عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 08:34
المحور:
سيرة ذاتية
عند حلول شهر رمضان كنا نحن الاطفال نخرج، نعدو في الشوارع والازقة ونقول في تحذير للمدخنين..( يا شاربين الدخان راهو جاكم سي رمضانّ).. واذا ضبط احدهم فاطرا في شهر الصوم، نجري خلفه صائحين:( فطار في رمضان..نديروا كرشة عصبان)..
وفي ليل رمضان نغني في الشوارع المظلمة...اغاني المناداة والتحفيز على مشاركة القابعين في البيوت على الخروج من منازلهم ومشاركتنا اللعب واللهو البرئ : ( حارنين على القنان... والقمر توا ايبان... ما بو يطلعوا يلعبوا في الزنقة... خوافين من اليهود لابسين طواقي سود...فراغين بلا بارود...خوافين من النصارة... لابسين طواقي بارة)..
وكانت متعة شهر رمضان في مشاهدة عروض كراكوز بازاما، والجلسات امام عتبات المنازل وسرد الحكايات، أو التسكح في سوق الجريد، والتلذذ بأكل السفنز والزلابيا من التونسي..
وكذلك التجول والانطلاق في مرح في ميدان البلدية، وسوق الظلام، اشهر اسواق بنغازي، وكان اصحاب المحلات فى اوقات الصلاة، يخرجون الى المساجد دون ان يقفلوا محلاتهم، واضعين امام مدخل المحل كرسى، او عصاة طويله.. وكذلك اقامة صلاة التراويح في المساجد العامرة بالايمان..
ولشهر رمضان مكانة،بسبب عاداته وطقوسه المميزة، والناس يستقبلونه بفرح، فبعد اعلان بدء الصيام، يتم تجهيز المواد اللازمة، والاستعداد، لموائد شهر رمضان العامرة بما لذ وطاب، وتمتلئ الاسواق بكل ما يلزم الاسرة البنغازية، من انواع البهارات والقهوة بالكسبر، والروينة، وكذلك المواعين الجديدة.
اما في البيوت البنغازية فهناك تجد التمر والحليب واللبن وقمر الدين، والشربة الليبية اللذيذة المكونة من قطع صغيرة من اللحم الوطني والسمن والبهارات المميزة، وكذلك، البطاطا المبطنة والبراك والمحشي والكيما، وخبزة الشعير وخبزة التنور ،وبعدها تأتي الكنافة والبسبوسة من بوعشرين، والزلابية والمخاريق ولقمة القاضي، والمحلبية..
وتجعل العائلات البنغازية من شهر رمضان مناسبة للم شمل العائلة ودعوة الاصدقاء والاقارب للافطار معا.
وفي الايام الاخيرة من الشهر، يبدأ بعدها الاستعداد لقدوم عيد الفطر وشراء دبش العيد للاطفال..
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟