أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .















المزيد.....

محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .
احترت في أمر الكتابة عن مصر ، خاصة وأن كل ما فيها يغري بالكتابة ، شعبها ، تاريخها ، علماؤها ، موقعها ، وجوها وماء نيلها الذي يمنحها جميع مقومات الجمال من جداول وبحيرات وحقول وطبيعة خلابة تحبس الأنفاس بجمالها ..
حيرة نابعة من خشية من التقصير في حق هذا البلد العظيم ، إن أنا كبت عن واحدة من مقومات عظمة بلد جاء ذكره في القرآنه الكريم في أربعة وعشرين موضعاً ، منها ما هو بصريح اللفظ ، كما قال الكندي ، ومنها ما دلت عليه القرائن والتفاسير" ، ومن ذلك قوله تعالى: " وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " يونس 87 . وقوله سبحانه : "وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ " ، يوسف 21 . وقوله تعالى : "فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ " يوسف 99 . وقوله عز وجل: "وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ " الزخرف 51 وَطُورِ سِينِينَ ،التين 2 . وبما أن مصر تعيش أجواء ثورتين غيرتا وجه التاريخ المصري والعالمي ، كان لابد لي أن أكتب عن أهم أحداثها التي شغلت رايها الوطني باقي دول العالم العربي والإسلامي والعالمي ، ومن بينها محاكمة مرسي التي يتبين من خلال قراءة أولية لملابساتها ، أنه لم يكن ليخطر ببال أحد أن مرسي وقيادات الإخوان سيعودون للوقوف في أقفاص الاتهام التي وقفوا فيها قبل سنوات ، وبذات التهم التي واجهتهم وأسلافهم عبر تاريخ الجماعة الطويل ، وهم ، بلا ريب أو شك ، يحفظون وعن ظهر قلب الحديث النبيوي الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ". وإني والله لا أقصد بهذا شماتة بيما صارت إليه جماعة الاخوان ورئيسهم المعزول مرسي - والذين كنت معجبا بهم كثيرا ، في زمن ما - وذلك لأن الشماتة في مثل هذه الظروف ليست مطلوبة ، بل هي معيوبة جدا وتتنافى وتعاليم الإسلام السمحة . لكن الموضوع استثنائى ، والحدث تاريخي ، ويشكل مضمونهما عبرة وعظة ، ورسالة وجرس إنذار ، تغري بالكتابة لتنبيه من تبقى خارج القضبان من أهل وعشيرة ومؤيدي الرئيس المعزول ، والذين لا مفر لهم -إن هم أرادوا النجاة بانفسهم ، ووقايتها من نفس المصير القاسي- من الوقوف أمام سيرة حياتهم ومراجعة أنفسهم ليدركوا أنهم مخطئون ، ويرجعوا عن الانحراف الذي سارت اليه الجماعة ، ويتخلوا عن نظرتهم الأحادية ، وأفقهم الضيق ، ويتركوا لعبهم المقيت على أوتار العاطفة الدينية لجموع الشعب ، وأن أي محاولة لاسترجاع السيطرة على مقاليد الأمور فى مصر ، وإحلال حزب وطنى جديد بجبة دينية ، يمكن الأهل والجماعة والعشيرة والإرهابيين والقتلة ، ويفرق بين أبناء الوطن ، ويضيع الديمقراطية التى خرج المصريون عن بكرة ابيهم ، لتحقيقها في ثورتي 25 ، و30 ، ستلحقهم لا محالة ، بجموع المحبوسين . ويذوقون من نفس كأس هول الموقف الذي أصبح يعيشه بعد نعيم في قصور الرئاسة ومعاملته كرئيس للجمهورية ، والذي أصابه بالجنون ، إلى ذرجة جعلته يصرخ في المحكمة ردًا على نداء رئيس المحكمة المستشار أحمد صبري يوسف عليه كمتهم لإثبات حضوره صائحا : "أنا الدكتور محمد مرسي، أنا رئيسك الشرعي.. وأنا محبوس بسبب انقلاب والانقلاب جريمة والمحكمة غطاء للانقلاب، هذه ليست محكمة، وأنت تعطلني عن أداء مهام عملي".
فمتى يتيقن هؤلاء بأن مصر بحاجة لسياسي محنك وقوي يقودها للحرية والاستقرار والتقدم ، وليست في حاجة لمتطرف انتحاري ، أو سياسي فاشل مبهور ببريق المنصب ، مأخوذ بإغراءات السلطة ، غارق فيها إلى درجة لم تبق له متسع من الوقت لتفكير فى مدى بشاعة وعمق أخطائه ، وربما لم يخطر بباله أو يمر بخاطره أن يراجع نفسه ليدرك أنه مخطئ في حق من ولي أمرهم وعلقوا آمالا كبيرة عليه وعلى جماعة الإخوان المسلمين ، التي عتبروا أعضاءها "بتوع ربنا" -بالدارجة المصرية ، والذي يعني في دارجتنا المغربية " اولياء الله الصالحين "- ، والذين ، مع الأسف الشديد ، خذلوهم حين تشبهوا بالنظام السابق ، وساروا على نهجه ، الذي كان كل همهم هو التمكين والتمكن من مقاليد الحكم فى مصر ، اوالذي زعزع في عهدهم الأمن والأمان والاستقرار الذي عرفه حكم مبارك ، وضُربت أثناء حكمهم القدرة الشرائية ، وقلت السلع والمدخرات التموينية ، وتوقفت الاستثمارات ، وزادت البطالة ، وطفحت على السطح كلّ ما عاشه المصريون في الخفاء من مآسي ومتاعب ، وعمت الفوضى ، وعندها ، وبحكم عامل الوقت ، وعدم نيل المطالب بشكل سريع ، انقلبت المقاييس ، وتحوّل الصّبر إلى عدم الصبر، وبعبارة أوضح تحوّل صّبر المصريين الإيجابي إلى صبر سلبيّ ، كما يقول المثل المغربي "الصبر كيضبر" واتخذوا قرار عدم تقبّل واقع لا يرضون عنه ، ولا يحتملون ما يغرقهم فيه من فوضى وقهر وعذاب ؛ و أملا فى غد أفضل ، وطمعاَ فى معيشة طيبة وحلماَ بحقوق وحريات حقيقية ، خرجت جموع الشعب المصري الطيب الغفيرة ، في سابقة فريدة في تاريخ دول العالم كله ، ليبهر الدنيا بعزل رئيسين ، وقلب نظامي حكم وتحمل عناء فترتين انتقاليتين خلال ثلاث سنوات فقط ، بعد أن قرر ألا يرضخ للذل والإهانة مرة ثانية ، وألا يسكت عن ضياع حقوقه ، وألا يرضى بأى فاشية مرة أخرى أيا كانت شكله، وبعد أقل من سنتين على محاكمة رئيسهم الأسبق حسنى مبارك، عزلوا رئيسهم الجديد وحاكموه لما نصّب نفسه ديكتاتوراَ بزى إسلامى ، وان المصريين عازمون على أن يكون ذاك مصير أى رئيس مصرى قادم يتهاون فى حق هذا الشعب ، أو يعامل المصريين كعبيد ، ويتوهم بأنه فوق القانون وفوق المساءلة ولا يمكن محاسبته عن أى فعل ، فالرئيس ما هو إلا مواطن عادى ليس له أى امتيازات عن أى المواطنين آخر غيره ، وما هو إلا خادم للشعب مصدر السلطات الأول والأخير ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراسلة حية من دار أبرا القاهرة .
- رؤساء وراء القضبان !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!(5)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (4)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (3)
- بين المقاصة والمقايسة ، ضاعت المنافسة !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !! (2)
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!
- التعليم الأولي المغربي السقيم !!
- -من شر البلية ما يضحك-(5)
- العيد الكبير والمقايسة !!
- رياض الأطفال بعد الخطاب الملكي السامي عن التعليم !!
- هل هي مقايسة أم مسايفة ؟؟
- تجربتي مع التعليم .
- لا مصالحة مع من خان وطنه !!
- عيد المعلم
- ومن شر البلية ما أضحك .4 الجزء الرابع
- الإسلام دين سماحة وتسامح وليس دين عنف وتكفير !
- ومن شر البلية ما أضحك !الجزء الثالث .
- ومن شر البلية ما أضحك !.الجزء الثاني


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .