أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - سجن الرّوح-8-














المزيد.....

سجن الرّوح-8-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5832 - 2018 / 4 / 1 - 11:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أفكر في الحرية والعبودية، في الزواج والطلاق، في الغنى والفقر، وفي المكان الذي أعيش فيه ويدعى الوطن.
أرغب أن أغنّي للحبّ والحرّية
للحياة التي نعيشها مرّة واحدة
للأمل الذي يعطينا الضوء
لا أعرف كل ما ذكرته سابقاً لذا ألتزم الصّمت.
أرغب أن أكتب عن ظاهرة تخص الكثير من السّوريين، وهي الحكم المسبق على الآخر، أمضيت جل عمري في الجزيرة السّورية العليا، وأفهم كيف يعيش النّاس وكيف يفكرون. كان أهل دمشق وربما حلب والمنطقة الوسطى يصنفون أهل الجزيرة العليا بالمتخلفين فكرياً، ويشمل التّصنيف أهل دير الزّور أيضاً، ويصل إلى الرّقة، وكان الموظفون الذين يأتون إلى المنطقة ، وأغلبهم من السّاحل يعتبرون أن مهمتهم استعمارية، تتعلق بتوعية سكان المنطقة، وسكان المنطقة لا تعجبهم تلك الثقافة فقد تعودوا على التنوع العرقي والدّيني، ويستطيعون التعامل ضمن هذا التنوع. نعم يوجد الانغلاق عند البعض لكنه ربما من وجهة نظري انغلاق مشروع. أحببت المكان سابقاً قبل أن تتهدّم كل قيمه، وعندما كنت أرى جيراني السّريان يحتفلون بالعيد أغبطهم فالذهاب إلى الكنيسة قد يكون عقيدة، لكنه وسيلة اجتماعية أيضاً تحافظ على هويتهم.
هناك كلمة على شفة أغلب السّوريين يقولونها عندما تلمّ مصيبة بأحد من معارفهم أو أقاربهم أو أصدقائهم: التعبير هو " بيستاهل" وبخاصة لو كان ذلك الشخص يحتاج لدعم مادي. يتبرع أكثرهم بالشّرح له كيف كان هو السّبب في مصيبته، ولم يأت الأسد بجديد في هذا الموضوع، فكل من قتلهم هم من تسبب بذلك.
أتحدث عن مرحلة التسعينيات ، وما بعدها تفاقم الأمر.
المرأة السّورية مدرسة تخرّج البنات العبيد ، وتخشى الذكور فتجلّهم.
كان من المتعارف عليه أن الرّجل يبحث عن امرأة من وسطه، ومن نفس طبقته الاجتماعية، وهو الذي يعيل الأسرة. تغيّرت المعادلة. أصبحت المرأة هي التي تشتري عبوديتها حيث تعلّمت من أمّها أن موضوع الزّواج مقدّس، وكذلك الرّجل مقدّس أيضاً، فرغم أنها تشتم عيشها أمام ابنتها ليل نهار، لكنّها تبدو ذليلة أمام الزّوج الذي قد يقول لها كلمة أعقد من كلمة" الباب يفوت جمل" وهو فعلاً كذلك ، عندما يكون الزوج مقتدراً . يشتري حتى الأولاد ، ويقفون في صفّه.
يحاول الأهل حتى لو كانوا أصحاب مال وجاه أن يزوجوا ابنتهم ، وربما يتكفلون بأسرتها الجديدة، وينضج الرّجل في حضن الزوجة، بينما تقوم الزوجة بواجب حماية الذّكورة المقدس، وتكرّس حياتها لتنجح في إرضاء الزوج المدلل، ولا تنجح طبعاً، فإن مال الزمان على أهلها، أو عليها فالطلاق من شيم الرّجال الأشدّاء, عندما يكون الرّجل رجلاً يرمي الطلاق ولا يتراجع.
وعندما تكون المرأة مثاليّة عليها بالصّبر كي يقال عنها مضحيّة، وضحّت، وضحيّة. علماً أن النّاس تهرب من الضّحايا.
المرأة قلقة على الدّوام بشأن علاقتها مع رجل ربما أحبته، أو أرادته، أو اختاره لها القدر. قلقة من الطّلاق، قلقة على الأطفال، قلقة من المجتمع.
أبحث عن الحريّة في داخلي، ليس الحريّة بالمعنى العميق للكلمة، كأن يكون لي كيان اقتصادي مستقل،بل تلك البسيطة التي تفتح ذهني، وكلما بحثت عنها. أجلب صورة ناديجدا كروبسكايا البائسة، وأقارنها مع صورتي ، نكون ربما صورة طبق الأصل. هي كانت ظلاًّ للينين، بينما كلارا زيتكن كانت متحرّرة، وعاملها لينين في رسائلها كما قدّمت نفسها امرأة متحرّرة.
أتحدث عن المرحلة التي أسميتها عبوديتي، ووصفتها بأنّ شكلها جميل، ومضمونها بائس. أشبه نساء بلدي في كل شيء، وأهم شيء وهو العبوديّة، والمناضلات منّا إن لم يجدن دعماً من جهة ما. يشبهن ناديجدا البؤس، لكنّ بعضهن يُجدْنَ صياغة قوانين العبودية، ويتجاهلن أفعال أزواجهن مع النساء خلال النّضال الجنسي والسّياسي، ويعطين لأنفسهن الحقّ في التنويع، وبهذا يبعن المنتج لمالك في السّر، ويحافظن على زواجهنّ الرّائع، والذي ربما تعرف أنت تفاصيله الكاذبة، لكنّك لا تتجرّأ إلا على الهمس، فهما-الزوجان المتفاهمان- قد اعتليا معاً بسبب إدارة المرأة لعبوديتها بشكل مختلف.
سورية اليوم مقسّمة بين عبوديتين إحداهما جميلة تشبه عبودية النّساء المدجنة، والأخرى صارخة بوضوحها، فهي عبودية حقيقية.
سوف أسقط موضوع حريّة المرأة على ظاهرة الطلاق في الدّاخل السّوري، وفي الغرب: في سورية نسبة الطلاق مرتفعة جداً. ارتفعت معاييرها مع ارتفاع معايير الذكورة حيث المرأة هي العنصر الضّعيف، والمغتصب، هي الضحيّة، ومن حق الرّجل أن يكون بطلاً فيطلّق زوجته في الثلاثين، أو الأربعين، أو الخمسين لا مشكلة، وقد ذهبت النّساء إلى الغرب، فانتقمن من الرجل وكان طلاق المرأة في أكثر الحالات، وهذا لا يعني أنّها تحرّرت بالعكس تماماً، وسوف أورد مثالاً واحداً عن دور الجامع في تزويج النساء في الغرب.
جارتي العربية التي لم يتجاوز عمرها الثلاثة والعشرين عاماً، ولديها طفل عمره خمس سنوات تصادق إحدى جاراتي السّوريات -والتي تسلم عليّ بفتور لأنّني لست محجبة-وهذه الجارة السّورية لديها طفلة في عمر أربع سنوات حجّبتها، وهي التي تحرّض تلك العربية على الانفصال عن زوجها، مع أنّ الزوج منتج، ويهتم بأسرته، وقد طردته أخيراً من المنزل، وتلتقي يومياً بالجارة السورية -40-عاما، فتصحبها لتعلما أولادهما القرآن، وربما في الظاهر يبدو الأمر مشروعاً، لكن عندما يقنع الإمام المرأة بالزواج من أحد أصدقائه لا يكون الأمر له علاقة بالحرّية .هذا الطلاق اسمه طلاق التّخلف، وليس طلاق التّحرر، لكنّه ردّ المرأة الجّاهلة على الرّجل الجاهل وطريقة للانتقام منه. إنّه الانتقام فقط، وهذا ما يجري في سورية أيضاً. الانتقام من الآخر إلى حدّ القتل، ووصفه بأسوأ الأوصاف.
بدأت للتوّ أحترم نفسي، ولا أعتبر أنّني ضحية أحد، أنا ضحيّة أفعالي. امرأة تشبه ناديجدا. تدّعي التّحرّر. أرغب أن أغيّر الصّورة. رسمت خارطة العالم بقلم رصاص، وكتبت مكان اسم سورية اسم "الغابة" وبما أنّها غابة فلديّ الحق كعضو فيها أن أشكّ في الصّحافة، والفن، والحماس ، والحريّة. الجميع يخضع لشروط هذه الغابة، وللحديث بقيّة. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجن الرّوح-7-
- حول غزو العراق
- سجن الرّوح-5-
- حول فضيحة ترامب مع الممثلة الإباحيّة
- حول الانتخابات المصرية
- سجن الرّوح -5-
- ماريا فرن
- حول وسائل التّواصل
- سجن الرّوح -4-
- حول فضيحة كامبريدج أناليتيكا
- سجن الرّوح-3-
- سجن الرّوح-2-
- سجن الرّوح-1-
- طريق العودة
- بمناسبة عيد المعلم العربي
- هل غيّر الغرب فكر المرأة السّورية؟
- قصة حقيقية عن العبودية
- سيرجي سكريبتال مرة أخرى
- رد على وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حول حادث تسمم ال ...
- الفقر يخلق الظّلم


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - سجن الرّوح-8-