أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الحرب رهان خاسر للمنتصر والمهزوم على السواء














المزيد.....

الحرب رهان خاسر للمنتصر والمهزوم على السواء


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هناك نوع من الحروب يمكن ان يندلع لأسباب تافهة وتتسبب في خسائر مادية وبشرية.

على سبيل المثال الحرب التي وقعت في عام 1925 بين اليونان وبلغاريا...والسبب "كلب" عبر الحدود اليونانية البلغاريه، وسُميت تلك الحرب بـ "حرب الكلب الضال" واستمرت اسبوعا واحدا وقتل فيها العشرات من الطرفين..

بدأت الحرب يوم 18 أكتوبر 1925 عندما قام جندي يوناني في خفر الحدود بمنطقة (ذيمير كابو)، بالقرب من بلدة بيليس، بمطاردة كلب اجتاز الحدود اليونانية البلغارية ، حارس الحدود البلغاري أطلق النار على الكلب وقتله ، ووقع تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، أدى إلى مقتل قائد دورية حرس الحدود اليوناني واثنين من الجنود.. وهكذا أندلعت بالحرب.

في ظل المناخ السياسي المضطرب في ذلك الوقت،امر القائد العسكري اليوناني " ثيوذوروس بانغالوس "القوات اليونانية بغزو بلغاريه، بالرغم من معارضة السياسيين اليونانيين والدبلوماسين الاجانب..
أعتقد بانغالوس، أن وراء الحادث الحدودي خطة كبيرة وانه كان مجرد ذريعة لأجتياح اليونان، فأصدر اوامره للفيلق الثالث في الجيش اليوناني بغزو الأراضي البلغارية واحتلال منطقة بتريتسي.

اقتحمت القوات اليونانية المنطقة وأحرقت بعض القرى البلغارية، وفي الوقت نفسه، قدمت الحكومة اليونانية احتجاجا للحكومة البلغارية وطلبت منها الاعتذار عن مقتل القائد العسكري اليوناني والجنديين ، ومعاقبة القتلة، ودفع تعويض لليونان مقداره (مليوني فرنك فرنسي).

بلغاريا، من جانبها، ناشدت عصبة الأمم المتحدة، العمل على الوقف الفوري للأعمال العدائية وانسحاب القوات اليونانية من الأراضي البلغارية.

بعد الاطاحة ببانغالوس تم التفاوض مع الحكومة اليونانية الجديدة، وشكلت عصبة الأمم لجنة برئاسة دبلوماسي انجليزي ( رابولد) لتحديد مسؤوليات الدولتين، و قدمت اللجنة نتائجها، التي اعتمدتها عصبة الامم، ووفقا لهذا، فقد الزمت اليونان، بدفع تعويضات لبلغاريا ،مقدارها 45.000 جنيه استرليني، عن حرق القرى البلغارية ،في حين الزمت بلغاريا بتعويض عائلة القائد اليوناني، الذي قتل بنيران حرس الحدود البلغارية. رفضت اليونان في البداية حكم اللجنة ولكن بعد ضغوط بريطانيا وافقت..

نستخلص من مغزى هذه الحكاية ان الديكتاتور اليوناني ( بانجلوس) لم يحتكم لصوت العقل، ورفض كل الاصوات المطالبة بالتسوية السياسية والدبلوماسية (وركب دماغه) كما يقول المثل الشعبي المصري، ولم يحسب عواقب فعلته وتاثيرها على مستقبله السياسي وعلى بلاده، واختار طريق الحرب التي هي دائما طريق الهلاك، لأن المنتصر فيها والمهزوم خاسران في النهاية.

وتذكرنا هذه الحكاية بحروب مشابهة خاضها العرب قديما ، منها حرب داحس والغبراء بسبب سباق بين جمل وفرس ، وحرب البسوس من اجل ناقة..

لهذا فإن خيار الحرب في نهاية الأمر رهان خاسر للمنتصر والمهزوم على السواء.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير مدرستي...
- محمد موسى...حكاية شارع من بنغازي
- أين المرأة العربية؟؟
- الحاج موسى ..موسى الحاج
- معطف - كبوط- ( موسوليني) في بنغازي
- ستيليوس كيمبوروبولوس .....شاب يوناني يتحدى الاعاقة ويتفوق عل ...
- اليونانيون في بنغازي...
- مدينتي الغالية ..بنغازي .. تتألم
- الارهابي.. من يكون ؟
- الحشر...حكاية شارع من بنغازي
- لا تلوموا 17 فبراير ...
- ظرفاء ودراويش بنغازي
- من المأثورات الشعبية الليبية..الغيطة
- جماعات احتكار الدين
- تبا لكم ..
- متى يرتاح الليبيون؟؟
- حكاية مكان..ميدان سوق الحوت بنغازي
- القهوة ...المشروب الاكثر شعبية في العالم
- بنغازي.. وطن في مدينة
- ضياع وطن..


المزيد.....




- زيلينسكي يتفقد موقع الهجوم في كييف ويطالب بتكثيف الضغط الدول ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- ماذا نعرف عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية؟
- لماذا اختارت إسرائيل -الأسد الصاعد- اسمًا لعمليتها العسكرية ...
- لماذا تتردد روسيا في مساعدة إيران في صراعها مع إسرائيل؟
- -بلومبرغ-: مسؤولون أمريكيون بدأوا الاستعداد لاحتمال شن هجوم ...
- -نيوزويك-: الولايات المتحدة تطلب الحد من ذكر أوكرانيا في بيا ...
- -تم نفيه وتعرض لمحاولة اغتيال-.. أبرز المحطات في حياة علي خا ...
- الطاقة الذرية الإيرانية: سنرد على تقاعس -الدولية للطاقة الذر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الحرب رهان خاسر للمنتصر والمهزوم على السواء