أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي لّطيف - تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - .














المزيد.....

تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - .


علي لّطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 00:13
المحور: الادب والفن
    


الرجل صاحب العينين الجميلتين.*

عندما كنا أطفالاً
كان هناك بيت غريب
ستائره مغلقة دائماً في كل الأوقات
لم نسمع أي صوت أبداً
من ذلك البيت.
الساحة كانت ممتلئة بأشجار الخيزران
وكنا نحب اللعب بين أشجار الخيزران
كنا نتظاهر أننا طرازان
(بالرغم من أن جاين لم تكن موجودةً معنا).
وكانت هناك بركة
بركة كبيرة جداً
مليئة بأسمن أسماك ذهبية
يمكن أن تراها في حياتك,
هذه الأسماك كانت أليفةً أيضاً.
كانت تأتي إلى سطح البركة
وتأكل قطع الخبز الصغيرة من أيادينا.

قال لنا اباءنا:
"إياكم والذهاب بالقرب من ذلك البيت".
لهذا السبب, بالطبع ذهبنا
تساءلنا إن كان أحد ما يعيش في ذاك البيت,
أسابيعٌ مرت علينا, ولكننا لم نرى أي أحد.

وفي يوم ما
سمعنا صوتاً قادم من البيت
" أيتها العاهرة الملعونة!"
كان الصوت صادراً من رجل.
بعدها فُتح باب البيت بقوة
وخرج الرجل من البيت.

كان يحمل خُمَس زجاجة ويسكي
في يده اليمنى.
كان يبدو في الثلاثين من عمره.
كان يضع سيجاراً في فمه
ووجهه يحتاج إلى الحلاقة.
شعره كان كثيفاً وغير مرتب
وكان حافيّ القدمين
ويرتدي قميصاً داخلياً
وسروالاً.
ولكن عيناه كانتا ساطعتين.
عيناه توهجتا بتوهج غير مسبوق وقال لنا:
"أيها السادة الصغار, تقضون وقتاً جيداً حسب ما أمل؟
أليس كذلك؟"

ثم ضحك ضحكة صغيرة
وعاد مجدداً إلى البيت.

غادرنا بعدها
وعدنا إلى ساحة بيتنا
وفكرنا بما قد حدث أمامنا.

اباءنا, كما قررنا بعد التفكير
أرادوا ابقائنا بعيداً عن ذاك البيت
لأنهم لم يرغبوا لنا برؤية رجل كهذا
رجل قوي وحقيقيّ بعينين جميلتين.

اباءنا كانوا يشعرون بالعار
لأنهم ليسوا مثل ذاك الرجل,
لهذا أرادوا منا أن نبقى بعيداً عن ذاك البيت.

لكننا في النهاية, عدنا
عدنا لذلك البيت ولأشجار الخيزران
وللبركة والأسماك الذهبية الأليفة.
عدنا في العديد من المرات
ولعديدِ من الأسابيع
ولكننا لم نشاهد أو نسمع من الرجل
مرة آخرى.
الستائر كانت مغلقة كالعادة
وكان الجو هادئاً.

وفي أحد الأيام
ونحن عائدون من المدرسة
رأينا البيت
كان قد احترق بالكامل
ولم يبقى منه أي شيء
بعض الأساسات المتفحمة فقط لا غير.
ذهبنا إلى بركة الأسماك
فلم نجد فيها أي قطرة ماء
والأسماك الذهبية البرتقالية
كانت هناك ملقاة ميتةً وتموت.

عدنا إلى ساحة بيتنا
وتكلمنا عن ما حدث
وقررنا أن اباءنا قاموا بحرق ذاك البيت,
قتلوا سكانه, وقتلوا الأسماك الذهبية
لأن كل شيء هناك كان جميلاً,
حتى من الغابة الصغيرة من أشجار الخيزران احترقت بالكامل.
اباءنا كانوا خائفين
خائفين من الرجل صاحب العينين الجميلتين
بعدها أصبحنا نحن خائفين
أنه خلال حياتنا
أشياء مثل هذه ستحدث دائماً
أن لا أحد سيرغب في رؤية شخص آخر
قوي وجميل مثل ذاك الرجل,
وأن الآخرين لن يسمحوا أيضاً بذلك,
وأن العديد من الناس سيموتون من أجل هذا السبب.

تشارلز بوكوفسكي*
من كتاب (آخر ليلة للأرض - The last night of the earth)**


الحظ. *

ما السوء في كل هذا
في مراقبة الناس
وهم يشربون القهوة وينتظرون.
سأغرقهم جميعاً بالحظ لو استطعت
هم يحتاجونه
أسوء مما أحتاجه أنا.

أجلس في المقاهي
وأشاهدهم ينتظرون
أظن أنه لا يوجد لدي
شئٌ أفضل لعمله.

الذباب يتمشي لأعلى وأسفل
على تلك النوافذ
ونحن نشرب القهوة
ونتظاهر أننا لا ننظر لبعضنا البعض.
أنتظر معهم.

وهكذا ما بين حركة الذباب
يمرون بجانبي!

تشارلز بوكوفسكي*
من كتاب (الحب كلب من الجحيم – Love is a Dog from Hell)**



الليلة.*

"قصائدك حول تلك الفتيات ستظل موجودة ما بعد خمسين سنة, حتى عندما تزول كل الفتيات."
المحرر الذي أعمل معه هاتفني!

عزيزي المحرر:
يبدو أن الفتيات قد غادرن منذ فترة.
أعلم ماذا تقصد
لكن فقط أعطني امرأة حقيقية هذه الليلة
امرأة تتمشى على الأرض باتجاهي
ويمكنك عندها أخذ كل القصائد
الجيدة منها
السيئة منها
أو أي قصيدة آخرى يمكن لي أن أكتبها بعد هذه

أعلم ماذا تقصد
لكن هل تعلم ماذا أقصد أنا؟

تشارلز بوكوفسكي*
من كتاب (الحب كلب من الجحيم – Love is a Dog from Hell)**



أنت. *

أنت وحش, قالت لي
بطنك البيضاء الضخمة
وهذه الأقَدام المكّسوة بالشَعر.
أنت لا تقوم أبداً بقص أظافرك
أنت تملك يدين سمينتين
وكفين ككفيّ القط
أنفك الأحمر الناصع
وأكبر خصيتين رأيتهما في كل حياتي.
تقذف المَنىّ
كالحوت الذي يقذف الماء
من الحفرة الموجودة في ظهره.

وحش وحش وحش!
قالت لي
ثم قبلتني, وسألتني
ماذا تريد على الإفطار؟

تشارلز بوكوفسكي*
من كتاب (الحب كلب من الجحيم – Love is a Dog from Hell)**



#علي_لّطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقص هو الحل!
- الإنتقام كريه. مقال لجورج اورويل. *
- الصرصور المدخن.
- فينو دا فينشي , بورديلو البُرقع الوردي.
- نهاية أمل , شكرا عزيزتي لقد أحببتك.
- سجن الماضي .
- الصادق النيهوم , ليلة مضيئة في نوفمبر .
- الأسي , الضجر , رجلٌ رمادي .
- مراكش . مقال لجورج اورويل . *
- علي الماشي
- فوضوية رقصة الكلاشنكوف
- فتاة راقصة في القسطنطينية
- المستقبل : بين نهضة البشرية و سقوط الارض .
- قديسة الحي القذر .
- الثورة الثورة , الوطن الوطن , إنتحار مواطن ليبي .
- جزء من النص مفقود , كلمة من حرفين. ما يسمي فناً .
- مجرد ارقام إنسانية ليبية ( وطن محترق ) .
- طابور - الخلاص - في نهاية شهر خدمات تطوعية . ( سرد ليبي عامي ...
- الطلاب مازالوا نائمين .
- ليبيا , إلي أين ؟


المزيد.....




- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي لّطيف - تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - .