيتُ السياسة. فتزجّ بي في زنزانةٍ منفردة تشبه إلى حدٍّ كبير ذلك التواليت البعيد الذي كنت أقضي فيه عقوبتي وأنا طفل.
السلطتان (الأبوية والحكومية) كلتاهما ظالمتان. وإذا كنت أتفهّم قسوة أبي وصرامته بسبب حرصه عليّ لمصلحتي - حسب رأيه. فإن قسوة السلطة الحاكمة عليّ وعلى أمثالي، كانت لمصلحتها.
والمفارقة في عقوبة السلطتين، أنني في الأولى عندما يُفتح باب التواليت من قِبل أحد الراغبين في استخدامه فإنه ينظر صوبي ببسمة متعاطفة ويبرطم ببعض الكلمات التي توحي باستنكاره لهذه العقوبة. وبدوري فقد كنت أخرج مطأطئاً راسماً ابتسامة مصطنعة. وتنتابني مشاعر مختلطة ما بين الخجل من هذا الموقف المزري، والراحة النسبية بتنشّق الهواء الطبيعي ولو لدقائق، ريثما أعود إليه بعد فراغ مستخدمه من قضاء حاجته. أما في الحالة الثانية، فعندما يفتح السجّان باب الزنزانة الحديديّ، ويصدر ذلك الصليل المرعب، ويرشقني بسيلٍ من الكلمات الفاجرة، فقد كانت فرائصي بمجموعها ترتعد، نتيجة زخّات الخوف التي تنهمر عليّ من تراثهم الإجرامي معي ومع غيري؛ لأنني سأواجه بعد قليل عذاباً قلّ نظيره في عالم «التأديب».
نعم، هكذا يُبنى المواطن في شرقنا الرهيب!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنا مينه يودّع مصدر إلهامه..
- البيرة، وما أدراك ما البيرة!
- الفقراء في كل مكان..
- إلى متى سيبقى القلقُ دَبِقاً بنا؟
- المطار، مطارك أستاذ!
- لسعات خليجية..
- «الوشّيش!»
- بعثيّة، بعثيّة..
- ليس بالعلمانية وحدها يحيا الإنسان!
- في الصَّيدليَّة
- حلّاق القَبْوُ
- هلْوسة مُحْتَضَر
- المُسَلّي
- مقطع من روايتي «في قبضة الحليف»
- إنّنا نُخْصِي العجول!
- النقد اختصاص وليس إدارة!
- «اغتصاب» مُحَبَّب!
- بِلا أُذُنَين!
- دردشة مع شوفير!
- طلال حيدر و«الغجر»


المزيد.....




- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - ذكريات