أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة1















المزيد.....

دفتر عاملة1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 06:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تعد تتحكم ...ولم يعد هناك اخر يتحكم ...ربما الهواء ..ذلك الفراغ لا تدرى ..الاستيقاظ اصبح مرادفا اخر للنوم ..ليست من تخاف الوجوه هى ايضا لم تعد تقبل وجوه..
تثأبت اغلقت دفترها السميك كان موعد النوم قد حل وساعة الكتابة قد نفذت وسوف يحل غدا عليها بيوم اخر انه اخر بالنسبه لها لقد اعتادت على ذلك ..الكلمات. منذ سنوات لم يعد هناك اخر لديهاانفصلت عمن تريد..هى لم تختر ان تكون جزءا من اخوة لم تختر ان تكون من قاطنى البدروم ولم تختر اصلها هناك فى الجنوب ...من قدم اولا؟..جدها ام ابيها لا تذكر ولا تهتم...كانت صغيرة لا تفهم لما عليها ان تتطىء رأسها عندما يتحدث اخواتها الصبيه الاصغر ..كرهت كونها فتاة فكانت صبيا ..صبيا يخشى منه اخوتها الصبيه وصبى شارعها....

لم اجد لعبه اتعلمها لم اجد عروسة لاحتضنها كان عليه ..عليها ..ان تتخيل تتخيل كل شىء قطار محل ..اتخيل كونى معلمة مدرستنا اتخيل نفسى بائعة سائقة قطار طبيبة ...لاشىء..لم اجد سوى الورقة للالعب معها فى البداية كانت شخبطة ثم رسمة ..رسمت نفسى ثم ورقة ثم شجرة ثم بحر وانا ألعب ..رسمت الطين والبحر والجاروف رسمت ملابس لى فى البحر تخيلت ملمس المياه المالحة بعدها تخيلت المياه تغمرنى تركت نفسى الى حيث تسبح الامواج ..
كت احب اقتناء مجلاتى المصورة حسنا لم احصل سوى على القليل ولكن احتفظت بها جميعا...
وانا لم اختر ان اتوقف عن قراءتها ..كانت المنزل ...ربما بسببها تمكنت فى البقاء فى المنزل كل تلك السنوات رغم تغير ملامحه وملامحى ..ومعالم من قطنوه وسكنوا حينا..
اصوات صاخبة تدخل من نوافذى الضيقة لا استطيع حجب الكلمات كلماتهم صراخ الاطفال فى منتصف الليل بينما انا وحدى تضمنى جدرانى لما اصبحت اصواتهم بتلك الوحشة قديما لم انعم بنوم هادىء الا على اصواتهم يضحكون وهم يتقاذفون الكرة الى الفجر ....اصبح الكل يمضى الان ...
اول يوم لها فى عملها كان منذ خمسة عشر عام انها تذكره كما هو الى الان ..رغم انها توقفت عن التسجيل فى دفترها الان وهى تغوص فى فراشها القديم متكورة تحاول ان تدفء جسدها من البرد الشديد لقد تذكرته الان ..ربما صوت المطر من حثها على الشعور بهذا ..
كان فى يوم ممطر استيقظت قبل امها وجلست تنتظر ..تذكرت ركضها محاولة السير خلف ابيها بقدمه الواسعة فكانت تلهث ..رات صورتها كتب بجوارها ..المهنة :عاملة ...
الان عادت لتنتبه لذلك الصياح اليومى انها تعرف بصوته جيدا انه يبدا مع الدخول الى العمل فى السابعة صباحا ولاينتهى قبل انتهاء وردية الصباح فى الساعة الثالثة ..انها س التى لا تحل فى المكان قبل ان يرتج باسمها ..قبل ان يستيقظ المبنى توقظه هى بصياحها المتذمر ..
تركض جيئة وذهابا تطوق المكان بشرشوبها تسمع صوت المياه وهىتندفع على الارض ..صوت ضربات يدها تملىء المكان صدى..هى الثانية التى تحضر الى هنا دائما منذ ان اتت الى هنا .جميعهن يحفظن المراكز ودائما ما تبدا المعارك بينهن على صاحبة المركز الاول حتى تهدا لتبدأ المعركة من جديد ..لكنها هى لم تحاول ان تستحوذ على الاولى بل اكتفت بالثانية لذلك كانت هى محبوبة من الجميع لانها ليست مصدر عراك من جديد...
هذا الثانى انه ..لالالا ربما الثالث ..لا تذكرت انه لهااذن انه الاول اه نسيت سأنزل بالدرج واحدا بعد ولكن ..مهلا لما عليه ان اهبط واحد لما عليه الهبوط دائما كانت تتمتم بصوت مرتفع تلفتت الاخرى تنصت اليها ضربت بيدها ألتوت شفتاها سخرية:مجنونة..عجوز
تتضرع ..تستيقظ ..مع التضرعات ..تحضر طعامها بهدوء تتسلل قبل ان يستيقظوا انها لا تتحمل رؤيتهم ...فى الصباح هكذا هى "س" استيقظت زوجة اصغر ابنائها تثابت لها فى ضجر اكملت طريقها خفضت "س"صوتها وهى تلعنها سرا تردد:اين كان عقلى ؟لم اختر له سوى تلك ..
تصعد سلالمها المعتادة لاحظت اليوم فقط الصوت ..صوت سعالها وصدرها الذى يعلو ويهبط تلتقط انفاسها بشق الانفس جلست على السلم لم يكن هناك احدا انها المرة الاولى تركت الظلام يغطى جدران المكان يترك بصمات النوم والصمت تغلف جدرانه ربما ذلك افضل جدا ..انها اول الواصلين تذكرت ال15 عاما السابقة لما تصل اولا دائما
انه منتصف الشهر لا يمر تطول الايام فكيف كانت تمر فى السابق ام انها تتناسها كى تمضى ..
تنتظر المساء انه لها ..اخر ما تبقى للعجوز سرا صغيرا تبتسم كطفلة ..انها تكتب عن هؤلاء العجائز رفيقاتها ..اه لو علمن بهذا ..انها محظوظة اكثر من العجوز "م" التى تسكن فى الطابق الاول كما تعمل هل كتب عليها انه قدر كما تقول هى ان تكون اول الواصلين وفى الطابق الاول من كل شىء الا انه الاسفل فى كل شىء !!..
ذلك الصمت صوت زمجرة الصباح انه كما هو منذ اعوام لا يتغير يزداد قوة ففقط تستيقظ هى ايضا ..تلمح بجوارها ذلك الدفتر المهترىء ..انه جوارها دائما ..تسمع صوت الرياح تضرب نافذتها المنخفضة تتذكر البرد فترتجف قليلا ..يرن هاتفها على تلك النغمة المعهودة انه موعد العمل والاستيقاظ تنظر لصورتها على شاشة هاتفها تتمتم :العجوز اللعينة ..
منذ15 عام كان الكل جديد..المبنى والطلاء رائحة الادراج والمقاعد ..كل شىء ..كل شىء..حتى هن ..كنا جديدات !!هل صرن قديمات الى هذا الحد ؟..
خطر لها هذا وهى تراقب ..تراقب"م" وهى تبكى بصمت بدموع غزيرة كانت تراقبها غير مصدقة بعد كل هذا العمر ستحول للتحقيق ..جلست تبكى كانت هناك من تصرخ وتركض غاضبة كانت تعلم ان "م"تبكى الان ليس من اجلها بل من اجل حبه جديدة عمرها عامان..منذ عامان كانت "م"تركض هناك فى الجوار منهكمة لا تجيب ترفع شرشوبتها فى عجلة وسرعة تضرب الارض بلمعانها ..كانت تفعل كل شىء على عجل واتقان كعادتها كانت الوحيدة التى تكبرهن جميعا كانت هنا من اعوام قبل حضورهن ..
كانت بمثابة رئيستهن فى العمل بحكم الخبرة كانت تسير من خلفها تتابع بنظرها اشارات يدها ..كان العمل بسيط لكنها لم ترفع عينها عن حركة يدها وعيناها وهى تحكى وتصف عملها وكانها من تقوم بكل العمل وكان عملها هو الاعظم فلو تحطم تحطم معه كل شىء..تكبرها باعوام لكنها ظلت رئيستها ولم تناديها سوى بالريسة كل هذا العمر ..علمت انها جاءت هنا كمغتربة وظلت هكذا الى الان عندما تتحدث تتحدث عن هناك ..سألتها فى يوم تمزح ما بالك هذا بحر ولديكم ايضا فما الفارق ؟..قالت لا انت لم تعرفى طعم بحر هناك ..لم تستطع ان تردها كان عليها ان توافق ..تنتظر اجازتها بشغف لانها ستسافر الى هناك تتحضر كل عام للرحيل وكانها ستغادر ارض الوطن فى احدى الدول البعيدة تتحدث عن ابيها الذى يقطن الغرفة العلوية التى تطل على البحر من نافذتها الوحيدة تتحدث عنه بغيره.. انه الوحيد الذى قطن الدور العلوى وشم رائحة البحر من الاعلى انه ابى..ابى انا ...



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من طبقة اقل هو..انديرا
- بداية جديدة ..سوزوران
- هدوء ..صاخب مارجريت
- لا املك سوى الخوف
- على الجانب الاخر من العام الجديد ..عايدة
- أشتقت اليكى
- دفتر حياتى
- لحظة حرجة
- عايدة بلا عنوان
- عائلة حنا سيدهم الجزء الثالث 1
- بدوية 13
- مارجريت الاخرى حيث تكشف نفسها
- انديرا بلا خيار
- ساحضر كائنا يحب الطبيعة ..سوزوران
- بدوية 11
- بدوية 12
- بدوية 10
- بدوية9
- بدوية8
- عبثية وممتعة..مارجريت


المزيد.....




- “سجل الان” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 202 ...
- ليست الحقيقة.. مفاجأة في فيديو زعم ناشروه أنها فرحة مسن رزق ...
- عالم مصريات شهير يعلن الفشل في العثور على مقبرة الملكة كليوب ...
- من بينهم مشاهير في تيك توك.. عصابة -اغتصاب الأطفال- في لبنان ...
- السعودية.. القبض على شخص تحرش بامرأة والأمن يٌشهر باسمه
- دفنت في العراق قبل 75 ألف سنة.. علماء يكشفون شكل امرأة النيا ...
- الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام
- تحديد الجنس الأكثر عرضة للوفاة المبكرة
- تهم “الإرهاب” الكيدية تلاحق الناشطات مناهل العتيبي وبشرى بلح ...
- هل هناك -فجوة صحية- بين النساء والرجال؟ دراسة تجيب


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دفتر عاملة1