أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - هل غيّر الغرب فكر المرأة السّورية؟














المزيد.....

هل غيّر الغرب فكر المرأة السّورية؟


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5815 - 2018 / 3 / 14 - 12:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كلما شاهدت جريمة على الهواء سواء كانت تتعلق بالسوريين أو غيرهم، أرى العالم مظلماً. الجريمة هي جريمة، وفي الغرب من الجرائم ما تقشعر له الأبدان.
الرجل الذي يقتل زوجته أو أخته لأنّها رفضت الانصياع لرغباته مجرم لا شك، وكذلك المرأة القاتلة، لكن هل التسبّب بالإيذاء جريمة؟
نعم إنّ التسبّب بالإيذاء جريمة قد تؤدي إلى الموت أحياناً فيما لو لم يعد يحتمل المتلقي هذا الإيذاء وحاول الانتحار.
هل غيرّ الغرب من فكر المرأة السوريّة بوصولها إليه؟
أبداً. المرأة السورية كما الرّجل السوري لم ولن يغيرهما الغرب، ربما يتمّ التغيير في الجيل الثالث أو لا يتم. لكنّ النساء في سورية لا يستطعن الطلاق لأسباب كثيرة، أهمها أنّ حضانة الطفل بعد سن الحادية عشرة تصبح ولاية، والولاية للأب، وثانياً لأنّ النساء حتى لو كنّ عاملات غير قادرات على تحمّل النفقات، وهذا ما دفع الكثير من النّساء إلى الصبر، ولو كان القانون يمنح الحضانة الكاملة، ويتكفل بمصاريف الأطفال لرأيت عدد طالبات الطلاق أكبر بكثير، ومع هذا هناك تعتيم على أفعال الرجال، فالكثير من الرجال أتوا مع عائلاتهم إلى الغرب ثم عادوا إلى سورية كي يمارسوا نزواتهم، وحتى أن بعضهم مسيحيين الذين يرون أن أمر الطلاق صعب في سورية. الرّجل يدير ظهره بنعومة أمام المجتمع، ويتهم زوجته بما يشاء بينما االمجتمع يصفق له، والنساء تصفّق أكثر من الرجال.
رأيت شابة في الثلاثين من عمرها في الكنيسة المجاورة لبيتي، تحدثت لي دون معرفة بي بأنّ زوجها جلبهم من روسيا إلى السويد ومن ثم اختفى. يرسل لهم بعض الرسائل من حلب ويقول أنه لن يعود فلم تعجبه أوروبا. ومئات الحالات من الزواج المزدوج حيث الزواج القانوني والمعاشرة، والزواج الثاني على يد شيخ دون تسجيله كون لا أحد يسأل هنا من هو والد الطفل.
نحن مثل كل البشر أصناف وليس صنفاً واحداً، لكن إن لم نعترف بأنّ الاستبداد والفقر جعلا منا شعباً يسير وراء الرّكب نكون لا نقر بالواقع. نحن في الغرب ربما صنفان أو ثلاثة. صنف مصاب بمتلازمة التّفوق، لا يرى ولا يسمع إلا ما تقوله نفسه، وأغلب أفراد هذا الصنف كان لهم مراكز ووظائف وصفات في سورية، وليس بإمكانك أن تقول لكل من وصف نفسه بفنان عالمي أن الفنون الجميلة في سورية من شروط التحاق بها أن لا تفهم بالفن، وليس بإمكانك أن تقول لمن ملأ الدنيا وشغل الناس بإنجازاته الأدبية وفنونه الموسيقيّة بأنّه حتى لو كنت بتهوفن، أو فيكتور هيكو لا مكان لك في سورية إن لم يتعرف على عنصر من الأمن يوصلك بمن هو أعلى منه، وليس كل عنصر قادر على ذلك . على ذلك العنصر أن ينتمي لعائلة من ذوي النفوذ. هذه هي سورية.
الصنف الآخر هو الصنف المؤمن بالدين يحضر الله في الجلسة عندما يلزمه، وتكون نهاية الحديث بآية أو حديث، وإن كنت ابن ابيك يمكنك أن تنبس ببنت شفة فحتى لو كنت في أوروبا يمكن أن يهدر دمك.
والنساء اللواتي وصلن لم يتغيّرن. فقط بعضهن تركت زوجها لأنها بالأساس مرتبطة بعلاقة غير شرعية في سورية، فحولتها إلى شرعية، وربما كان زوجها يعلم، ولكنّه يغض الطرف مقابل علاقة مع ابنة، أو زوجة الشخص الآخر.
قبل عشر سنوات كان هناك إحصاء لبيوت الدعارة في سورية، ورغم أنها غير مرخصة غير أنها موجودة في أغلب المدن السّورية يديرها رجال الأمن حيث تحوّل لها الفتيات المسجونات بتهمة الدعارة، ويخضعون لما يشبه عبودية الجنس، بينما زوجات الكثير من رجال الأعمال الذين لهم شراكة مع رجال الأمن يمارسون الجنس مع الضّباط تحت اسم العلاقة العامة المنفتحة. وفي الإحصاء. تحدثوا عن المساكنة التي ارتفعت نسبتها.
ربما موضوع العلاقة الجنسية معقد في سورية أكثر منه في السّعودية، والفتاة تعيش في حالة عبودية، والزوجة المثالية هي الزوجة التي تقبل أن يأتي زوجها بعشيقته إلى المنزل وترحب بها، وإن أمكن تصرف عليه وعليها. لقد آمن الرجل السوري" مع عدم التعميم" أن تقديسه فرض عين، وآمن المرأة أنها سوف تنتقم منه . هذه هي المعادلة، وهناك جيل من العاملين في السياسة لا يعرف بيته وأولاده فهو في مجالس عزاء، وتأبين ،وتدوين وخطابات، فأمر المنزل ثانوي أمام القضيّة. أما في هذه الحرب، فكل الأشياء في تراجع، وبات أغلب السوريين يعتقدون أن الدنيا غابة.
خلاصة الكلام بأن قلّة من السّوريين لديهم نية السعي تجاه العلم والعمل في الغرب، والأغلبية ربما ترى نفسها متفوّقة على الغرب، وأن وجودها لديه هو من باب كرم الأخلاق. لذا يمكننا القول أنّ فكر المرأة السّورية، والرجل السوري لازالا على القيم الأسدية.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة حقيقية عن العبودية
- سيرجي سكريبتال مرة أخرى
- رد على وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حول حادث تسمم ال ...
- الفقر يخلق الظّلم
- من أمام المقبرة
- تحرّر المرأة مرهون بالسّلام
- يوم الإنسان السّوري بدلاً من يوم المرأة
- الجنس الثالث
- اضحك، فليس في الضحك عار
- تماهى مع النّظام، واشتم العرب السّنة
- العجز عن الكلام
- آسفة على الكذب
- طواحين النّار
- أبطال الديجتال
- مفردات اللغة، والاكتئاب
- تقبيل الشمس
- الأسدية فكرة سوف تبقى بعد رحيل الأسد لعقود
- أقول: لا لثقافة الموت
- في ذكرى المحرقة اليهودية
- سهرة مع عائلة سوريّة


المزيد.....




- 935 شهيدًا في العدوان الصهيوأميركي على إيران بينهم 38 طفلًا ...
- دراسة أثرية: النساء حكمن أولى الحضارات البشرية
- “شغال وفعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2 ...
- بيان حملة “عدالة سكنية للنساء” بشأن التعديلات المقترحة على ق ...
- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - هل غيّر الغرب فكر المرأة السّورية؟