|
المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 18:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الواضح تماماً ، كيف تنظر " داعش " الى المرأة ، ومن الجَلي ، كيف تُعامِل ما تُسمى دولة الخلافة الإسلامية ، المرأة في الأماكن التي تُسيطِر عليها .. سواءً في سوريا او العراق . فالمرأة عند هؤلاء الهَمَج : سِلعة تُباع وتُشتَرى كأي سلعةٍ أخرى / غنيمة / أَمَة / وعاء للمُتعة / ناقصة عقل ودين / لايجوز خروجها لوحدها / عليها ان تُمارِس جهاد النكاح / يجب عليها ان تُغطي وجهها ويديها بالكامل ولا يجوز لها ان تضحك في الأماكن العامة / المرأة عَورة ... الخ . هذا هو حال أكثر من نصف المُجتمَع ، في المُدن والقصبات ، التي إحتلتها داعش ، في سوريا والعراق .. وبالنسبةِ لنا ، فأن أفعال عصابات داعش ، بالنسبةِ الى المرأة ، ليست شيئاً من نَسج الخَيال ولا هي مُبالغات غير معقولة .. فأن مايفعلونه في الموصل المُحتَلة ، التي هي على مَرمى حجرٍ مِنّا .. وأن ما يقترفونهُ بِحقِ قسمٍ من أهلنا في سنجار ، الذين وقعوا أسرى ولم يلحقوا الإفلات من بين أيدي داعش .. خيرُ دليلٍ على الإجرام المُتناهي لهذه العصابات التكفيرية . المرأة بالنسبة ، للمنظمات التكفيرية الإسلامية المتطرفة كُلها ، ولا سيما داعش .. موضوعٌ للإمتهان والإذلال . .................... وعلى نقيض ما وردَ أعلاه ، تماماً .. فأن وضع المرأة في المناطق الكردية السورية ، التي يُديرها " حزب الإتحاد الديمقراطي " ، مُختَلِفٌ بصورةٍ جذرية . فالمرأة هناك حُرَة في إختياراتها .. بل أنها شكلتْ منذ أكثر من سنة ( وحدات حماية المرأة YPJ ) وهي وحدات تطوعية مُقاتِلة بصورةٍ فعلية ، بعد خضوع منتسباتها ، لتدريبٍ عسكري شاق ومهني ، وتُشكل وحدات حماية المرأة YPJ ، حوالي ثُلث عدد ( وحدات حماية الشعب YPG ) . أي ان واحداً من كُل ثلاثة مُقاتلين كُرد في روژاڤ-;-ا أي كردستان الغربية ، إمرأة مُقاتلة . إنهُنَ النُسخة الكردية الناصعة ، للمُقاتِلات الباسلات في المقاومة السوفييتية في ستالينغراد .. والمرأة المُناضلة في فيتنام .. بل ان اللبوات الكرديات اليوم ، أكثر تنظيماً وإنضباطاً وإقداماً . ان مُقاتلات وحدات حماية المرأة ، اللاتي أعمارهن تتراوح بين 18/30 سنة .. بزّيهنَ العسكري البسيط ، بِشعرِهُن المكشوف ، بسحناتِهُنَ الخالية من أي مِكياج ، بسواعدهُن القوية الحاملة للسِلاح .. أجمَلُ من أي إمرأةٍ في العالَم . إنهُنَ سَقَينَ أراضينا ، في الأسابيع الماضية ، بدمائهن .. في ربيعة وسنوني ومُحيط سنجار ، في تصديهُن لعصابات داعش . واليوم .. بل منذ خمسة أيام ، فأن قوات داعش ، بِدعمٍ مكشوفٍ وواسع ، من تركيا ، تشُنُ هجوماً كبيراً من ثلاثة جهات ، على ( كوبانى ) .. مُستخدمةً مُختلف الأسلحة الثقيلة ، بل ان صواريخ گراد سقطتْ على مدينة كوباني . ووحدات حماية الشعب وبضمنها وحدات حماية المرأة ، تُقاتِل بِضراوة وتُدافع بأسلحتها المتواضعة ، ضِد أشرس وأحط أنواع البشر وأكثرهم إجراماً ، أي داعش . أن نساء وحدات حماية المرأة ، تُسّطِرنَ مَلحمة رائعة .. في هذا الزَمن الردئ الذي تندرُ فيهِ المَلاحِم . ......................... هذا الزَمن العاهِر .. الذي فيهِ : الولايات المتحدة الأمريكية ومن وراءها الغرب كله ، مُدّعي الليبرالية وحقوق الإنسان ومُنّظمي مُؤتمرات محاربة الإرهاب .. كُلهُم ساكتون عن جرائم داعش ضد كوباني . بشار الأسد ، مثل كُل الدكتاتوريين السَفلة ، يُرَكز طائرته ودباباته ، في محيط قصوره الرئاسية ، لحمايته هو وأجهزته القمعية المُجرمة ، تاركاً كوباني تحت رحمة داعش . تُركيا الخبيثة الكاذبة المُخادعة ، تقترف بدعمها لداعش ، أحط أنواع الخداع والإنتهازية . روسيا مُرتاحة بإسطولها وغواصاتها الحربية في طرطوس ، غير مُهتمةٍ للكارثة التي تحيق بالكُرد في قُرى كوباني . من الناحية العملية ، فأن الغرب والشرق وتركيا والخليج .. كُلهم ساكتون عن جرائم داعش في كوباني .. داعش الرجعية المتخلفة التكفيرية ، داعش الممتهنة لكرامة المرأة . من الناحية العملية ، فأن وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة ، تُقاتِل ببسالةٍ منقطعة النظير .. لوحدها . أن التراب الذي تحت أقدام كُل مُقاتلة كُردية في كوباني .. أطهرُ من لُحى جميع الدواعش ومَنْ يدعمونهم ومَنْ يسكتون ومَنْ يُحّرفون الحقائق !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- كوبانى - تحتَ النار
-
العَرَب السُنّة الموصلليين
-
( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !
-
الهاتف النّقال
-
أكسير الصراحة
-
عُقداء وعُمداء
-
كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
-
معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
-
هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
-
مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
-
حذاري من الإنزلاق !
-
تُوّزَع مجاناً .. ليستْ للبيع
-
قَد تابَ وأنابَ
-
لماذا ولِمَنْ أكتُب ؟
-
شّتانَ بين ، معركة هندرين و ( لا مَعركة ) سنجار !
-
مأثرة ( قاسم ششو ) ورفاقه الأبطال
-
الإيزيديون .. حقيقة في مُنتهى القَسوة
-
إعادة البناء .. الترميم والإصلاح
-
أحزاب : العُمال / الديمقراطي / الإتحاد .. ليست إرهابية
-
من وَحي الكارثة
المزيد.....
-
بالفيديو.. الأمطار تتساقط داخل طائرة متجهة إلى نيويورك
-
ما تأثير الحيوانات الأليفة على الإصابة بالخرف؟
-
أطعمة ومشروبات تسبب التورم
-
استخباراتي أمريكي سابق يحلل ما سيفعله ترامب بعد فوزه لرأب ال
...
-
تركيا.. أردوغان يصدر عفوا عن جنرالات متقاعدين مدانين في انقل
...
-
فقدان 3 بحارة سوريين بعد غرق سفينة شحن قبالة رومانيا
-
المرصد: مخلفات الحرب تقتل وتصيب عدة أشخاص بسوريا
-
-سيارات إسعاف محمَّلة بأسلحة ثقيلة-.. مصر توضح حقيقة المنشور
...
-
زيارة جيك سوليفان إلى السعودية وإسرائيل
-
نزوح 800 ألف فلسطينيي من رفح.. وأوامر إخلاء جديدة في شمال غز
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|